توفي اليوم رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن عمر ناهز 73 عاما. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية، الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في البلاد لمدة 40 يوما، فضلا عن تعطيل العمل في كافة المؤسسات الحكومية والخاصة لثلاثة أيام. والشيخ خليفة بن زايد هو ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة والحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي، كبرى الإمارات السبع المكونة للاتحاد. وكان خليفة قد تولى حكم إمارة أبو ظبي مباشرة، بعد الإعلان عن وفاة والده في 2 نوفمبر 2004. ولد خليفة بن زايد في مدينة العين بإمارة أبو ظبي سنة 1948، وهو النجل الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان وليًا لعهده. تلقى تعليمه الأساسي بمدينة العين، في المدرسة النهيانية التي أنشأها والده. وكان أول منصب رسمي شغله هو "ممثل حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية وعمره لم يتجاوز آنذاك 19 عاما. عُين وليا لعهد إمارة أبو ظبي، وكان عمره حينها 21 عاما. وبعد يوم واحد، تولى رئاسة دائرة الدفاع في إمارة أبو ظبي وكان من ضمن مهامه الإشراف على قوة دفاع الإمارة، التي كانت نواة جيش الإمارات العربية المتحدة. تولى خليفة رئاسة أول مجلس وزراء لإمارة أبو ظبي، إلى جانب تسلمه حقيبتي الدفاع والمالية. وبعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971، ثم تشكيل الحكومة الاتحادية في الشهر ذاته من عام 1973 أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب مسؤولياته المحلية. وبعد إلغاء مجلس الوزراء المحلي، أصبح خليفة أول رئيس للمجلس التنفيذي، ثم تولى خليفة بن زايد رئاسة المجلس الأعلى للبترول، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الصناعة النفطية في أبوظبي والعلاقات مع شركات النفط، إلى جانب ترؤسه للمجلس التنفيذي، أسس خليفة بن زايد سنة 1976 جهاز أبو ظبي للاستثمار، الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة وأصبح رئيسا له. وبعد إدماج القوات المسلحة للإمارات السبع تحت قيادة واحدة وعلم واحد، عين خليفة نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. تولى لفترات رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي، ومنصب ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الهيئة العربية للتصنيع الحربي. من بين أبرز منجزاته إنشاؤه، سنة 1981، دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية، التي ساهمت في توزيع الثروة على المواطنين في إمارة ابوظبى، عبر تقديم تمويلات سخية دون فوائد لبناء مبان تجارية، وقد أسهم ذلك في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين كان خليفة بن زايد من أهم داعمي بناء أعلى برج في العالم، برج خليفة، الذي يعد أعلى بناء شيده الإنسان بارتفاع 828 مترا، أسس سنة 2007 مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي تتكفل بمصاريف العلاج والدراسة وتأمين المأوى والغذاء للمعوزين في عدة مناطق في العالم وقد أولى خليفة اهتماما خاصا بالحفاظ على البيئة، وعين أول وزير للبيئة في دولة الإمارات في أول حكومة تشكلت في عهده سنة 2006. ويحسب له أيضا أنه منح المرأة الإماراتية الحق بإعطاء أولادها الجنسية، عند بلوغهم سن الرشد في حال زواجها من أجنبي. كما حصلت في عهده أول امرأة على عضوية المجلس الوطني الاتحادي. وأدخل خليفة تعديلا على أسلوب اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، حيث أصبح نصف أعضاء المجلس الأربعين منتخبون من طرف هيئات انتخابية أصيب في يناير من عام 2014 بجلطة دماغية خضع إثرها لعملية جراحية تكللت بالنجاح، لكن حضوره في المجال العام كرئيس للدولة بدأ يتراجع منذ ذلك التاريخ، إذ أسند أغلب مهامه لشقيقه محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. تزوج الشيخ خليفة من شمسة بنت سهيل المزروعي عام 1964 ولهما ابنان وست بنات.
مشاركة :