بيروت - (أ ف ب): قتل عشرة جنود سوريين على الأقل امس الجمعة جراء استهداف فصائل مقاتلة حافلة تقلهم في شمال البلاد، وفق ما أوضح الإعلام الرسمي السوري، في حصيلة هي الأكثر دموية منذ عامين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله: «حوالي الساعة التاسعة والنصف (6:30 بتوقيت جرينتش) من صباح أمس قام الإرهابيون باستهداف حافلة مبيت عسكري بصاروخ مضاد للدروع في ريف حلب الغربي»، ما أدى إلى «استشهاد عشرة عسكريين وجرح تسعة آخرين». وكان مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن قد أفاد وكالة فرانس برس في وقت سابق بأن «فصائل متمركزة في ريف حلب الغربي» استهدفت الحافلة التي كانت «تقلّ مسلحين موالين لدمشق يتحدرون من بلدتي نبل والزهراء» ذات الغالبية الشيعية، مورداً حصيلة القتلى ذاتها. ولم تتضح وفق المرصد هوية الفصائل التي أطلقت الصاروخ، علماً أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) تسيطر على المنطقة، حيث توجد كذلك فصائل أخرى معارضة. وبحسب عبدالرحمن فإن حصيلة القتلى هي الأكثر دموية جراء استهداف من الفصائل المقاتلة منذ سريان هدنة في المنطقة منذ أكثر من عامين. ونشرت حركة أحرار الشام مقطعا مصورا في قناتها على انستجرام أمس الجمعة أظهر صاروخا يصيب حافلة وصاحبه تعليق جاء فيه أنه يسجل لحظة تدمير حافلة عسكرية تابعة لمليشيا موالية للرئيس بشار الاسد غربي حلب. ولم يتسن بعد التحقق بشكل مستقل من صحة التقارير والمقطع المصور. ومنذ السادس من مارس 2020 يسري في مناطق سيطرة الفصائل في إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات مجاورة بينها ريف حلب الغربي وقف لإطلاق النار، أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع لقوات النظام دفع قرابة مليون شخص إلى النزوح من المنطقة، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حدّ كبير، رغم الخروقات المتكرّرة من طرفي النزاع. وجاء هذا الاستهداف بعد مقتل ستة عناصر من فصائل معارضة يوم الأحد الماضي جراء صاروخ موجه أطلقته قوات النظام على آلية تقلهم في منطقة مجاورة، بحسب المرصد. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :