واجبنا ومسؤولينا تجاه نهضة الوطن وتقدمه

  • 5/14/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن‭ ‬هو‭ ‬الصرح‭ ‬الشامخ‭ ‬الذي‭ ‬نفتخر‭ ‬به‭ ‬جميعا،‭ ‬هو‭ ‬لمسة‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وثمة‭ ‬أبناء‭ ‬للوطن‭ ‬يصنعون‭ ‬أمجاده‭ ‬وأخص‭ ‬بهم‭ ‬رجالاته‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬النيات‭ ‬السليمة‭ ‬والمعطاءة،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬لمحة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬فقد‭ ‬رافق‭ ‬نهضة‭ ‬الوطن‭ ‬حضور‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬وما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬حظيت‭ ‬بدعم‭ ‬بنوك‭ ‬وشركات‭ ‬وجمعيات‭ ‬خيرية‭ ‬فعملوا‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬بجهودهم‭ ‬ومساعيهم‭ ‬المخلصة‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬مثل‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬يتيم‭ ‬ومحمد‭ ‬يوسف‭ ‬جلال‭ ‬وعلي‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬بمثابة‭ ‬العقل‭ ‬المفكر‭ ‬والمبدع‭ ‬لمشاريع‭ ‬عدة‭ ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬التنمية‭ ‬ومواكبتها‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والعلمية‭ ‬والثقافية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ازدهار‭ ‬الوطن‭ ‬وكل‭ ‬محبيه‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬المخلصين‭.‬ فالوطن‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬بمثابة‭ ‬جوهر‭ ‬الحياة،‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬بالفعل‭ ‬رموزا‭ ‬ومفاتيح‭ ‬للحركة‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬إنها‭ ‬حقيقة‭ ‬تدعونا‭ ‬إلى‭ ‬التذكير‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وحتى‭ ‬يبقى‭ ‬ما‭ ‬قدموه‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬نبراسا‭ ‬لمشوار‭ ‬الحياة،‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأقلام،‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭ ‬وذوو‭ ‬ثقافة‭ ‬وفكر‭ ‬أن‭ ‬تغوص‭ ‬أقلامهم‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬سيرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أعطى‭ ‬وقدم‭ ‬للوطن‭ ‬أعمالا‭ ‬وتجارب‭ ‬ناجحة،‭ ‬فهذه‭ ‬النجاحات‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬امتداد‭ ‬لتاريخ‭ ‬وحضارة‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬بصدق‭ ‬الدوافع‭ ‬الوطنية‭.‬ وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬شدني‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬إمارة‭ ‬دبي،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭: ‬‮«‬مكان‭ ‬المسؤولين‭ ‬والوزراء‭ ‬والقادة‭ ‬هو‭ ‬الميدان،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نراهم‭ ‬هناك‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬والمعلمين،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بين‭ ‬التجار‭ ‬والمستثمرين‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬بهم‭ ‬بين‭ ‬المزارعين‭ ‬وعند‭ ‬مراسي‭ ‬الصيادين‭ ‬مع‭ ‬الأرامل‭ ‬والأمهات،‭ ‬وعند‭ ‬كبار‭ ‬المواطنين‭ ‬عند‭ ‬المرضى‭ ‬وفي‭ ‬المستشفيات‭ ‬وبين‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نراهم‭ ‬هناك‭ ‬ونسمع‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬هناك‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬قاعات‭ ‬المؤتمرات‭ ‬وأروقة‭ ‬المنتديات‭ ‬التي‭ ‬تكاثرت‭ ‬واستهلكت‭ ‬الموارد‭ ‬وطاقات‭ ‬المسؤولين‭ ‬نحن‭ ‬حكومة‭ ‬إنجازات‭ ‬ولسنا‭ ‬حكومة‭ ‬محاضرات‭ ‬نحن‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المنجزين‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المنظرين‮»‬‭.‬ إنها‭ ‬فعلا‭ ‬كلمات‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬ومن‭ ‬الواقع‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬نعايشه‭ ‬اليوم،‭ ‬فكل‭ ‬التحايا‭ ‬لمن‭ ‬قالها،‭ ‬وشكرا‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬وخطاها‭ ‬فهي‭ ‬حقا‭ ‬مصدر‭ ‬تحفيز‭ ‬للقلوب‭ ‬والنفوس‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬بها‭.‬ لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬أشرت‭ ‬إليهم‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬رؤساء‭ ‬لغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ذلك‭ ‬الصرح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬عام‭ ‬1939،‭ ‬كان‭ ‬عطاؤهم‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬حدود‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬الغرفة‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬عدة‭: ‬جمعية‭ ‬التجار‭ ‬ثم‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأخيرا‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬واكبت‭ ‬الغرفة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬وتطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬وحماية‭ ‬التاجر‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير‭.‬ ولعل‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬أن‭ ‬نحاول‭ ‬تكريم‭ ‬دورهم‭ ‬وعطائهم،‭ ‬فقد‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬فنرجو‭ ‬أن‭ ‬نبذل‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬لتظل‭ ‬رايات‭ ‬الوطن‭ ‬عالية‭ ‬خفاقة‭ ‬وأن‭ ‬نؤدي‭ ‬واجبنا‭ ‬تجاهه‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬البحرين‭ ‬علينا‭.‬

مشاركة :