الوطن هو الصرح الشامخ الذي نفتخر به جميعا، هو لمسة الحاضر والمستقبل، وثمة أبناء للوطن يصنعون أمجاده وأخص بهم رجالاته من أصحاب النيات السليمة والمعطاءة، وهنا لابد من العودة إلى الماضي في لمحة اجتماعية واقتصادية فقد رافق نهضة الوطن حضور أولئك الرجال وما قاموا به من مشاريع حظيت بدعم بنوك وشركات وجمعيات خيرية فعملوا في سبيلها بجهودهم ومساعيهم المخلصة. وكان من أبرز هؤلاء في القطاع التجاري رجال أعمال مثل حسين علي يتيم ومحمد يوسف جلال وعلي بن يوسف فخرو الذين كانوا بمثابة العقل المفكر والمبدع لمشاريع عدة والهدف منها التنمية ومواكبتها شتى المجالات الاقتصادية والعمرانية والعلمية والثقافية، من أجل ازدهار الوطن وكل محبيه من أبنائه المخلصين. فالوطن كان لهم بمثابة جوهر الحياة، أولئك الرجال الذين كانوا بالفعل رموزا ومفاتيح للحركة التجارية والاقتصادية، إنها حقيقة تدعونا إلى التذكير بها في ضوء ما تحقق تحت قيادة البلاد من نهضة اجتماعية واقتصادية وحتى يبقى ما قدموه أولئك الرجال نبراسا لمشوار الحياة، كنت أتمنى لأصحاب الأقلام، وهم كثر وذوو ثقافة وفكر أن تغوص أقلامهم في بحث سيرة كل من أعطى وقدم للوطن أعمالا وتجارب ناجحة، فهذه النجاحات لم تأت من فراغ بل هي امتداد لتاريخ وحضارة البحرين وهي تمثل بصدق الدوافع الوطنية. وفي السياق نفسه شدني ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، وزير الدفاع عندما أكد أن: «مكان المسؤولين والوزراء والقادة هو الميدان، نريد أن نراهم هناك بين الطلاب والمعلمين، أو في السوق بين التجار والمستثمرين نريد أن نسمع بهم بين المزارعين وعند مراسي الصيادين مع الأرامل والأمهات، وعند كبار المواطنين عند المرضى وفي المستشفيات وبين الأطباء والعاملين، نريد أن نراهم هناك ونسمع منهم من هناك وليس في قاعات المؤتمرات وأروقة المنتديات التي تكاثرت واستهلكت الموارد وطاقات المسؤولين نحن حكومة إنجازات ولسنا حكومة محاضرات نحن فريق من المنجزين وليس من المنظرين». إنها فعلا كلمات تتحدث عن نفسها ومن الواقع العربي الذي نعايشه اليوم، فكل التحايا لمن قالها، وشكرا لمن يريد أن يسير على نهجها وخطاها فهي حقا مصدر تحفيز للقلوب والنفوس بل هي جزء لا يتجزأ من رؤية يجب العمل بها. لا يخفى على أحد أن أولئك الرجال الذين أشرت إليهم كانوا في يوم من الأيام رؤساء لغرفة تجارة وصناعة البحرين، ذلك الصرح الاقتصادي التجاري الذي تأسس عام 1939، كان عطاؤهم ليس له حدود منذ أن بدأت الغرفة تحت مسميات عدة: جمعية التجار ثم غرفة تجارة البحرين، وأخيرا غرفة تجارة وصناعة البحرين، حيث واكبت الغرفة العديد من المشروعات وتطبيق الأنظمة وحماية التاجر الصغير والكبير. ولعل من الوفاء أن نحاول تكريم دورهم وعطائهم، فقد أنعم الله علينا بهذا الوطن الغالي فنرجو أن نبذل أقصى ما لدينا من جهود لتظل رايات الوطن عالية خفاقة وأن نؤدي واجبنا تجاهه انطلاقا من دافع واحد هو أن هذا هو حق البحرين علينا.
مشاركة :