قفزة جنونية في الأسعار تشعل الغضب والقلق في إيران

  • 5/14/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفعت إيران، الخميس، الأسعار بشكل مفاجئ بما يصل إلى 300 في المئة لمجموعة متنوعة من المواد الغذائية مثل زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب. وانتظر العشرات من الإيرانيين المذعورين في طوابير طويلة للحصول على بعض المواد ما أدى إلى إفراغ رفوف المتاجر في جميع أنحاء البلاد في الساعات التي سبقت بدء تنفيذ رفع الأسعار. واقتحم المتسوقون المذعورون المتاجر وجمعوا البضائع الأساسية في أكياس بلاستيكية كبيرة، وفقا لمقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وانتشرت الطوابير حول متاجر البقالة في طهران في وقت متأخر من الأربعاء. وتراجعت العملة الإيرانية الخميس إلى 300 ألف ريال مقابل الدولار. وقبيل دخول الأسعار الجديدة حيز التنفيذ رسميا اعتبارا من الجمعة، نزل المئات من الإيرانيين إلى الشوارع في العديد من المدن رفضا لها، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”. وأوضحت الوكالة أن أكثر من 20 شخصا تم توقيفهم على هامش احتجاجات في دزفول بمحافظة خوزستان (جنوب غرب) وياسوج بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد، حيث رفع محتجون شعارات تطالب السلطات بالتراجع عن رفع الأسعار. الإيرانيون الذين تنازلوا عن اللحوم ومنتجات الألبان ليس لديهم ما يُنقصونه، حتى المعكرونة تُنزع عن مائدة طعامهم الآن وسجلت أبرز الاحتجاجات في محافظة خوزستان. كما سجلت احتجاجات في مدن أخرى، وفي منطقة فشاويه بمحافظة طهران. وأعلن الرئيس إبراهيم رئيسي ليل الاثنين سلسلة من الإجراءات لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، تشمل تعديلات جذرية في نظام الدعم الحكومي وزيادة أسعار مواد كزيت الطهي واللحوم والبيض. وتعهّد رئيسي بألا يطال ارتفاع الأسعار أنواع الخبز المصنّفة وطنية، والوقود والدواء. وأشار إلى أن الحكومة ستقوم بدفع مساعدة مالية مباشرة تناهز 10 أو 13 دولارا (بحسب الوضع المالي للعائلات) إلى كل فرد في العائلات ذات الدخل المحدود أو المتوسط، موضحا أن هذا الاجراء سيستمر لمدة شهرين أو ثلاثة إلى حين تطبيق نظام البطاقات المدعومة. وارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب الأزمات في سلسلة التوريد العالمية وغزو روسيا لأوكرانيا، وكلتاهما تصدر العديد من الضروريات. وتستورد إيران نصف زيوتها للطهي من أوكرانيا، ثم أبعد القتال العديد من المزارعين عن الحقول. ورغم أن إيران تنتج ما يقرب من نصف القمح الذي تحتاجه، إلا أنها تستورد معظم الباقي من روسيا. لكن تهريب الخبز الإيراني المدعوم بشدة إلى العراق وأفغانستان المجاورين تصاعد مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة. ويدمر الجفاف الاقتصاد الإيراني. وخلقت العقوبات الغربية بشأن الاتفاق النووي صعوبات إضافية. وارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ 1994. ولا تزال بطالة الشباب مرتفعة أيضا. حيث تبقى حوالي 30 في المئة من الأسر الإيرانية تحت خط الفقر حسب مركز الإحصاء الإيراني. Thumbnail وشهدت العائلات الإيرانية انخفاضا سريعا في قدرتها الشرائية. وتحاول الحكومة التحرك بسرعة لتخفيف الألم. ووعدت السلطات بدفع 14 دولارا شهريا لكل مواطن إيراني لتعويض ارتفاع الأسعار. ويقول أصحاب المخابز إن تكلفة الخبز الخاص والحرفي، مثل الخبز الفرنسي والساندويتش، تضاعفت 10 مرات. لكن السلطات كانت حريصة على عدم المس بدعم الخبز المسطح في البلاد، والذي يوجد في النظام الغذائي اليومي للإيرانيين أكثر من أيّ شيء آخر. وتعتبر الإعانات، ودعم الخبز على وجه الخصوص، مسألة حساسة للغاية بالنسبة إلى إيران، التي عصفت بها أعمال شغب ارتبطت بالخبز طوال تاريخها. ففي أربعينات القرن الماضي، أدى نقص الخبز إلى اندلاع احتجاجات حاشدة في الشوارع وحملة قمع مميتة أسقطت رئيس الوزراء آنذاك أحمد قوام. ولا تزال ذكريات ارتفاع أسعار الوقود في إيران قبل ثلاث سنوات ماثلة في الأذهان. وهزت احتجاجات واسعة النطاق البلاد، وكانت الأكثر عنفا منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في 1979. وقالت منظمة العفو الدولية إن المئات من المتظاهرين قتلوا في حملة القمع. 14 دولارا شهريا لكل مواطن إيراني لتعويض ارتفاع الأسعار في محاولة لتهدئة الشارع لكن في الأسابيع الأخيرة، سمحت الحكومة برفع أسعار كل عنصر أساسي آخر تقريبا، بما في ذلك المعكرونة، حتى يوم الخميس الذي شهد ارتفاع ما تبقى من أساسيات مائدة الطعام الإيرانية. ومع مواجهة الإيرانيين لارتفاع أسعار الطحين، كان الهاشتاغ الأكثر شيوعا على تويتر في الأسابيع الأخيرة هو المصطلح الذي يستخدمه الإيرانيون لجميع أنواع المعكرونة. وقالت مينا طهراني، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة أسوشيتد برس أثناء وجودها في متجر بطهران “أنا متأكدة من أن الحكومة لا تهتم بالأشخاص العاديين”. وصُدمت عندما رأت سعر المعكرونة الذي وصل إلى 165 ألف ريال للرطل، بعد أن كان 75 ألف ريال الشهر الماضي. واشتكى حسن شهبازاده المقيم في طهران من أن الإيرانيين الذين تنازلوا عن اللحوم أو منتجات الألبان لتوفير المال ليس لديهم ما يُنقصونه اليوم. وقال “حتى المعكرونة تُنزع عن مائدة طعامهم الآن”. كما اشتعلت الاضطرابات في البرلمان الإيراني. وصرح كمال حسينبور، النائب عن المنطقة الكردية، في جلسة للبرلمان في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن “المعكرونة والخبز وزيت الطهي هي العناصر الأساسية لشعب إيران… أين المسؤولون وماذا يفعلون؟”. ووبخ مشرعون آخرون الرئيس المتشدد رئيسي بشكل مباشر. وقال النائب عن إقليم تايباد الواقع قرب الحدود الإيرانية مع أفغانستان جليل رحيمي جهان آباد إن “الإدارة غير قادرة على إدارة شؤون البلاد”. ووصف مؤيدو الحكومة ارتفاع الأسعار بأنه “جراحة اقتصادية ضرورية” وجزء من حزمة إصلاح وافق عليها البرلمان. وسخر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من المصطلح، قائلين إن المسؤولين أزالوا قلب المريض بدلا من الورم. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :