يواجه العديد من الرجال صعوبة في إظهار مشاعرهم، بصرف النظر عن نسيانهم للمناسبات الهامة في علاقتهم بالشريك. وغالبا ما ينظر إلى أن النساء حساسات، بينما يكون الرجال بلا مشاعر أو أقل عرضة للتعبير عن مشاعرهم ظاهريا. وقالت الأخصائية النفسية لورين سويرو إن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر يمكن أن يؤدي إلى الضغط على العلاقات ويمكن أيضا تفسيره على أنه غطرسة. وأشارت إلى أن العديد من الرجال يظهرون على أنهم مفكرون عقلانيون، ويفصلون عواطفهم عن القرارات. وبدلا من أن تكون هذه سمة شخصية للرجل، توضح الدكتورة سويرو أنها قد ترجع في الواقع إلى سمة نفسية مشتركة تسمى ألكسيثيميا، أو اللامفرداتية أو نقص الانسجام النفسي. ويعود أصل مصطلح ألكسيثيميا إلى اليونانية، وتعني عدم وجود كلمات للعواطف. وشرحت الدكتورة سويرو أن المصطلح يصف الانفصال بين الفكر والعواطف، ما يعني أنه بينما قد تشعر بشيء ما، ستواجه صعوبة في التعرف عليه بوضوح. وقالت في حديثها لموقع “بسيكولوجي توداي” “إنه ليس اضطرابا عقليا في حد ذاته، ولكنه سمة يمكن أن تشكل تحديات نفسية مميزة”. وأوضحت أن المؤشرات الشائعة الأخرى للحالة تشمل الخوف من العلاقة الحميمية، والتباعد العاطفي والاهتمام المبالغ فيه بالاستقلالية، وعدم الراحة في الأماكن الاجتماعية وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر ومزاج سلبي مزمن. وأضافت أنه يمكن غالبا الخلط بين هذه العلامات واضطراب طيف التوحد. تدوين اليوميات أو الاستماع إلى الموسيقى أو حتى محاولة التعاطف مع الشخصيات في الأفلام والروايات يمكن أن تقلل من معاناة الألكسيثيميا وتابعت “إنه بصرف النظر عن الضغط على العلاقات، فإن عدم القدرة على التعبير عما يشعر به الفرد يمكن أن تكون له أيضا آثار جانبية جسدية خطيرة، ويشمل ذلك تسارع ضربات القلب والألم المزمن وصعوبة التنفس”. ويقول الخبراء إن الحالة أكثر شيوعا عند الرجال بسبب الصور النمطية الجنسانية التي يتم دفعها على الذكور منذ الصغر. ويمكن أن يشمل ذلك فكرة أن الرجال لا ينبغي أن يبكوا، وأن يكونوا أقوياء. وأشارت الدكتورة سويرو إلى أن هذا ليس صحيا لأي شخص وقد تطور البشر لتكون لديهم مشاعر لأسباب عديدة وجيهة بما في ذلك التواصل بين الأشخاص والترابط بين المجموعات واكتشاف الخطر بشكل عام، وليس من الصعب رؤية أن العواطف كانت دائما مهمة لبقاء الناس على قيد الحياة. وأضافت أن الاتجاهات الثقافية أو داخل الأسرة التي تقلل من قيمة التجربة أو التعبير عن المشاعر الذكورية تضع عبئا ضارا وغير ضروري على الكثير من الرجال. وقالت سويرو إذا كان الشخص يعتقد أنه يعاني من الألكسيثيميا، فيمكنه تعلم التعايش معه، كما يمكنه أيضا عكسه. وأوضحت أن العلاج النفسي هونقطة جيدة للبدء، حيث يمنحه هذا مكانا يمكنه أن يكون فيه على طبيعته والتعبير عن مشاعره. ولكن إذا لم يتمكن من الوصول إلى هذا الحل، فهناك بعض الأشياء التي يمكنه القيام بها في المنزل مثل تدوين اليوميات أو الاستماع إلى الموسيقى أو حتى محاولة التعاطف مع الشخصيات في الأفلام والروايات. وقالت الأخصائية النفسية إن هذا سيساعد على تنمية وعي عاطفي أكبر. ومع ذلك، لن يكون هذا حلا سريعا، موضحة أن السنوات العديدة من التهرب من المشاعر لن يكون من السهل تغيرها. وقد يكون فهم المشاعر والتعبير عنها نمطين من التجارب البشرية المشوشة لدى البعض. ويعرف عجز التعبير بأنه بناء شخصي يتسم بقدرة دون الطبيعية على التعرف على المشاعر الذاتية ووصفها. وتتميز الخصائص الأساسية لهذا البناء بخلل وظيفي في وعي المشاعر والعلاقات التبادلية. فضلا عن ذلك، فإن من يعانون من عجز التعبير لديهم صعوبة في تمييز مشاعر الآخرين وتقديرها، ما يؤدي بهم إلى أن يكونوا غير متعاطفين مع الآخرين وتكون استجاباتهم لهم غير مؤثرة.
مشاركة :