خليفة بن زايد.. مسيرة حافلة بالإنجازات العربية والعالمية

  • 5/14/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رحل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات المحلية والعربية والعالمية تزخر بالعطاء وخدمة الوطن وأبنائه، وترك سيرة ذاتية ستبقى نبراساً تقتدي بها أجيال دولة الإمارات. واستطاع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أن يسطر بحكمته ورؤيته الثاقبة أمجاداً تضاف إلى تاريخ الإمارات ليمهد الطريق نحو استكمال مسيرة البناء التي بدأها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. واتسمت السياسة الخارجية للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بضرورة إجراء تطويرات سياسية، لا تقتصر فقط على طرق الحوكمة، بل تشمل أيضاً إصلاحات مجتمعية ترفع من شأن الوطن والمواطن في الميادين كافة، وتعزز الانتماء الوطني. حرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مركز دولة الإمارات كعضو بارز وفعّال، إقليمياً، وعالمياً. كما أظهر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، التزامه بتعزيز العلاقات الدولية من خلال استقبال قادة الدول وزياراته الخارجية. وقال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في تصريحات سابقة: «إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تحظى به دولة الإمارات على الصعيد الخارجي هو ثمرة المبادئ الثابتة لسياستنا الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها القائد الوالد الشيخ زايد، والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي، وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها، ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية». وبيده المعطاء، استجاب للعديد من حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية لتلبية نداء المتضررين والمنكوبين والمهجرين أينما كانوا، سواء في مشارق الأرض أو مغاربها، مثل تقديم المعونات الإغاثية بعد كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004، وزلزال عام 2005 الذي دمّر جزءاً كبيراً من شمال باكستان، والمناطق المجاورة في الهند. يعتبر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، من أشدّ المناصرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويؤمن أن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته. وأكد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، استمراره في التشاور والتنسيق مع قادة الدول الخليجية، دعماً لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بزيادة فاعليته في دعم الأمن الإقليمي، وكان المغفور له قد أيد ودعم جهود تجمع دول الخليج العربية في منظومة واحدة، وقال في حديث لوكالة الأنباء القطرية في 17 يوليو 1976 قبل إعلان قيام المجلس: «إن التعاون بين دول العالم، وخاصة في المجالات الاقتصادية سمة من سمات العصر الذي نعيشه الآن، ونحن نتطلع ونسعى إلى إنجاح كل الجهود والخطوات التي تبذل في هذا الصدد، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي كتوحيد النقد وإنشاء السوق الخليجية والتنسيق بين صناديق التنمية، وتعزيز مختلف وسائل النقل بين دول المنطقة لتسهيل ربط بعضها ببعض». كما صرح في حديث لصحيفة الفجر الإماراتية في 15 مايو 1978 أن «دولة الإمارات تسعى في سبيل دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الخليج وبلوغ الغايات المرجوة لقيام تعاون أوثق بين أبناء دول المنطقة». ورحب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بميلاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعقد المجلس الأعلى مؤتمره التأسيسي الأول في أبوظبي، وأكد في تصريحات في 25 مايو 1981 أن مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي يعد ثمرة طبيعية للجهود الخيرة التي بذلها ملوك ورؤساء الدول الست الأعضاء. شارك المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كذلك بصورة عملية مباشرة في دعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك من خلال ترؤسه وفد دولة الإمارات العربية المتحدة بانتظام في اجتماعات القمم التشاورية التي كان مؤتمر القمة التاسعة عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في أبوظبي عام 1998 قد أقر عقدها دورياً بين القمتين السابقة واللاحقة بهدف تواصل اللقاءات بين قادة دول المجلس ومتابعة تنفيذ قرارات القمة السابقة وتبادل الآراء في كل ما من شأنه تعزيز ودفع مسيرة العمل الجماعي الخليجي لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تلبي تطلعات وطموحات شعوب دول المجلس. وقد عقدت القمة التشاورية الأولى برئاسة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة جدة في 10 مايو 1999 ثم انتظم انعقادها خلال شهر مايو من كل عام. وأكد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تصريحات أخرى لدى ترؤسه وفد الدولة لاجتماع القمة التشاورية السابعة التي عقدت في 28 مايو 2005 بالرياض، والتي صادفت ذكرى مرور 24 عاماً على تأسيس مجلس التعاون على أهمية التواصل والتشاور المستمرين بين قادة دول المجلس لوضع لبنات جديدة في وسائل وآليات دفع العمل الخليجي المشترك. كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد ترأس وفد الدولة في مؤتمر القمة الخامس والعشرين الذي أطلق عليه «قمة زايد»، وعقد في المنامة في 20 و21 ديسمبر 2004 وذلك بعد أن تولى مقاليد الحكم في البلاد خلفاً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما ترأس مؤتمر القمة السادس والعشرين لقادة مجلس التعاون الذي عقد يومي 18 و19 ديسمبر 2005 في أبوظبي. وأكد في خطابه بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين لدولة الإمارات في الأول من ديسمبر 2005 حرصه على الاستمرار في التشاور والتنسيق مع قادة الدول الخليجية، وثمّن في هذه المناسبة السعي المخلص لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في تأكيد حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبي موسى» التي تحتلها إيران ودعمهم دولة الإمارات في السعي من أجل وضع آلية للمفاوضات المباشرة مع إيران. وشدد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه في اليوم الوطني السادس والثلاثين في الأول من ديسمبر 2007 على ضرورة إبعاد التوتر عن منطقة الخليج وضمان أمنها واستقرارها، مؤكداً أن منطقة الخليج العربي هي موطن ثروات ومركز التقاء مصالح وأن في إبعاد التوتر عنها ضمان أمن واستقرار المنطقة، وأن لكل الدول الحق في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

مشاركة :