إن جهود السلام التي تبذل، حاليا، هي رغبة للقيادة اليمنية وهاجس دائم لديها، وإن السلام المنشود هو «السلام المبني على تطبيق القرار الدولي (2216) دون مماطلة أو تسويف، ليؤسس لمستقبل أمن وليس ترحيل أزمات وإعادة إنتاج الحروب»، هذا ما أكد عليه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتأتي تصريحات الرئيس هادي، أمس، في اجتماع أمني وعسكري في العاصمة المؤقتة عدن، قبيل أربعة أيام من انعقاد المشاورات المرتقبة في جنيف بين وفدي الحكومة الشرعية، من جهة، والمتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى. وقال هادي: «كنّا وما زلنا وسنظل كذلك وعلى الدوام دعاة سلام رغم ما حاق بالوطن والمواطن من خراب وقتل وتدمير من قبل الميليشيا الحوثية و(قوات) صالح (الرئيس اليمني المخلوع) الانقلابية، الذين أبو إلا أن يغزوا القرى والمدن ويهجروا أبناءها في حرب ظالمة عدوانية ممنهجة، تنفيذا لرغبات وأجندة دخيلة على شعبنا ومجتمعنا وعقيدتنا». وثمن الرئيس اليمني جهود وتضحيات قوات التحالف العربي التي شاركت الشعب اليمني المصير والهم المشترك، وعلى رأسها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأكد أن الشعب اليمني «لم يعد يحتمل مزيدا من المعاناة والحروب التي تواصلها الجماعات الانقلابية بالوكالة تنفيذا لرغبات دخيلة تمس مجتمعنا واستقرارنا ومحيطنا الإقليمي». واستعرض الرئيس اليمني، في اجتماع موسع في قصر معاشيق الجمهوري في عدن ضم القيادات العسكرية والأمنية العليا، الأوضاع السياسية وجهود السلام واستئناف العملية السياسية، وكذلك الأوضاع العسكرية والميدانية. وشارك في الاجتماع الاستثنائي بالرئاسة في عدن، مستشار الرئيس اللواء صالح عبيد أحمد، نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، وزير الإعلام الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، ومحافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي، ونائب وزير الداخلية اللواء علي لخشع، وقائد المنطقة الرابعة اللواء ركن أحمد سيف، ومدير أمن عدن العميد شلال علي شايع، وقائد قوات التحالف العربي بعدن العميد ناصر مشبب العتيبي. وأشار هادي إلى أن «الشعب اليمني بمختلف مكوناته ومناطقه، لم يكن يؤمن بتلك الأفكار الدخيلة التي ترفعها تلك الجماعات شعارا في تأصيل مقيت للفئوية والمناطقية الضيقة التي حتما مصيرها التقهقر والزوال، لأن إرادة الشعوب في النهاية هي المنتصرة». وأضاف: «إننا نحمل مشروع حياة ومستقبل وطن، وهذا ما أجمع عليه جموع أبناء الوطن عبر مخرجات الحوار التي رسم من خلالها اليمنيون ملامح مستقبل اليمن الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد». وطالب هادي الجميع بـ«اليقظة وشحذ الهمم»، وذلك لمواجهة ما وصفها بـ«الدسائس والتحديات التي يحاول المتربصون بالوطن وأذرعهم المكشوفة، على تبدل وتنوع أساليبها، ألا ينعم المواطن بالأمن والاستقرار ويجني لذة الانتصارات التي سطرها بدماء وتضحيات قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية البطلة الذين قدموا حياتهم رخيصة في سبيل إعادة الأمن والاستقرار ودحر الانقلابيين والانتصار للوطن وقيم الحق والعدالة والمساواة». وتنصب الجهود الرئاسية في عدن على تثبيت الأوضاع الأمنية في عدن، وذلك بعد اغتيال محافظ عدن السابق، اللواء جعفر محمد سعد، في تفجير انتحاري الأحد الماضي، وبعد تعيين محافظ ومدير أمن جديدين للعاصمة المؤقتة للبلاد، تشهد العاصمة المؤقتة عدن بداية أمنية توصف بالقوية بقيادة العميد شلال شائع مدير عام أمن عدن، وتجلى ذلك بوضوح من التحركات الميدانية للمدير الجديد بعد أيام من توليه مهامه الجديدة التي دشنها بزيارات ميدانية إلى مراكز ومقار الشرطة والأمن في عموم مناطق ومديريات العاصمة عدن. وتعهد مدير أمن العاصمة عدن شلال شائع، في لقاء جمعه بضباط الأمن ومدراء مراكز الشرطة بالمدينة، باستعادة أمن واستقرار العاصمة عدن ومحاربة التنظيمات المتطرفة، مؤكدًا أنه لا تهاون مع من يزعزع أمن واستقرار عدن، وسيتم الضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه العبث بأمن العاصمة عدن. وبدأت تلوح في الأفق عودة الأمن والاستقرار في ظل التحركات والتوجهات الصارمة التي تتخذها إدارة أمن العاصمة الجديدة التي شرعت باستدعاء الخبرات والكوادر الأمنية المؤهلة من الجنوبيين الذين سرحهم نظام المخلوع علي عبد الله صالح بعد حرب صيف 1994 «العدوانية» على عدن والجنوب. وثمن سكان محليون بعدن في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط» الجهود الكبيرة التي يقوم بها مدير أمن عدن الجديد العميد شلال شائع من أجل حفظ أمن واستقرار العاصمة عدن، مؤكدين التماسهم بداية موفقة لعودة الأمن والاستقرار للمدينة المسالمة في ظل التوجهات الصارمة والبداية القوية لإدارة أمن العاصمة الجديدة. ويحظى مدير أمن عدن الجديد بالتفاف شعبي غير مسبوق، وقد حظي قرار تعيينه بترحاب واسع النطاق، وبادرت المكونات السياسية والمدنية والقبلية وقيادات المقاومة الجنوبية إلى الترحيب بتولي شائع أمن العاصمة عدن، مؤكدين تعاونهم الجاد معه والوقوف مع قيادة عدن ممثلة في قائد المقاومة الجنوبية العميد عيدروس الزبيدي محافظ عدن، والعميد شلال شائع مدير أمن العاصمة المؤقتة عدن. ويلتمس الشارع العدني من قيادة أمن عدن الجديدة الجدية والتحركات الميدانية وعودة مراكز الشرطة للعمل بقوة بعد 3 أيام، من تدشين مدير أمن عدن الجديد العميد شلال شائع تسلمه مهامه بزيارة ميدانية إلى جميع مراكز ومقار الشرطة في عموم مناطق العاصمة المؤقتة. واعتبروا تمكن الشرطة، أول من أمس، من إلقاء القبض على مفجري كنيسة كاثوليكية في «حافون» بوسط مدينة المعلا بعد ساعات من قيامه بإلقاء قنبلة على الكنيسة، أنه بداية قوية وموفقة، وهي المرة الأولى بحسب إفادات الأهالي لـ«الشرق الأوسط» التي تتمكن فيها شرطة العاصمة عدن من إلقاء القبض على منفذي تلك الجرائم منذ تحرير المدينة من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في منتصف يوليو (تموز) الماضي. وكان قائد المقاومة الجنوبية العميد عيدروس الزبيدي محافظ عدن الجديد، قد أكد في تصريحات له أن تطهير العاصمة عدن من التنظيمات الإرهابية وحفظ الأمن والاستقرار، هو أبرز أولوياته في المرحلة الراهنة، مؤكدًا أن الحرب مع من أسماهم «الفئات الضالة» قائمة لا محالة حتى تطهير عدن من قاعدة المخلوع صالح ودواعش ميليشيا الحوثيين الذين لا بيئة ولا قبول لهم في عدن مدينة الثقافة والعلم والحرية والتعايش السلمي.
مشاركة :