بعد مالي.. فرنسا تواجه موجة عداء في تشاد

  • 5/14/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نجامينا - تظاهر مئات الأشخاص السبت في نجامينا احتجاجا على وجود فرنسا في تشاد، متهمين باريس بدعم المجلس العسكري الحاكم، فيما تأتي هذه الاحتجاجات بينما تواجه باريس موجة كراهية وعداء بدأت في مالي التي انسحبت منها القوات الفرنسية كرها بعد سنوات من عملية برخان العسكرية ضد الجهاديين، وتمددت لتشاد الدولة الإفريقية التي يراهن عليها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في دعم جهود مكافحة الإرهاب وتخفيف الأعباء عن قوات بلاده في منطقة الساحل المضطربة. وردد المتظاهرون هتافات بينها "فرنسا إرحلي!" و"لا للاستعمار" وأحرقوا علمين على الأقل للسلطة الاستعمارية السابقة وخربوا عددا من محطات الوقود التابعة لمجموعة توتال "رمز" فرنسا. كما اقتلعوا مضخات واستولوا على بعض المنتجات المعروضة. وسمحت السلطات بهذه التظاهرة التي نظمتها منصة المجتمع المدني المعارضة تنسيقية واكيت تاما. وطوقت قوة كبيرة من الشرطة المسيرة كما نشرت قوات أمنية في المدينة. وفي 20 ابريل/نيسان 2021، أعلن الجيش مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في الجبهة والذي كان يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما بقبضة من حديد. وفي اليوم نفسه، أعلن الجيش ابنه محمد إدريس ديبي إتنو "رئيسا انتقاليا" يقود مجلسا عسكريا يضم 15 جنرالا. ووعد بإجراء "انتخابات حرة وديمقراطية" بعد فترة انتقالية تستمر 18 شهرا، في نهاية حوار وطني شامل مع المعارضة السياسية والمسلحة. وقد قبل به المجتمع الدولي وخصوصا فرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بينما فرضت عقوبات على العسكريين الانقلابيين في أماكن أخرى في أفريقيا، وذلك خصوصا لأن جيشه ضروري في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل. وكانت فرنسا قد أعلنت قبل أيام دعمها للحوار الوطني وعبرت عن استعدادها للمساعدة بعد أن تم تأجيله بطلب من الدوحة التي رعت جولتين على الأقل من الحوار بين فرقاء تشاد. وخلال مسيرة السبت، انضم عدد من الطلاب وطلاب الجامعات على دراجات نارية إلى المتظاهرين وهم يهتفون "فرنسا إرحلي". وقال طالب في المدرسة الثانوية وضع عصبة بيضاء على رأسه "أتظاهر لأن فرنسا لا تزال تريد فرض نظام ديبي علينا". وأكد إدريس موسى وهو مدرس يتحدث اللغة العربية "إذا كنا نواصل المعاناة اليوم منذ الاستقلال فهذا بسبب فرنسا التي تمنعنا من أن نكون مستقلين فعلا". وقال المحامي ماكس لوننغار منسق واكيت تاما "يسعدنا أن التشاديين أصبحوا أكثر وعيا لنضالنا وانضموا إلينا"، مضيفا أن "فرنسا تنصب الطغاة علينا. نحن لا نطلب سوى احترام شعبنا". وفي يونيو/حزيران 2021، طرح رئيس الدولة التشادية فكرة تمديد الفترة الانتقالية وأعلن في الأول من مايو/ايار تأجيل الحوار الوطني، بناء على طلب قطر التي تقوم بوساطة في "حوار تمهيدي" يراوح مكانه منذ شهرين في الدوحة بين المجلس العسكري ومجموعات متمردة لا حصر لها. وردت الرئاسة الفرنسية بالقول إنها "متمسكة" بإجراء حوار "في أقرب وقت ممكن" ثم عرضت المساعدة بعد ذلك بأيام. وفي السادس من ابريل/نيسان أعلنت منصة "واكيت تاما" تعليق محادثاتها مع المجلس العسكري مستنكرة خصوصا "إصرار المجتمع الدولي على دعم نظام غير قانوني وغير شرعي مهما كلف الأمر".

مشاركة :