بات هجوم حشرة البق الدقيقي على المحاصيل الزراعية مشكلة موسمية في محافظة فيفاء، وتسبب أحدث ظهور لهذه الحشرة في إتلاف الكثير من الفواكه مثل الباباية والقشطة والمانجو، والقضاء على الأشجار، ما ينذر بتضاؤل حجم الإنتاج الزراعي للمحافظة. يقول محمد الأبياتي، مهندس زراعي، إن المشكلة الجديدة في حشرة البق الدقيقي، ولم تكن معروفة من قبل، هي أنها تتكاثر بسرعة مخيفة، إذ تضع أنثى الحشرة ما بين 200 إلى 600 بيضة في اليوم الواحد، وتفرز حول بيضها ندوة عسلية لنشر بيضها إلى أماكن أخرى. وبث عدد من المزارعين في فيفاء شكواهم لقناة «الإخبارية»، مؤكدين أنهم غير قادرين على مواجهة انتشار هذه الحشرة، التي التهمت الكثير من محاصيلهم وأشجارهم، ويقول بعضهم إن نحو 90% من محاصيلهم تعرض للتلف، والباقي في الطريق إلى الموت. تتفاوت الإصابة بحشرة البق الدقيقي حسب نوع الفاكهة، وتأتي أشجار الباباية والقشطة في مقدمة الأعلى تأثرًا بهذه الحشرة الخطيرة، فضلًا عن أشجار المانحو؛ إذ تهاجم الحشرة ثمار المانجو، ما يؤدي إلى تساقط الثمار قبل أوانه. وبعد تصاعد شكاوى المزارعين، أجرى فريق بحثي مختص من وزارة البيئة والزراعة زيارة إلى مزارع وحقول فيفاء، للوقوف على أسباب مشكلة انتشار حشرة البق الدقيقي، وتضرر المحاصيل الزراعية بالمحافظة. من جهته، حرص أحد أعضاء الفريق البحثي على توضيح الفارق بين حشرة البق الدقيقي وحشرة نبات البلس «التين الشوكي»، مشيرًا إلى أن بعض المزارعين يخلطون بين الحشرتين دون دراية، مؤكدًا أن وزارة البيئة نظرت أمر هذه الحشرة قبل عدة سنوات. ومع وصول حشرة البق الدقيقي إلى أشجار البن، ارتفعت مطالب المزارعين بضرورة إيجاد حل للقضاء على هذه الحشرة، التي تلتهم الأشجار وتمتص العصارة النباتية وتؤدي إلى موت الأشجار. من جهته، قال الدكتور هذال آل ظافر، رئيس قسم وقاية النبات بكلية علوم الأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود، إن «حشرة البق الدقيقي لا تشكل خطرًا على المحاصيل الزراعية كما يشاع». وأضاف لقناة «الإخبارية» أن ضرر هذه الحشرة يصيب في المقام الأول نبات التين الشوكي، موضحًا أن تأثير البق الدقيقي على بعض المحاصيل يتباين حسب الظروف الجوية والبيئية، وأن وزارة البيئة والزراعة لديها خبراء ومهندسين ومختصين في وقاية النبات يعرفون متى يتدخلون. وطمأن «آل ظافر» مزارعي فيفاء المتضررين من هذه الحشرة، مؤكدًا أن انتشارها «أمر طبيعي جدًا»، داعيًا في الوقت نفسه المزارعين إلى عدم استخدام المبيدات الحشرية دون اللجوء إلى وزارة الزراعة.