قال ممثل العراق بمنظمة أوبك محمد سعدون، أمس السبت، إن المنظمة وافقت على زيادة إنتاج النفط بالبلاد إلى 4.5 مليون برميل يوميا بدءا من يونيو (حزيران) المقبل. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن سعدون قوله إن هناك زيادة أخرى خلال أشهر يوليو (تموز) وأغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) بواقع 50 ألف برميل يوميا عن كل شهر. وأظهرت بيانات لشركة تسويق النفط العراقية (سومو) يوم 11 مايو (أيار) أن العراق أنتج 4.43 مليون برميل يوميا من النفط الخام في أبريل (نيسان)، وهو أعلى بواقع 16 ألف برميل يوميا عن حصته بموجب اتفاق أوبك بلس لذلك الشهر، وبزيادة 282 ألف برميل يوميا مقارنة مع مارس (آذار). ومن المقرر أن تنعكس الزيادة على ميزانية البلاد خلال الفترة المقبلة في ضوء ارتفاع الأسعار لمستويات فوق 100 دولار. وتظهر الأرقام الحكومية أن آخر مرة أنتج فيها العراق أكثر من حصته من إنتاج أوبك بلس كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. وتأثر إنتاج العراق في مارس بتعطيلات في حقول بالجنوب، مما خفض إنتاجه بواقع 222 ألف برميل يوميا دون حصة أوبك+ لذلك الشهر. ومثل العديد من أعضاء أوبك الآخرين، يواجه العراق صعوبة لضخ المزيد من النفط في وقت تعاني فيه الإمدادات العالمية من شح بالفعل وارتفاع الأسعار. ويعود نحو نصف النقص في إمدادات النفط المزمعة من قبل أوبك وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم أوبك بلس، إلى نيجيريا وأنغولا، بسبب عدة عوامل من بينها خروج شركات نفط غربية كبرى من مشاريع أفريقية. كان تقرير من مجموعة أوبك بلس، قد أظهر أن إنتاج تحالف منتجي النفط كان أقل من أهداف الإنتاج في مارس بواقع 1.45 مليون برميل يوميا، مع بدء تراجع إنتاج روسيا بعد العقوبات التي فرضها الغرب. كما أظهر التقرير أن إنتاج روسيا كان أقل بنحو 300 ألف برميل يوميا عن حصتها في مارس إذ أنتجت 10.08 مليون برميل يوميا، وذلك استنادا إلى مصادر ثانوية. وأظهرت البيانات أن الامتثال بتخفيضات الإنتاج ارتفع إلى 157 في المائة في مارس من 132 في المائة في فبراير (شباط)، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت المجموعة تخفيضات إنتاج قياسية بلغت نحو عشرة ملايين برميل يوميا في مايو 2020 لمواجهة تأثير الجائحة على الطلب. واتفقت أوبك بلس، التي تضم أوبك وحلفاء بقيادة روسيا، الشهر الماضي على زيادة إنتاج النفط زيادة شهرية أخرى متواضعة قدرها 432 ألف برميل يوميا لشهر مايو، مقاومة ضغوط كبار المستهلكين عليها لضخ المزيد. ومع تراجع المجموعة عن تخفيضات الإنتاج، يخفق عدد من المنتجين، وبالتحديد دول غرب أفريقيا التي تواجه نقص الاستثمار ونزوح شركات الطاقة الدولية، في مواكبة ذلك. وتخلت أوبك بلس في اجتماعها الشهر الماضي أيضا عن وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرا، كأحد مصادرها الثانوية واستبدلتها بوود ماكنزي وريستاد إنرجي للاستشارات. وعكست أحدث بيانات الإنتاج هذا التغيير. ارتفعت أسعار النفط بنحو 4 في المائة يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، بعدما سجلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة أعلى مستوى على الإطلاق، في حين بدت الصين مستعدة لتخفيف قيود كورونا، ووسط مخاوف من تراجع أكبر في الإمدادات إذا فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 4.10 دولار، بما يعادل 3.8 في المائة، إلى 111.55 دولار للبرميل عند التسوية. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.36 دولار، أو 4.1 في المائة، إلى 110.49 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بعد هبوط المخزونات للأسبوع السادس على التوالي. وعزز ذلك هوامش ربح التكرير لترتفع إلى أعلى مستوياتها منذ أن سجلت رقما قياسيا في أبريل 2020. وشهدت السوق تقلبا مع احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على إمدادات النفط الروسي بما يؤدي إلى نقص المعروض، ووسط مخاوف إزاء تعثر الطلب العالمي. وأدى التضخم والرفع الحاد لأسعار الفائدة إلى صعود الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته في 20 عاما مما حد من مكاسب أسعار النفط خلال الأسبوع، إذ أن ارتفاع الدولار يجعل النفط أعلى تكلفة عند شرائه بعملات أخرى. لكن المحللين يواصلون التركيز على احتمال فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على النفط الروسي بعد أن فرضت موسكو عقوبات هذا الأسبوع على وحدات أوروبية تابعة لشركة غازبروم المملوكة للدولة وبعد أن أوقفت أوكرانيا طريقا رئيسيا لنقل الغاز. وفي الصين، تعهدت السلطات بدعم الاقتصاد، وقال مسؤولون في شنغهاي إن المدينة ستبدأ في تخفيف قيود الحركة المفروضة لمكافحة فيروس كورونا وفتح المتاجر هذا الشهر. وقال الاتحاد الأوروبي إنه تم إحراز تقدم كاف لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران. وذكر محللون أن الاتفاق مع إيران قد يضيف مليون برميل أخرى من إمدادات النفط إلى السوق يوميا.
مشاركة :