القاهرة 14 مايو 2022 (شينخوا) أعلنت مصر اليوم (السبت) الانتهاء من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بموقع "أبو مينا" الأثري بمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة وترميم وتأهيل الموقع للزيارات السياحية، مؤكدة أنها ستقدم طلبا لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة (يونسكو) لرفع الموقع من قائمة التراث المهدد بالخطر، بعد 21 عاما على إدراجه في هذه القائمة. وتفقد وزير السياحة والآثار خالد العناني اليوم موقع "أبو مينا" الأثري بمنطقة برج العرب في الإسكندرية، للإطلاع على تطورات مشروع خفض منسوب المياه الجوفية وأعمال الترميم والتطوير التي تتم بالموقع، بحسب الوزارة. وشدد العناني، خلال جولته بالموقع بما تم تنفيذه من أعمال بمشروع خفض منسوب المياه الجوفية، على "أهمية الموقع كأحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو"، مشيرا إلى اهتمام الدولة المصرية بهذا المشروع وغيره من المشروعات التي تتم بمواقع التراث العالمي، حيث تم تشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمي في العام 2018 برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الوطنية والاستراتيجية، وذلك بقرار من رئيس الجمهورية. وبدأ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بموقع أبو مينا الأثري منذ العام 2019، بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار بتكلفة بلغت نحو 50 مليون جنيه مصري، بحسب العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف. وأضاف سمير أنه "تم الانتهاء من جميع عناصر المشروع وبدء التشغيل التجريبي له في منتصف شهر نوفمبر 2021، وجرى التأكد خلال تلك الفترة من نجاح منظومة العمل حيث انخفض منسوب المياه بمنطقة قبر أبو مينا بشكل ملحوظ". وتضمن المشروع تنفيذ 12 بئرا حول منطقة القبر بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 مترا، و57 بئرا حول الموقع الأثري ككل، مع مد خطوط طرد المياه بالمنطقة بطول 6150 مترا، وربط شبكة الآبار المستحدثة وكافة الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياه الجوفية بالآبار، وفقا للمسؤول المصري. وتعكف وزارة السياحة والآثار المصرية حاليا على الانتهاء من إجراءات تقديم طلب لرفع الموقع من قائمة التراث المهدد بالخطر باليونسكو، بعد 21 عاما من وضعه على هذه القائمة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية به. وأفادت الوزير مفوض داليا عبدالفتاح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بوزارة السياحة والآثار بأن الوزارة قامت في فبراير الماضي بموافاة منظمة اليونسكو بتقرير حول موقع أبو مينا متضمنا الجهود التي قامت بها من إجراءات تصحيحية بالموقع، تمهيدا للتقدم بطلب رسمي لرفعه من قائمة التراث المهدد بالخطر. وتتمتع منطقة أبو مينا بمكانة تاريخية وأثرية كبيرة حيث يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، واكتسبت شهرتها من وجود قبر القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر. وكانت المنطقة في الماضي قرية صغيرة، وأظهرت الحفائر حتى الآن 10 مباني يتكون منها المجمع المعماري الضخم لأبي مينا وهي البازيليكا الكبرى، وكنيسة المدفن، والمعمودية، ودور الضيافة، والحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، والحمام الشمالي، والبازيليكا الشمالية، والكنيسة الشرقية، والكنيسة الغربية.