القوات الروسية والأوكرانية تخوضان معارك ضارية للسيطرة على دونباس

  • 5/15/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تقييم للمخابرات العسكرية البريطانية صدر اليوم الأحد أن روسيا فقدت نحو ثلث القوة القتالية البرية التي نشرتها في فبراير/شباط. روسكا لوزوفا (أوكرانيا) - تشهد شرق أوكرانيا وتحديدا في منطقة دونباس معارك ضارية بين القوات الروسية وقوات أوكرانية وهو ما أكده الجيش الأوكراني مشيرا إلى أن القوات الروسية تحقق بعض التقدم في حين قال الجيش البريطاني إن حملة موسكو العسكرية على دونباس تفقد زخمها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت مواقع في شرق أوكرانيا اليوم الأحد مع سعيها لتطويق القوات الأوكرانية في معركة تهدف للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية وصد هجوم مضاد حول مدينة إزيوم الإستراتيجية الخاضعة حاليا للسيطرة الروسية. وقال حلف شمال الأطلسي في اجتماع في ألمانيا إن بمقدور أوكرانيا الانتصار في الحرب ودعا لتقديم المزيد من الدعم العسكري وتسريع وتيرة الموافقة على طلبين متوقعين من السويد وفنلندا للانضمام لعضويته. وحققت القوات الأوكرانية سلسلة نجاحات منذ الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، مما أجبر القادة الروس على التخلي عن هجوم على كييف كما طردت القوات الروسية من خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد. وأدى غزو موسكو الذي وصفته بأنه "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، إلى زعزعة الأمن الأوروبي. وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن مزاعم الفاشية ذريعة لا أساس لها لشن حرب عدوانية غير مبررة. ومنذ منتصف أبريل/نيسان، ركزت القوات الروسية الكثير من قوة نيرانها على دونباس بعدما أخفقت في السيطرة على العاصمة كييف، في الوقت الذي ذكر فيه تقييم للمخابرات العسكرية البريطانية صدر اليوم الأحد أن روسيا فقدت نحو ثلث القوة القتالية البرية التي نشرتها في فبراير/شباط. وقال التقييم إن الهجوم الروسي في دونباس تأخر كثيرا عن الجدول الزمني ومن المستبعد أن يحرز تقدما سريعا خلال الثلاثين يوما القادمة وهو ما أكده الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، معتبرا أن "حرب روسيا في أوكرانيا لا تسير كما خططت لها موسكو". وتلقت أوكرانيا مساء أمس السبت دفعة معنوية عندما فازت في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيغن)، وهو فوز يُنظر إليه على أنه علامة على قوة الدعم الشعبي لأوكرانيا في جميع أنحاء أوروبا. ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفوز، لكنه قال إن الوضع في دونباس ما زال صعبا جدا وما زالت القوات الروسية تحاول اقتناص نوع من النصر في منطقة يمزقها الصراع منذ 2014، مضيفا "إنهم لا يتوقفون عن مساعيهم". وقالت روسيا اليوم الأحد إنها ضربت مواقع أوكرانية في الشرق بالصواريخ مستهدفة مراكز للقيادة وترسانات أسلحة مع سعي قواتها لتطويق الوحدات الأوكرانية بين إزيوم ودونيتسك. وتقع إزيوم على نهر دونيتس على بُعد 120 كيلومترا من خاركيف على الطريق الرئيسي المتجه إلى جنوب شرق البلاد. ومن شأن استمرار الضغط على إزيوم وخطوط الإمداد الروسية أن يجعل من الصعب على موسكو تطويق القوات الأوكرانية التي صقلتها المعارك على الجبهة الشرقية في دونباس. وقال الحاكم الإقليمي أوليه سينجوبوف في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي "تظل أسخن نقطة هي اتجاه إزيوم"، مضيفا "قواتنا المسلحة تحولت إلى هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات وهذا نتيجة لطبيعة قواتنا المسلحة". وفي روسكا لوزوفا وهي قرية تقع بين خاركيف والحدود الأوكرانية مع روسيا، قال قادة أوكرانيون إنهم يعتقدون بأن موسكو تعيد نشر قواتها للدفاع عن إزيوم بينما تبقي أعداءها في مواقعهم بقصفهم بالمدفعية. وقال إيهور اوبولينسكي الذي يقود الحرس الوطني وقوات التطوع التي استعادت روسكا لوزوفا قبل ثمانية أيام "تم القضاء على الهجوم الروسي على خاركيف وهم يدركون ذلك... يحتاجون لمحاولة تحقيق نصر جديد ويريدون التمسك بإزيوم". لكن الجيش الأوكراني أقر أيضا بحدوث انتكاسات في تحديث صباح اليوم الأحد جاء فيه "على الرغم من الخسائر، ما زالت القوات الروسية تتقدم في مناطق لايمان وسيفيرودونيتسك وأفديفيكا وكوراخيف في منطقة دونباس الأوسع". وفي غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود البولندية، قال مسؤولون أوكرانيون إن صواريخ دمرت البنية التحتية العسكرية ليلا واستهدفت منطقة لفيف انطلاقا من البحر الأسود. كما قال الجيش الأوكراني إن القصف الروسي لم يتوقف اليوم الأحد على عمال مصنع الصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية حيث يتحصن بضع مئات من المقاتلين الأوكرانيين بعد أسابيع من سقوط المدينة في يد الروس. وأظهر تسجيل مصور نشره أحد قادة لانفصاليين الموالين لروسيا اليوم الأحد ذخائر ينتج عن احتراقها وهج أبيض وهي تنهمر على مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول. ووصلت قافلة ضخمة من السيارات وعربات فان تقل اللاجئين من أنقاض ماريوبول إلى مدينة زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا مساء أمس السبت بعد الانتظار لأيام حتى تسمح لهم القوات الروسية بالمغادرة. وبالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود والكثير من المعدات العسكرية، تعرضت روسيا كذلك لعقوبات اقتصادية بينما زودت دول غربية أوكرانيا بمساعدات عسكرية. وتعهدت دول مجموعة السبع أمس السبت "بممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على روسيا" وتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة. وقالت السفارة الأميركية في كييف إن أوكرانيا نشرت العديد من مدافع هاوتز إم-777 الجديدة التي حصلت عليها على الجبهات الأمامية وإن واشنطن سلمت بالفعل كل قطع المدفعية وعددها 90، باستثناء واحد، والتي أعلنت أنها سترسلها لأوكرانيا.

مشاركة :