«يوتيوبرز» افتراضيون يحققون مكاسب خيالية في اليابان

  • 5/15/2022
  • 23:51
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتخلى مايو ليزوكا خلال لحظات عن شخصيتها الهادئة والمتزنة، وتبدأ إطلاق تعابير بصوت رفيع مترافقة مع حركات داخل استوديو تسجيل في طوكيو، فيما تظهر شخصيتها الرمزية "أفاتار" على شاشات مئات من متابعيها الإلكترونيين. وأصبح "اليوتيوبرز" الافتراضيون يمثلون في اليابان اتجاها مربحا، إذ تحقق بعض القنوات التابعة لهم إيرادات تفوق المليون دولار سنويا، بعدما كان ينظر إلى هذا العمل على أنه ظاهرة موجهة لفئة محددة في البلاد. وتضع ليزوكا البالغة 26 عاما صوتها وحركاتها على شخصية رمزية اسمها يومه كوتوبوكي. وتهدف مقاطع الفيديو من هذا النوع إلى جعل المتابعين يشعرون وكأنهم يتفاعلون مباشرة مع الشخصية المتحركة التي تظهر على الشاشة، فيما يدفع بعضهم مئات الدولارات لإبراز أحد تعليقاتهم أثناء عرض الفيديو بتقنية البث التدفقي. وتقول إيزوكا، "عندما ألعب بألعاب الفيديو عبر الإنترنت وأفوز، يهنئني المشجعون" ويرسلون لي مبالغ صغيرة "للتعبير عن دعمهم". وتبث إيزوكا الحياة في شخصية "يومه" من خلال استخدام إحدى كاميرات الويب وجهاز لاستشعار الحركات تضعه حول رقبتها. أما "يومه" فتتمتع بالمظهر السائد والنموذجي لليوتيوبرز الافتراضيين، إذ صوتها رفيع وعيناها أرجوانيتان كبيرتان كالشخصيات الكرتونية. ويتحكم فريق موجود بجانب الشابة في تعابير وجه "يومه". وشهد اتجاه اليوتيوبرز الافتراضيين تطورا سريعا منذ ظهوره قبل نحو خمسة أعوام، ويعتمده 16 ألف صانع محتوى ناشط في العالم، وفق شركة "يوزر لوكل" المتخصصة، إضافة إلى مجموعات من المعجبين تغزو منصات عدة، من بينها تويتش وتيك توك. وتلجأ بعض الإدارات اليابانية المحلية إلى هذا الاتجاه أحيانا لترويج أعمال أو أفكار خاصة بها، كما أن بطلي فيلم "باتمان"، وهما روبرت باتينسون وزويه كرافيتز، أجريا إحدى المقابلات مع يوتيوبر افتراضي ياباني. ويحقق اليوتيوبرز الافتراضيون مكاسب مماثلة لتلك التي توفرها خدمات البث التدفقي التقليدية، من خلال خاصية "سوبر تشات" الموجودة في يوتيوب مثلا التي توفر ربحا عن كل تعليق يكتبه أحد المتابعين يتناسب مع المبلغ المدفوع. وقنوات اليوتيوب التسع التي حققت أكبر نسبة من الإيرادات عالميا في العالم الماضي من خلال هذه الخاصية هي عائدة ليوتيوبرز افتراضيين، وتملكها وكالة المواهب نفسها في طوكيو. وتتلقى القنوات ما يصل إلى 1.58 مليون دولار كتبرعات سنويا، بحسب موقع "بلاي بورد" المتخصص في تحليل البيانات. ويشير كازوما موراكامي، وهو مراقب تقني متخصص في السيارات يبلغ 30 عاما، إلى أنه ينفق أحيانا ما يصل إلى عشرة آلاف ين "77 دولارا" لإبراز أحد تعليقاته ويقرأه اليوتيوبر الافتراضي المفضل لديه. وزين كازومي، وهو عالم حاسوب لم يرغب في الكشف عن كنيته، الاستوديو الصغير الخاص به في طوكيو بملصقات وصور وحلقات مفاتيح تحمل صور ميو أوكامي، وهي الشخصية المفضلة لديه نصفها فتاة ونصفها الآخر ذئب. ويقول، "أمضي خمسا إلى عشر ساعات في التفكير فيها، كما لو أنها فرد من عائلتي". ويشير نوريوكي ناغاماتسو من شركة "دي. أي كونسورتيوم" للإعلانات عبر الإنترنت، إلى أن ميل المعجبين لمحبة الشخصيات الرمزية ودعمها ماليا، يشبه "الممارسة التي كانت تحصل في الماضي، والمتمثلة في دعم الشخصيات من خلال شراء أطنان من الأغراض" المرتبطة بها. ويضيف، أن "هذه الممارسة تشكل طريقة لجذب انتباه الشخصية وللشعور بالتفوق على المعجبين الآخرين".

مشاركة :