"زقاق المدق" من رواية إلى مسرحية عن أربعينات القرن الماضي

  • 5/16/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقتبس المخرجون المسرحيون من الروايات والأعمال الأدبية مواضيع يعاد تجسديها على خشبات المسارح فتحقق حضورا جماهيريا لافتا، خاصة من أولئك الذين أحبوا العمل في نسخته الروائية. ومن هذه الأعمال “زقاق المدق” التي حولها المخرج المصري عادل عبده إلى مسرحية “شعبية”. ومسرحية “زقاق المدق” مأخوذة عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهي من بطولة، دنيا عبدالعزيز، محسن محيي الدين، نهال عنبر، كريم الحسيني، ضياء عبدالخالق، بهاء ثروت، عبدالله سعد، أحمد صادق، حسان العربي، سيد عبدالرحمن، مروة نصير، مراد فكري، عصام مصطفى، أحمد شومان، عبدالرحمن عزت، إبراهيم غنام، هاني عبدالهادي، صابر رامي، رؤية درامية وأشعار محمد الصواف، إخراج واستعراضات عادل عبده. المسرحية انتقدت ممارسات غير مرتبطة بالزمن الذي دارت فيه أحداث الرواية فقط وإنما هي ممتدة عبر العصور كما يقوم بتصميم الديكورات محمد الغرباوي والأزياء مروة عودة والألحان لمحمد محيي والتوزيع الموسيقي لديفيد داوود. وكان قطاع شؤون الإنتاج الثقافي عرض الموسم الأول من المسرحية في الموسم الصيفي، على مسرح محمد عبدالوهاب بمدينة الإسكندرية. وتعدّ “زقاق المدق” رواية من أهم روايات نجيب محفوظ نشرت عام 1947 وتتخذ الرواية اسمها من أحد الأزقّة المتفرّعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر بالقاهرة. تدور أحداث الرواية في هذا الزقاق الصغير في أربعينات القرن الماضي، وحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي حمل نفس اسم الرواية، قامت ببطولته الفنانة شادية، تدور أحداث القصة في فترة الأربعينات والحرب العالمية الثانية وتأثيرها على المصريين، وبطلَة قصة زقاق المدق هي حميدة التي انتهت حكايتها بين أحضان الضباط الإنجليز، وقد أنهت بمسلكها هذا حكاية خطيبها الذي مات مقتولا بيد الضباط الإنجليز. وقد تم تحويل الرواية إلى فيلم آخر في المكسيك عام 1995 باسم “مدق آلاي” وكان أول دور لسلمى حايك في السينما ونال العديد من الجوائز بالرغم من تعديل الرواية لتلائم النمط السينمائي المكسيكي. وقدمت الرواية أيضا في مسرحيات سابقة تحمل الاسم نفسه، مما يجعل أمر تكرارها وتجسيدها مسرحيا رهانا صعبا قد ينقلب على صاحبه، ويضعه في مقارنات لا مفرّ منها، فنحن أمام عمل مأخوذ من رواية واحدة سبق تقديمها بطرق وأشكال مختلفة. وهذا ما أصر المؤلف والشاعر محمد الصواف على نفيه منذ الإعلان عن المسرحية بقوله إن المسرحية في حلّتها الجديدة لا تأخذ الرواية وأحداثها لتعيد تجسيدها على الخشبة وإنما تحمل الكثير من الغموض في جنباتها حيث تركز أكثر على الظروف السابقة واللاحقة المحيطة بقصة الزقاق وبطلته حميدة والزمن الذي دارت فيه الأحداث. ولا يسجن العرض المسرحي نفسه في كل ما يتعلّق بحميدة ابنة زقاق المدق التي تتمرد على حياتها داخله وعلاقاتها مع من يشاركونها نفس المكان فتقرر الهروب منه لتدفع الثمن غاليا، لكنه يتعدى هذه القصة المعروفة ليبعث برسائل هامة عن انتهاك جثث الموتى وسلطة المال وقوته في إغراء الإنسان وتوجيهه، بالإضافة إلى ألاعيب الانتخابات، وانتقدت ممارسات غير مرتبطة بالزمن الذي دارت فيه أحداث الرواية فقط وإنما هي ممتدة عبر العصور ونلاحظها بكثرة حتى في زماننا هذا. عرض مسرحي مميز عرض مسرحي مميز ورغم ذلك، تلتزم الديكورات والأزياء بالنمط السائد خلال أربعينات القرن الماضي، كالأبواب الخشبية العملاقة والعربات المتجولة، في حين يقدم بعض الممثلين المشاركين الأدوار “الشعبية” و”الاستعراضية” للمرة الأولى على خشبة المسرح، بينما شهد موسم المسرحية الثاني مغادرة بعض الأسماء المشاركة في الموسم الأول وتعويضها بأخرى. وعرف عن مخرج مسرحية “زقاق المدق” عادل عبده، تقديمه لمسرحيات استعراضية مستوحاة من تاريخ مصر، وهو يرأس حاليا الإدارة المركزية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ويعد من المخرجين الذين تميزوا في مجال المسرح الاستعراضي والمهرجانات الدولية سواء داخل مصر أو خارجها، وقدم العديد من الأعمال المسرحية التي حققت نجاحات كبيرة، بالإضافة إلى إخراجه عددا كبيرا من الاحتفالات القومية. وكانت آخر أعمال المخرج عادل عبده المسرحية الغنائية الاستعراضية “سيرة حب” التي عرضت على خشبة مسرح البالون والتي تتناول أحداثا ومواقف من حياة الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، وكان الهدف من هذا العمل المسرحي إحياء ذكرى عدد من رموز الفن في مصر، وهو يسلط الضوء على العديد من المواقف والمحطات الأساسية في حياة الحاضر الغائب الموسيقار بليغ حمدي، وهو من إنتاج الفرقة الغنائية الاستعراضية.

مشاركة :