كشف وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة عن إنجاز أكثر من 80% من مشروع تحديث مصفاة البحرين والذي تتجاوز كلفته نحو 6 مليارات دولار والمتوقع الانتهاء منه في العام 2023. وقال الوزير - خلال افتتاحه مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرين للبترول والغاز (MPGC 2022) - أن مشروع تحديث المصفاة يعتبر من المشاريع الحيوية في مملكة البحرين من أهم المشاريع الاستراتيجية في مملكة البحرين بهدف زيادة السعة التكريرية وتعزيز قائمة المنتجات من ناحية الكم والنوع وتحسين كفاءة الطاقة مما يجعل المصفاة من إحدى المصافي الأكثر تنافسا وامتثالاً لمعايير البيئة في العالم». وافتتح وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرين للبترول والغاز (MPGC 2022) بفندق الفروسيزنز البحرين، وذلك بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية وإحسان عبدالجبار إسماعيل وزير النفط بجمهورية العراق الشقيقة وعدد من كبار المسؤولين في الشركات النفطية المحلية والإقليمية والعالمية من 25 دولة لمناقشة القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط والغاز العالمية. وأعرب وزير النفط في بداية كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره إلى أصحاب السمو والمعالي على مشاركتهم في هذا الحدث العالمي بالإضافة إلى النخب المشاركة من الرؤساء التنفيذيين ورؤساء شركات النفط والغاز العالمية وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع السياسات وتجار النفط العالميين وخبراء الطاقة والمحللين والمنظمات الرائدة في قطاع الطاقة. وثمّن الوزير ما تُوليه حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه من دعم ومساندة مستمرة في مختلف الأنشطة والفعاليات النفطية المتخصصة في مملكة البحرين، التي تعود بالنفع على المنظومة الاقتصادية والمعرفية والتنموية وتكرس مبدأ تبادل المعلومات والتجارب والخبرات، بالإضافة إلى صقل مهارات وخبرات العنصر البشري الذي يمثل دعامة أساسية لعملية التنمية المُستدامة. مؤكدًا أن قطاع الطاقة يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، التي لا تدخر جهدًا في الارتقاء به وجعله مواكبا لأحدث النظم العالمية وتعظيم مردوداته لصالح الاقتصاد الوطني، مشيرًا معاليه إلى ما يمثله هذا القطاع من محرك رئيسي لعجلة التنمية الاقتصادية. وأضاف وزير النفط أن وزارة النفط والشركات النفطية المنضوية تحت مظلة الشركة القابضة للنفط والغاز برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الانسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز تسعى دائمًا بكل طاقتها البشرية للعمل الجاد والحثيث نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية الرامية الى تعزيز الاقتصاد الوطني في المملكة، وذلك من خلال تأسيس العديد من المشاريع التطويرية على جميع الأصعدة. وتطرّق الوزير في كلمته الافتتاحية إلى أهمية العمل العالمي المشترك في المشاريع البيئية الرامية الى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي أعلنت مملكة البحرين انضمامها إلى هذه المبادرات للوصول الى الحياد الصفري بحلول عام 2060، حيث قامت المملكة بتنفيذ عدد من المشاريع البيئية بالتعاون والشراكة مع مختلف الشركات والمنظمات العالمية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتمويل من صندوق المناخ الأخضر وتحت مظلة مجلس الموارد المائية برئاسة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائي رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الموارد المائية الذي يضم جميع الجهات ذات العلاقة بالمياه وأصحاب المصلحة في القطاع. وفي السياق نفسه أشار الوزير إلى أنه قد تم استحداث وحدة إدارة موارد المياه في وزارة النفط كجهة تنفيذية داعمة لمسؤوليات مجلس الموارد المائية في تنفيذ المبادرات والمشاريع للإدارة المتكاملة لموارد المياه في مملكة البحرين، حيث يتكون المشروع من 9 مبادرات رئيسية تهدف إلى بناء الأطر المؤسسية تنفيذًا لمبدأ الادارة المتكاملة لموارد المياه لجعل قطاع المياه أكثر تكيفًا مع تغير المناخ. وقد انتهت الوحدة من اعداد الإجراءات والسياسات التوجيهية لمياه الصرف الصحي المعالجة واستخداماتها، بناء أربعة نماذج مختلفة لتغير المناخ وتأثيره على قطاع المياه، وإنشاء البنية التحتية لمنصة المعرفة الوطنية للمياه وتغير المناخ. وأما على الصعيد العالمي تطرق معاليه إلى أن أسواق النفط غير مستقرة بسبب ما يمر به العالم من تغيرات وتحديات جيوسياسية واقتصادية غير مسبوقة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط إثر الأزمة الأوكرانية التي تثير مخاوف مرتبطة بالإمداد، والضغوطات التي تمارسها الدول الأوروبية على منظمة اوبك لزيادة الإنتاج لسد حاجة الأسواق الأوروبية من الغاز بالإضافة إلى اغلاق الصين بسبب زيادة الاعداد المصابة بفيروس كورونا وغيرها من المواضيع والقضايا التي تتطلب تواصل وتعاون دولي مستمر لإيجاد الحلول المناسبة لاستقرار أسواق النفط العالمية. وأشادة وزير النفط بجهود القائمين على تنظيم المؤتمر التاسع والعشرين للبترول والغاز في مملكة البحرين، معربًا عن شكره وتقديره إلى جميع المشاركين والمتحدثين والداعمين والى كل من أسهم في إنجاح هذا الحدث العالمي، متمنيًا كل التوفيق والنجاح وتحقيق المزيد من الطموحات المستقبلية الرامية إلى تطوير الصناعات النفطية. وبعدها تحدث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية الذي قدّم الشكر والتقدير إلى أخيه الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الحدث العالمي، مؤكدًا سموه على أهمية تعزيز مفاهيم الاستثمار في قطاع الطاقة لما له من مردود كبير على تطوير القطاع النفطي. وأشار سموه إلى أن أسعار النفط قد شهد ارتفاعًا إلا أنه أكثر استقرارًا نسبيا بالمقارنة مع أسعار قطاعات الطاقة الأخرى، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على المشاريع التي من شأنها أن تسهم في مزيد من التطور والتقدم لهذه القطاعات الهامة. وبيّن إحسان عبدالجبار إسماعيل وزير النفط بجمهورية العراق إلى أن العراق يتجه بطريق التعافي وسد الفجوة التي أحدثتها الاعمال الإرهابية التي تسببت بتدمير بعض المنشآت النفطية مما ساهم في تدهور الاقتصاد العراقي. مشيرًا معاليه إلى انه قد تم الانتهاء من مشروع الصيانة الشاملة، حيث عاد العراق الى تحقيق الإنتاجية المطلوبة للشهر الحالي والمقبل، مؤكدًا أن جمهورية العراق سيستمر بالتزامه في إنتاج النفط والطاقة. الجدير ذكره بأن فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز يعقد في مملكة البحرين للمرة السادسة منذ تاريخ انعقاده الممتد 29 سنة بمشاركة مختلف المسؤولين من مختلف دول العالم لمناقشة أهم التحديات والتوقعات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي والمهم.
مشاركة :