تقدم سلسلة أفلام "حرب النجوم" مجموعة من المخلوقات العجيبة والرائعة وغريبة الأطوار أيضا، ورغم أن هذه المخلوقات تبدو مغايرة لكل ما نألفه، فإن عديدا منها يشبه في واقع الأمر كائنات موجودة على الأرض بالفعل. حيوانات "البانتا"، ظهرت هذه الوحوش الضخمة، التي تُستخدم لأغراض الركوب والحمل، للمرة الأولى في أول أجزاء سلسلة أفلام "حرب النجوم"، وباتت تظهر منذ ذلك الوقت في أجزاء هذه السلسلة؛ بين الحين والآخر. وتبدو هذه المخلوقات شديدة الضخامة مثل نوع من الحيوانات يُعرف باسم "الماموث الصوفي"، وهو نوع منقرض يضم كائنات جابت في حقبة ما غالبية أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ومثلها مثل "الماموث"، لدى كائنات "البانتا" أنياب طويلة، ويكسوها فراء كثيف الشعر، لكنها تفتقر إلى الخرطوم المُمِيز للأفيال. ثمة نقطة أخرى تبدو أكثر غرابة بعض الشيء. فحيوانات الماموث الصوفي نمت وازدهرت خلال العصور الجليدية المتأخرة، عندما اتسع نطاق الألواح الجليدية من القطب الشمالي لتغطي أمريكا الشمالية وشمال أوروبا. وبفضل حجمها الضخم وفرائها السميك، كان بوسع حيوانات الماموث الحفاظ على دفء أجسادها، في ظل ذاك المناخ شديد البرودة. على النقيض من ذلك، أظهرت سلسلة "حرب النجوم" حيوانات "البانتا" وهي تعيش في كوكب "تاتوين" الصحراوي التضاريس. حيوانات الـ "إكسُغورث"، ربما يقول أحدهم هنا "مهلا، ماذا تقولون؟ لم يتم ذكر اسم لهذا الحيوان قط على الشاشة، رغم أن مرآه لا يُنسى في الوقت ذاته". ففي الجزء الخامس من السلسلة "إمباير سترايكس باك"، يخفي "هان سولو"، وهو أحد شخصيات العمل الرئيسية، مركبة فضائية يُطلق عليها اسم "صقر الألفية" في نفق في أحد الكويكبات، فقط ليكتشف أن النفق ليس سوى ملاذ لمخلوق عملاق شبيه بالدودة، بل إنه أوقف السفينة على لسان هذا المخلوق. وفي وقت لاحق، سُميّ هذا الكائن "إكسُغورث". حتى الآن، ما من دليل لدينا يثبت أن هناك أي كويكب في نظامنا الشمسي مأهولٌ بديدان عملاقة، كما أن ذلك يبدو - بالأحرى - غير مرجح. لكن عديدا من العناصر المتعلقة بكائنات الـ "إكسُغورث" لها – في حد ذاتها - أسسٌ على أرض الواقع. بادئ ذي بدء، هناك كثير من الحيوانات طويلة الجسم التي تقضي غالبية وقتها في الجحور، مثل سمكة تُعرف باسم سمكة ثعبان البحر المورايية، وهي تعيش في ما يشبه الأنبوب أو الماسورة. "جابا" المنتمي إلى فصيلة مخلوقات الـ "هَت"، لا يعدو هذا الكائن، الذي تُظهره سلسلة أفلام "حرب النجوم" بوصفه عقلا مدبرا لأنشطة إجرامية، سوى دودة بزّاقة عملاقة ذات ذراعين. وبعيدا عن مسألة ما إذا كان بوسع أي دودة بزّاقة امتلاك ذكاء كاف من شأنه تمكينها من حكم إمبراطورية إجرامية - لديها أموال جاهزة تكفي حتى لاستئجار من يصبح بمثابة "مهرج بلاط" – فثمة سؤال آخر يطرح نفسه هنا مفاده: هل يمكن لحجم أي دودة بزّاقة، أن ينمو ليصل إلى ضخامة حجم "جابا"؟ فالمعروف أن البزّاقات والحلزونات تنتمي إلى شعبة الرخويات، وهو ما يعني أنها جزءٌ من ذات الشعبة التي تضم أيضا البطلينوس "الجندوفلي"، والمحار والأخطبوط. ورغم أن الكائن المعروف باسم "الحبار العملاق" قد يشكل أضخم الكائنات المنتمية إلى شعبة الرخويات، في ضوء أن طوله قد يبلغ 12 مترا؛ فإنه لا يمثل النموذج الأكثر دقة للمخلوقات التي تضمها هذه الشعبة. فالجانب الأكبر من طول "الحبار العملاق" يعود إلى طول مجساته الطرفية، التي لا تستطيع النمو بهذا الطول الكبير، سوى لأن الحبار يعيش في أعماق المياه. وهكذا فإن لدى البزّاقات والحلزونات – التي تندرج علميا في إطار طائفة "البطن قدميات" – أجسادا مكتنزة ومضغوطة بشكل أكبر في واقع الأمر، وهو ما يحد من إمكانية كبر حجم هذه الأجساد. سارلَك، تكشف أحداث سلسلة "حرب النجوم"، عن أن الكائن "جابا" حريصٌ - بوضوح - على اللجوء إلى طرق مبهرجة ومنمقة لإعدام خصومه. وفي الجزء السادس للسلسلة، الذي يحمل اسم "ريترن أوف ذي جَداي" (عودة جَداي)، سعى هذا المخلوق الشرير إلى أن يزج بأبطالنا في قلب ما يُعرف بـ "حفرة الكاركون"، التي يقطنها وحش أُطلق عليه اسم "سارلَك". ويُذكّرنا ذلك بنوع من الحشرات يحمل اسم "لَيْث عِفِرِّينَ"، وهو أحد أكثر الأنواع المفُتَرِسة للحشرات. وتنصب حشرات هذا النوع فخاخاً للنمل الذي تتغذى عليه يرقاتها، لذا تُحْدِث حفرا صغيرة في الرمال، لا يزيد قاع كل منها على بضعة سنتيمترات.
مشاركة :