يرتبط الإماراتيون بتراثهم ارتباطاً وثيقاً، فتراهم بمناسبة ومن دون مناسبة يعرضون أشياء من إرثهم الحضاري والمعرفي والثقافي في الدوائر الحكومية والساحات والشوارع وغيرها عبر عشرات النشاطات التراثية التي تزخر بها الدولة على مدار السنة، مثل سوق القطارة، مهرجان الشيخ زايد التراثي، مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر، زايد المؤسس والقائد صانع الوطن، مهرجان الظفرة، الأسواق التراثية في المولات، عروض العيالة، مسابقات رقصة اليولة، وغيرها. خلال الشهر الجاري تضاعفت الاحتفاليات بمناسبة العيد الوطني (يوم الاتحاد) الرابع والأربعين، ومنها مهرجان الشيخ زايد التراثي في دورته السادسة، بعد قرار تمديده ثلاثة أسابيع إلى 21 الجاري، وكذلك السوق التراثية في مول «نيشن تاورز»، في العاصمة أبو ظبي. في مهرجان زايد التراثي، نحن أمام سيوف وخيول وخيم ورمال وأحياء تراثية، الإماراتي والسعودي والعُماني والكازاخستاني وغيرها، فيما تزخر أروقة المهرجان بعدد من النشاطات التي تشجع على إحياء التراث، فهناك رقصة اليولة الإماراتية التي تعتمد على الإيقاع وتحريك الجسم يميناً ويساراً من خلال رمي السيف والبندقية إلى الأعلى ثم التقاطهما بمرونة، و «الصيد بالصقور»، تلك الرياضة الممتعة التي باتت طقساً معتاداً لدى الإماراتيين. كما يهتم المهرجان بالسفن وصناعتها وآلية الغوص والبحث عن اللؤلؤ، بينما ينفرد بمعارض للتمور ومسيرة الخيل والهجن ومعرض العادات والتقاليد. ويقول القائمون على المهرجان التراثي إن هدفهم هو «إطلاق اسم الأب المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إحدى أكبر التظاهرات التراثية على أرض الإمارات، عرفاناً بالدور المحوري الذي اضطلع به في الحفاظ على الموروث الإماراتي، وتكريم هذا الإرث، وعرض ثراء التقاليد والتراث والثقافة الإماراتية ومدى تنوّعها عبر طرق تثقيفية وتعليمية وترفيهية»، وفق الموقع الرسمي للمهرجان. وفي السوق التراثية التي تنظمها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، يمكن رؤية العديد من الفعاليات التراثية، مثل ورشة عمل الحرف اليدوية كالخياطة ونسج سعف النخيل والسدو، وعرض وبيع العطور العربية، وكذلك المأكولات الشعبية، فضلاً عن زاوية تراثية للتصوير، وخيمة تراثية، وسواها من مفردات ثقافة الصحراء الخليجية. هنا قد ترى الصقور والمقاهي الشعبية ودكاكين الزمن الجميل والرسم بالحنّاء ومواقد البخور ومسابقات أجمل الأزياء الإماراتية.