فتح الحدود يبدد آمال المراهنين على إعادة التوتر بين المغرب وإسبانيا

  • 5/17/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدد فتح معبري سبتة ومليلية المحتلتين الثلاثاء آمال المراهنين على إعادة التوتر بين المغرب وإسبانيا وإثناء مدريد عن تغيير موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل مناسب لقضية الصحراء. وسيعيد فتح المعبرين حركة المرور البري بين البلدين بعد انقطاعها حوالي سنة نتيجة أزمة دبلوماسية كان سببها استضافة إسبانيا لزعيم جبهة بوليسارو إبراهيم غالي للعلاج في إحدى مستشفياتها. وعبر المحلل السياسي المغربي الحسن بلعربي، في تصريح لـ”العرب”، عن تفاؤله بهذه الخطوة، مشددا على أنها تعكس إرادة الطرفين لحل الخلافات، رغم وجود أطراف تحاول عرقلة هذا التقارب على رأسها الجزائر وبوليساريو. وكانت تقارير إعلامية إسبانية من غير المستبعد أن تكون وراءها الجزائر قد انتقدت قرار الحكومة الإسبانية بإعادة فتح المعابر بسبب مزاعم بوجود نقص في العناصر الأمنية المدربة في المعابر. وفي محاولة لعرقلة جهود فتح المعابر والتوجه نحو الاهتمام بالمشاكل والتحديات الكبرى بين البلدين، عبر حزب “فوكس” اليميني المتطرف في إسبانيا عن رفضه للموعد المعلن لفتح معبري سبتة ومليلية المحتلتين الذي تم الاتفاق عليه بين الرباط ومدريد، على اعتبار أنه يتزامن مع “الذكرى الأولى للاختراق المغربي لسبتة”. تقارير إسبانية انتقدت قرار الحكومة بإعادة فتح المعابر بسبب مزاعم بوجود نقص في العناصر الأمنية ويرى بلعربي أن هذه الخطوة ترسخ التحول في طبيعة العلاقات بين مدريد والرباط، وهي نتيجة منطقية بعد تغييرات موضوعية طرأت على وجهات النظر الإسبانية. ولفت إلى أن الأزمة بين البلدين انتهت قبل فتح الحدود البرية أي منذ الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو شانسيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مارس الماضي. ويرى بلعربي أن تعزيز التقارب بين البلدين اللذين تربطهما الجغرافيا والتاريخ المشترك، يحتاج إلى تقارب شعبي ومجتمعي وأكاديمي وعلمي وشبابي “حتى نضمن علاقة متينة تمتد في الزمن ولا تؤثر فيها المطبات الموسمية“، مشددا على أن المغرب وإسبانيا محكوم عليهما بالانسجام والتعاون. ومن شأن هذه الخطوة أيضا ضبط حركة السلع ومنع أنشطة التهريب المعيشي عبر المعبرين البريين “باب سبتة” و”بني أنصار”. ويعتقد بلعربي أنه على المستوى الاقتصادي ربما سيستفيد الإسبان أكثر لأن هناك سياحا مغاربة يدخلون عبر الحدود البرية، مستدركا أن الاقتصاد ليس الغرض الأولي من فتح المعبرين، بل تعميق التقارب بين البلدين وهو ما سيعود بالأثر الكبير على ملفات غاية في الأهمية من الناحية الاستثمارية والتجارية والأمنية والاجتماعية والسياسية. وكان وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا كشف أن منتصف ليلة الثلاثاء هو الموعد الرسمي المحدد لإعادة فتح المعابر الحدودية، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية، بعد إغلاق الحدود لأكثر من عامين نتيجة الجائحة والأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا. وشدد خوسيه مانويل ألباريس وزير الخارجية الإسباني على أن البلدين يرغبان في أن تتم عملية فتح الحدود البرية “بطريقة منظمة وتدريجية وسلسة، سواء تعلق الأمر بالأفراد أو البضائع”، مشيرا إلى أنها “خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى”. Thumbnail ونتيجة للمفاوضات بين الطرفين المغربي والإسباني، كشف ألباريس تفاصيل اتفاق مغربي – إسباني للحد من ظاهرة “التهريب المعيشي” بسبتة ومليلية المحتلتين. وقال ألباريس إنه اتفق مع نظيره المغربي ناصر بوريطة على إحداث مركزين جمركيين في المعابر الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، دون تحديد موعد لذلك. ويرى الأكاديمي الإسباني فرناندو أوليفان لوبيز أن الطبقة السياسية والمجتمع المدني وعموم الشعب في إسبانيا يجب أن يستوعبوا عمق التحولات التي يعرفها المغرب في العقدين الأخيرين وأهمية العلاقات بين مدريد والرباط، ليس فقط حفاظا على المصالح المشتركة ولكن أيضا للأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة في استتباب الأمن وضمان الاستقرار والسلم في منطقة تعرف الكثير من التحديات تستوجب الحلول المشتركة. وأعلنت الجمارك المغربية أنه يجب على الذين يعبرون الحدود، انطلاقا من سبتة اتجاه المغرب، الإدراك بأن المسؤولين في معبر باب سبتة لن يسمحوا لهم بإدخال مختلف أنواع البضائع، لا منتجات غذائية ولا أي نوع آخر من السلع، ولا بكميات كبيرة ولا صغيرة. ونشرت الصحيفة الرسمية الإسبانية السبت قرارين وزاريين حول فتح الحدود البرية مع المغرب، الذي أكد أنه لن يسمح مطلقا بعودة أنشطة التهريب عبر معبري سبتة ومليلية وسيسمح فقط بعبور الأشخاص الحاصلين على تأشيرة شنغن والعاملين المصرح لهم قانونا.

مشاركة :