إقلاع أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ ست سنوات

  • 5/16/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية الاثنين العشرات من المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك ضمن إطار هدنة في البلد الفقير الذي مزقته الحرب. وأفادت وكالة فرانس برس بأن الطائرة التي استقبلت بحفاوة في العاصمة اليمنية وحطّت في العاصمة الأردنية في وقت لاحق، نقلت حوالي مئة راكب يمني معظمهم مرضى أو مسنون. وقالت لطفية من على كرسيها المتحرك "أنا سعيدة كل السعادة بافتتاح مطار صنعاء. هذا اليوم هو يوم عيد وأتمنى أن يستمر". وكانت الطائرة وصلت إلى صنعاء قادمة من عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة في الجنوب، ثم أقلعت من مطار العاصمة بعيد الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش)، في رحلة استغرقت حوالي ثلاث ساعات قبل أن تهبط في عمّان. ومن المقرر أن تغادر طائرة أخرى العاصمة الأردنية متوجهة إلى صنعاء في وقت لاحق الاثنين. ورحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الاثنين بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة. وأعرب غروندبرغ في بيان عن امتنانه للمملكة الأردنية لـ"دعمها القيم وتعاون الحكومة اليمنية البنّاء في تيسير الرحلة". وأشار إلى أن هذا هو وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء في إصلاح ما كسرته الحرب، "وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام". وأضاف "كانت هذه الالتزامات في الأساس وعدا لليمنيين بالمزيد من الأمن، وبقدرة أفضل على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، وبتحسين حرية التنقل داخل اليمن وإليه ومنه". وأكد أن إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد) "هو أمر أساسي لتحقيق هذا الوعد"، متوقعا من الأطراف الوفاء بالتزاماتها، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز (محاصرة من الحوثيين) وغيرها من المحافظات في اليمن وفقا لبنود اتفاق الهدنة. وفي الثاني من أبريل دخلت هدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة على أن تستمر لشهرين. ويشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما يمثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة. ويدور النزاع في اليمن بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وقال وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد في صنعاء رائد جبل عن رحلة الاثنين، "ندعو الأمم المتحدة والجهات المعنية في مجال الطيران المدني وفي الجانب الإنساني، إلى أن تفتح مطار صنعاء بشكل مستمر لكل أبناء الشعب اليمني من دون أي قيود أو شروط". واعتبرت منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" في بيان أن "إقلاع أول رحلة طيران تجارية من مطار صنعاء منذ ما يقرب من ست سنوات، هو نقطة انطلاق نحو سلام دائم في اليمن". وتابعت "إذا استمرت أطراف النزاع في العمل معا لتسيير رحلات جوية منتظمة من صنعاء وإليها، فيمكنها المساعدة في إنقاذ الآلاف من الأرواح ومنع الوفيات المبكرة ودعم اقتصاد البلاد". وكان من المقرّر أن تغادر أول رحلة تجارية صنعاء في الرابع والعشرين من أبريل الماضي، لكنّها ألغيت في اللحظات الأخيرة بعد أن رفضت الحكومة اليمنية منح طيران الخطوط الجوية اليمنية التصريح الذي يسمح لها بالانطلاق من مطار صنعاء، وذلك بسبب عدم التزام الحوثيين بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة من الحكومة الشرعية. واتهمت الشرعية اليمنية حينها الميليشيات الانقلابية بمحاولة استغلال الرحلات الجوية المنطلقة من مطار صنعاء خلال شهري الهدنة، لتهريب العشرات من قياداتها خارج البلاد، بأسماء ووثائق مزورة. وقبيل رحلة الاثنين، أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على تسيير رحلات عبر مطار صنعاء إلى الأردن خلال فترة الهدنة، وذلك بجوازات صادرة من مناطق الحوثيين، لكنها اشترطت عدم تحمل مسؤولية البيانات الصادرة عن الحوثيين المدعومين من إيران. وبُعيد فرض إغلاق على المطار الدولي في 2016، قال التحالف الذي يدعم الحكومة ردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار، إنّ ذلك هدفه ضمان "سلامة" طائرات الخطوط الجوية اليمنية و"ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب أدوات الحرب". ويتّهم التحالف إيران وحزب الله اللبناني بتهريب أسلحة إلى الحوثيين وإرسال عناصر إلى اليمن لتدريبها على استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية ضد الحكومة والسعودية، وكذلك الإمارات العضو في التحالف. وبينما يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة، فيما يحتاج الآلاف وبينهم العديد من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوفر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

مشاركة :