ناشطان بيئيان ينجحان في تنفيذ حملة لإنقاذ نبات طبي نادر شرق تنومة

  • 12/12/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مبادرة بيئية تطوعية تهدف إلى انقاذ أحد الأنواع النادرة من النباتات الطبية، والذي أوشك على الانقراض في جنوب المملكة، نجح ناشطان مهتمان بالبيئة في الحصول على عدد من الشتلات لهذا النبات، وزرعها في أماكن آمنة بهدف اكثارها، وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية مستقبلا. وفي التفاصيل أن الناشطين البيئيين علي بن أحمد الشهري وفهد بن ظافر القرش، توصلا بعد زيارات متكررة إلى البراري شرق محافظة تنومة إلى أن نبتة "العمقى" باتت مهددة بالانقراض بعد تراجع أعدادها بشكل كبير في أماكن تواجدها في المناطق البرية شرق محافظة تنومة، وبعد عدد من الزيارات لم يعثرا سوى على بضع أشجار منها لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، نتيجة تقطيعها واستخدامها في علاج المرض الجلدي "اللشمانيا" من خلال وضع قطرات من عصارة هذه الشجرة على موضع "اللشمانيا" في الجلد، والذي يستخدم كعلاج فعال لهذا المرض منذ القدم، كما أن التغيرات المناخية والتقلبات الجوية، ومنها قلة الامطار أدت كذلك إلى تراجع أعدادها، كما هو الحال في بقية أنواع النباتات في المنطقة. أهمية العمقى عن أهمية نبات "العمقى" يذكر فهد القرش أن نبات "العمقى" من النباتات النادرة التي تستخدم في علاج مرض "اللشمانيا" الفيروسي والذي يصيب الجلد، وقد يسبب له تشوه دائم في الجزء المصاب من الجلد اذا لم يعالج، ويتم استخدامه كعلاج بوضع قطرات من السائل الأبيض الذي يخرج من هذا النبات عند قطع جزء من أوراقه او أغصانه على موضع اللشمانيا في الجلد، ومع تكرار العملية عدة ايام يشفى المريض بإذن الله. وحول أهمية نبات العمقى وأصل التسمية يقول الناشط البيئي علي الشهري، أن نبات العمقى من النباتات النادرة بشكل عام، ويوجد أعداد منها في محافظة الطائف، ومناطق أخرى من المملكة بأعداد قليلة، وفي منطقة عسير يوجد عدد قليل جدا منها شرق محافظة تنومة لا يتجاوز بضع أشجار كما تأكد لنا، ولبقائه دور بيئي مهم في المحافظة على التوازن البيئي في أماكن انتشاره الطبيعي، اضافة إلى فائدته كعلاج فعال لبعض الامراض الجلدية كاللشمانيا الذي تسببه ذبابة الرمل، مما دعانا إلى القيام بعمل ما، للحفاظ على ما تبقى منه في بيئته الطبيعية. تنفيذ الرحلة بعد استعدادات سابقة لإنقاذ هذا النبات وتوفير جميع متطلبات هذه الرحلة البيئية، توجها الناشطان البيئيان في رحلة برية مضنية عبر طريق ترابي غير معبد بواسطة سيارة ذات دفع رباعي تستطيع تحمل السير في هذه البيئة، وبعد الوصول إلى نهاية الطريق الترابي توجها راجلين على أقدامهما حتى الوصول إلى أماكن هذه النبتة، وذلك فى إحدى الأماكن النائية شرق محافظة تنومة، وتحديدا الى الشرق من قرية ترج، في رحلة مضنية استمرت خمس ساعات، وبعد الوصول هناك أخذا عددا من الفسائل من أشجار هذا النبات، ثم عادا إلى منزليهما في تنومة، وقاما بغرس هذه الفسائل بهدف العناية بها، حتى تنمو، وتكبر، ومن ثم إعادة أعداد منها إلى نفس بيئتها مستقبلا، حماية لها من الانقراض. العمقى في المراجع العلمية والأدبية ولمزيد من تسليط الضوء على نبات العمقى يقول الشهري، ان أهم من درس هذه الشجرة علميا الأستاذ الجامعي في جامعة الباحة الدكتور احمد سعيد قشاش، والذي اصدر مؤلفا ضخما في مجلدين عن نباتات المنطقة اسماه "النبات في جبال السراة والحجاز"، ومن هذه المعلومات عن " العمقى" التي أوردها د. قشاش في مؤلفه أن طول نبات العمقى يتراوح بين 3-7 أمتار، وقد وردت بمسميات وضبط متفاوت، فتسمى (العمقى) بفتح العين وضمها مع القصر، وقد تمد فيقال (العمقاة)، والعمقى نبات قليل الانتشار، لكنه يتكاثر حول المكان الذي ينبت فيه، وله هيبة وحسن منظر، ويتبع الفصيلة الصَّابية من الشوكيات، ويقوم على ساق واحد تتفرع منه بقية الأغصان في شكل تدرجي، كل غصن له زوايا رباعية أو خماسية تحفها أشواك قصيرة قليلة وحادة، وللعمقى زهر أصفر مخضر، يخرج منها كالقرون الصغيرة، وله ثمر يتدلى يضرب للحمرة، يمتصه النحل ويظهر أثره في مذاق حار للعسل، وللعمقى عصارة بيضاء لاسعة تسيل حين يكسر جزء منه ، وتستخدم شعبيا علاجاً للشمانيا، وينبت العمقى في مجموعات على ارتفاع 1500 – 1700 فوق سطح البحر. أما من حيث ذكر نبات "العمقى" في مراجع اللغة العربية، فيؤكد رافع الظاعن أن شجرة العمقى من الشّجر التي شحّتْ علينا معاجم اللغة ببيانه مفصّلاً، فلم يزيدوا عن وصفه بأنه نبات ينبت في الحجاز وتهامة، وأنّ الإبل ترعاه وتسمّى حينئذ العامقة، وفي هذا يقول الجوهري: العِمْقَى بكسر العين شجر بالحجاز وتهامة قال ابن بري ويقال العمْقَى أَمَرُّ من الحَنْظَلِ. مختصون يثنون على المبادرة لقيت هذه المبادرة البيئية التطوعية ترحيبا من المهتمين بالمحافظة على البيئة، ومن المواطنين في المنطقة، وفي هذا الاطار عبر الاستاذ "سعيد رافع " – متخصص في علوم الاحياء والبيئة - أن هذه المبادرة تنم عن ارتفاع الحس البيئي الذي يتميز به هذان المتطوعان، وهي تأتي متناغمة مع الجهود الرسمية في الحفاظ على الاحياء النادرة والمهددة بالانقراض سواء كانت من الحيوانات أو النباتات انطلاقا من حقيقة أن أي كائن حي له دوره في التوازن البيئي في البيئة التي يعيش فيها، ومن المهم الحفاظ عليه بقدر الامكان، وفي العالم نجد منظمات وأفرادا يعملون باستمرار على الحفاظ على الانواع النادرة والمهددة بالانقراض سواء كانت نباتية أو حيوانية، من أجل استمرار دورها البيئي الحيوي في بيئاتها في الحاضر والمستقبل.

مشاركة :