تقدمت مجموعة من النشطاء المسلمين بدعوى قضائية ضد صاحب متجر لبيع الأسلحة في ولاية فلوريدا الأميركية، وذلك بتهمة «التمييز»، لأنه وضع لافتة في متجره كُتب عليها «ليس للمسلمين»، في دلالة على ارتفاع نسبة العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة. وذكر موقع صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أن قاضي المحكمة الجزائية الأميركية، ويدعى بيت بلوم، قال إن «صاحب المتجر، ويدعى أندي هالينان، محمي بموجب التعديل الأول من الدستور الأميركي». وتصدر اسم هالينان، العناوين الرئيسة في الصحف الأميركية، بعدما وضع اللافتة إثر تعرض أربع جنود خارج مكتب تجنيد في مدينة تشاتانوغا في ولاية تينيسي لحادث إطلاق نار من جانب متطرف. وأعلن «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير) التقدم بالدعوى القضائية ضد صاحب المتجر في تموز (يوليو) الماضي، قائلاً إن «اللافتة التي كتبها صاحب المتجر تنتهك قانون الحقوق المدنية الصادرعام 1964، وتدعو إلى التمييز الديني». وقال المدير التنفيذي لـ «كير» حسن شبلي إن «المسلمين الأميركيين لديهم الحق في شراء الأسلحة وتعلم إطلاق النار، من دون الحاجة إلى التمييز بينهم وبين غيرهم»، مضيفاً أن «استخدام التمييز ليس فقط غير قانوني، بل يعطي صورة سيئة لبلادنا، ويجعلنا أقل أمناً وحرية». وبعد وقت قصير من قرار المحكمة إسقاط الدعوى عن صاحب المتجر، نشر هالينان مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ظهر فيه محتفلاً بعدما ربح الدعوى القضائية. وفي إشارة إلى ارتفاع نسبة التمييز العنصري ضد المسلمين، أوضحت دراسة أسترالية أجرتها جامعتا «وسترين سيدني» و«تشارلز ستورت» و«أكاديمية العلوم الإسلامية» أن 57 في المئة من مسلمي هذا البلد، تعرضوا لشكل من أشكال التمييز والتعصب الديني. وذكر موقع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن 62 في المئة تعرضوا للعنصرية في أماكن العمل، فيما بلغت نسبة العلاقات الودية بين المسلمين الأستراليين وغير المسلمين 86 في المئة. وقال مؤلف الدراسة كيفن دان إن «الحوادث التي جرت أخيراً جعلت الناس أكثر جرأة على قول ألفاظ تسيء إلى المسلمين وتجرح مشاعرهم». وفي سياق متصل، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية نتائج تقرير أعده مشروع «Tell Mama» (أخبر ماما) الذي يرصد حوادث الاعتداء اللفظي والبدني على المسلمين والمساجد في بريطانيا. ورصد التقرير تعرض مسلمي بريطانيا لأكثر من 100 هجوم عنصري منذ اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي فرنسا، كشفت دراسة حديثة أن من يحملون أسماء إسلامية، وتحديداً اسم «محمد»، يعانون صعوبة في الحصول على فرصة عمل في البلاد، أكثر من الذين يحملون أسماء أخرى. وأظهرت الدراسة، التي نشر معهد «مونتاني» نتائجها، مدى الصعوبة التي يعانيها المسلمون في العثور على عمل في فرنسا، مشيرة إلى أن صعوبة المسلم في الحصول على عمل تشكل ضعف الصعوبة التي يتعرض لها المتدين الكاثوليكي، مؤكدة أن اليهود يتأثرون بالتمييز الديني أيضاً.
مشاركة :