كل فرد منا تواجهه الحياة بخيرها وشرها.. والفلسفة في ذلك هي النقطة المطلوبة للجميع بين شيئين متضادين لايجاد عالم مغناطيسي بينهم من الحياة ومن الحيوية، وهذا العالم المغناطيسي اصبح لغزاً محيراً امام الكثير من الناس.. فالانسان اي انسان وهو يقارن بين شيئين متضادين لا يستطيع ان يجمع هذه التموجات مع بعضها في ايجاد عالم مغناطيسي مما يجعله يعيش في حيرة وقلق واضطراب باستمرار. هذه الموجة اصبحت شائعة ويلمسها كل انسان سواء كان فناناً أو انساناً عادياً، هذه الشحنات الانسانية المتفاعلة في اعماقنا لا تتجاوز حد التعبير في الفرح او الالم.. لكن الفنان والمفكر هما اللذان يستطيعان دمج وابتكار الشيئين المتضادين المتساويين من حيث قوة التفاعل في موجة دياليتكية من الاخذ والعطاء مما يجعله اكثر سعادة وتفاؤلا للحياة ولظروفها المتناقضة من وقت لآخر لانهما يعيشان في عالم التموجات الفكرية والخيالية. العالم الذي يكون حافلاً بالصور الانسانية ومظاهر الحياة المتعددة التي تتحول بفعل الفنان او المفكر الى اعمال فنية خالدة وهي تكون رداً لفعل الحياة ذاتها بصورة اكثر شمولاً وحيوية وجمالاً يتبع ويجمع بين البصر والبصيرة في نسخ عين الخيال.. وهذا الخيال يعطي نظرة غير النظرة الواقعية الجافة الجامدة كالنظرة الآلية والمادية للاشياء بل تتحول الى روائع فكرية وفنية ذات دلالات لا حدود لها. ولهذا نجدهما منحلقان في عالم كله فكر وخيال وجمال وابداع. ولعل من اكبر فوائد الآداب والفنون في المجتمعات المساعدة على التفكير والتعلم ولاشك ان من العناصر الاساسية في عملية التعلم هي معرفة القيم الفلسفية من جمال وخير وفضيلة وحب. وتبقى هذه القيم الراسخة لا تتغير ولا يستطيع اي كان ان يتلاعب بقدرتها وتجريدها من كل علاقة.
مشاركة :