استنكر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أمس، التدخل العسكري التركي في الموصل، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية حماية سيادة البلاد، وطالبها بعدم التسامح مع أي طرف يتجاوزها، فيما هدد الزعيم الديني مقتدى الصدر بمقاومة «الاحتلال» الجديد. وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة أمس، إن «هناك قوانين ومواثيق دولية تنظم العلاقة بين الدول، واحترام سيادة كل دولة من أوضح ما تنص عليه هذه القوانين والمواثيق الدولية». وأضاف أن «أي دولة ليس لها الحق في إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب ما لم يتم الاتفاق على ذلك معها بشكل واضح وصريح»، ودعا دول جوار العراق وكل الدول الى «احترام سيادته والامتناع عن إرسال جنود من دون اتفاق مع الحكومة». وطالب الحكومة «بعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز سيادة العراق»، وأكد ضرورة «اتباع الأساليب المناسبة لحل تلك المشاكل»، مطالباً الفعاليات السياسية «بتوحيد مواقفها تجاه تلك المشاكل». ودعا إلى «رض الصفوف في هذه الظروف العصيبة وأن تكون ردود أفعالها تجاه أي تجاوز منضبطة ووفقاً للقوانين»، وشدد على ضرورة أن «تراعى حقوق جميع المقيمين على الأراضي العراقية بصورة مشروعة وعدم انتهاكها بأي شكل من الأشكال». وكانت تركيا دعت أول من أمس رعاياها في العراق إلى مغادرة العراق وعدم السفر إلى محافظات وسط وجنوب البلاد باستثناء محافظات إقليم كردستان، وسط مخاوف من تكرار حادثة خطف عمال في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأشار الصافي إلى أن «العراق يسعى إلى تكوين أفضل العلاقات مع كل الدول والتعاون معها وهو ما يتطلب رعاية حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة»، وأكد أن «المنطقة تعيش خطر الإرهاب ولزاماً على الدول أن تنسق خطواتها للقضاء على العدو المشترك وتتفادى التسبب بأي مشاكل تضر بالهدف المهم». وعن أزمة النازحين قال إن «المعارك والسلوك الظالم للجماعات الإرهابية أفرزا نزوح الكثير من العائلات وهم يعيشون ظروفاً قاسية مع حلول فصل الشتاء وانعدام الخدمات الإنسانية والطبية»، ودعا إلى «بذل المزيد من الدعم لشباب تلك المناطق الذين حملتهم غيرتهم على حمل السلاح في وجه الإرهاب». وطالب الجهات المعنية «بالاهتمام بالنازحين خصوصاً في المناطق الصحراوية، ومتابعة وصول المساعدات التي رصدت لها موازنة خاصة»، وأكد «وجود الكثير من العائلات لم تصلها المساعدات أو وصلت بشكل غير كاف». من جهته، قال الصدر خلال خطبة الجمعة في مدينة الكوفة: «الجميع يعلم أننا قاتلنا الاحتلال الأميركي وحلفاؤه وما زلنا نقاتل والكثير كان يقف مشاهداً ما يحدث». وأضاف أن «الاحتلال التركي اليوم على الأبواب وهناك جهات تحاربه بالطرق العسكرية وغيرها»، وأكد أن «التيار الصدري يراقب ما تفعل تلك الجهات وإن لم تقم بواجبها سنتصرف بعد حين». وحمّل المرجع الديني محمد تقي المدرسي السياسيين العراقيين مسؤولية توغل القوات التركية في الأراضي العراقية، وشدد على ضرورة أن تكون الحكومة «في حجم قوة شعبها وشجاعته»، ودعا «المرجعيات الدينية الى إصدار فتاوى تحض العراقيين على تحرير أراضيهم»، مؤكداً أن تركيا «لن تستطيع إعادة أمجادها في العراق».
مشاركة :