يواجه قرار رئيس بلدية غرونوبل الفرنسية بالسماح للمسلمات بارتداء البوركيني في المسابح العامة معارضة شديدة من جانب الحكومة، إذ طالب وزير الداخلية بالتصدي قانونياً للوائح الجديدة واصفاً إياها بأنها "استفزاز غير مقبول". غيرت المدينة قواعد استخدام المسابح العامة للسماح بارتداء جميع أنواع ملابس السباحة وليس فقط ملابس السباحة التقليدية قال وزير الداخلية الفرنسي إنه سيسعى لتغيير قرار اعتمدته مدينة غرونوبل من شأنه أن يسمح للنساء بارتداء البوركيني في المسابح البلدية. ويثار جدل في فرنسا حول البوركيني الذي ترتديه بعض النساء المسلمات لتغطية كامل أجسادهن - فيما عدا الوجه - أثناء السباحة، ويرى منتقدوه أنه رمز لانتشار الاسلام المتشدد. حرية ممارسة العقيدة وكانت مدينة غرونوبل الواقعة في جبال الألب قد غيرت قواعد استخدام المسابح العامة يوم الاثنين للسماح بجميع أنواع ملابس السباحة وليس فقط ملابس السباحة التقليدية للنساء وسراويل الرجال القصيرة. ودافع إريك بيول، رئيس بلدية غرونوبل، وهو أحد أبرز السياسيين الخضر في البلاد ويقود ائتلافًا يساريًا واسعًا، عن تحرك البلدية باعتباره انتصارًا. وقال لإذاعة "آر إم سي" الإثنين "كل ما نريده هو أن يتمكن الرجال والنساء من ارتداء ما يريدون". وأكد رئيس حزب الخضر جوليان بايو بأن القرار لا علاقة له بقوانين العلمانية التي تلزم مسؤولي الدولة بالحياد في الأمور الدينية ولكنها تضمن حقوق المواطنين في ممارسة عقيدتهم بحرية. وأضاف بيول: "أريد أن تكون المرأة المسلمة قادرة على ممارسة دينها أو تغييره .. وأود أن تكون قادرة على السباحة. أريدهن أن يكن أقل عرضة لمطالبتهن بارتداء ملابس بطريقة ما أو بأخرى". معارضة حكومية شديدة لكن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمر باتخاذ إجراءات قانونية ضد المدينة لسماحها للنساء المسلمات بارتداء البوركيني في حمامات السباحة العامة، ووصف دارمانان التغيير بأنه "استفزاز غير مقبول ... يتعارض مع قيمنا"، مضيفًا أنه طالب بطعن قانوني في اللوائح الجديدة. وكتب دارمانان على موقع تويتر اليوم أنه وجه المسؤول المحلي بالتوجه إلى القضاء لمحاولة إلغاء القرار، متهماً عمدة المدينة "بالقيام باستفزاز غير مقبول يتنافي مع القيم الفرنسية". وبموجب قانون جديد لمكافحة "الانفصالية الإسلامية" أقره البرلمان عام 2021، يمكن للحكومة الطعن في القرارات التي تشتبه في أنها تقوض التقاليد العلمانية الصارمة في فرنسا والتي تهدف إلى فصل الأديان عن الدولة. وتصاعد الجدل حول ملابس السباحة مع أولى محاولات عدد من رؤساء البلديات في جنوب فرنسا لحظر البوركيني على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في صيف 2016. وألغيت القيود في النهاية لاعتبارها تمييزية. ولا يُحظر البوركيني في المسابح التي تديرها الدولة في فرنسا لأسباب دينية ولكن لأسباب تتعلق بالنظافة، في حين أن السابحين ليسوا ملزمين قانونيًا بإخفاء دينهم أثناء السباحة. الجدير بالذكر أن غرونوبل ليست أول مدينة فرنسية تغير قواعدها. إذ قامت مدينة رين في شمال غرب البلاد بهدوء بتحديث لوائح المسابح في عام 2019 للسماح بارتداء البوركيني وأنواع أخرى من ملابس السباحة. ع.ح./ف.ي. (ا ف ب، د ب ا)
مشاركة :