لفت الصربي فلاديمير ستويكوفيتش، حارس مرمى فريق الفيحاء، الأنظار، ونال إشادات واسعة من أنصار ناديه خاصة؛ ومتابعي المنافسات الكروية السعودية عامة، بعدما صنع الفارق مع فريقه العائد مجدداً إلى دوري المحترفين، وساهم في دخوله منطقة الدفء في جدول الترتيب، كما كانت بصمته الكبرى في قيادة الفيحاء إلى نهائي «كأس الملك» بعدما أقصى الاتحاد متصدر الدوري. وحافظ الحارس على شباك فريقه نظيفة أكثر من «10» مرات، مسجلاً رقماً قياسياً غير مسبوق؛ سواء في بطولة الدوري وفي الكأس، حيث ظهر مدى الفارق في المباريات التي يشارك فيها عن المباريات التي يغيب عنها، حيث تلقى الفيحاء في آخر مبارياته في الدوري 3 أهداف من الحزم صاحب المركز الأخير بغياب فلاديمير، لكن قبلها عجز مهاجمو الهلال عن زيارة شباك الفيحاء في حضوره في المباراة المؤجلة التي جمعت الفريقين بالدوري، مما يعطي مؤشراً أيضاً إلى أن الحارس لديه هيبة كبيرة أثناء وجوده في حماية شباك فريقه. وكانت له المساهمة الكبرى في وصول الفيحاء للمباراة النهائية لأغلى الكؤوس حينما وقف وحده أمام سيل الهجمات الاتحادية وحقق كبرى المفاجآت في إقصاء الاتحاد الذي يتصدر الدوري بكل قوة وكان المرشح الأقوى لبلوغ نهائي «الكأس» التي تعد أغلى البطولات الكروية بالسعودية. ويرى علاء رواس، المدرب السابق في المنتخبات السعودية ونادي الاتحاد، أن فلاديمير يملك مواصفات الحارس الكبير الذي يحدث الفارق في فريقه؛ «حيث إنه يعطي الفريق ارتياحاً كبيراً ويمكن أن يساهم بقوة في صنع المنجز». وأضاف: «صحيح أن الحارس المميز يمكن أن يقودك إلى المنجز، ولكن هناك نقطة لا يمكن تجاهلها؛ وهي مدى التفاهم الذي صنعه الحارس مع زملائه والذين كانت لهم مساهمة في أن يصل الفريق إلى النهائي». وأشار إلى أن «من شاهد المباراة التي جمعت الفيحاء في الدور نصف النهائي لبطولة كأس الملك يدرك أن فلاديمير ساهم بنسبة (90 في المائة) في الفوز من خلال التصديات للكرات الخطرة إلى درجة تقديمه مستوى خرافياً جداً بكل ما تعنية الكلمة». وعن أبرز المواصفات التي يمتاز بها فلاديمير حارساً للمرمى، قال رواس: «أعتقد أنها التركيز العالي، والحس، والخبرة، والخروج للكرات العرضية في الوقت المناسب، كما أنه يبدع حتى في التصديات داخل منطقة (الست)، وهذا من الصعب حصوله بهذا التميز الذي عليه، وكذلك التوقع العالي، ويملك كاريزما حارس له هيبة في المرمى كحال حارس الاتحاد غروهي». مشيراً إلى التألق الذي يظهر عليه الحارس في المباريات التي تقام في المجمعة مقارنة بما يقدمه في المباريات خارج أرض ناديه، وموضحاً أن هذا أمر طبيعي لأنه يعرف «كل شبر» في أرض الملعب. وحول ما يمكن أن يساهم به الحارس في نهائي كأس الملك ضد الهلال، قال رواس: «فلاديمير حارس عملاق وله قيمته، ولكن لا يمكنه أن يتحمل المباراة وحده، خصوصا أن الهلال قوي ومتمرس في البطولات، كما أن المباراة ستقام في جدة، وهذا يعني أنها ستفقد الحارس ميزة المعرفة بكل تفاصيل الملعب الذي ستقام عليه المباراة». وأكد رواس أن «الفريقين بوصولهما للنهائي الكبير نالا شرف السلام على راعي المباراة التي تحمل اسماً غالياً على الجميع؛ حيث سيتشرف الفريقان بالسلام على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا المكسب الرئيسي لكل من في الفريقين وللرياضيين بشكل عام». أما خالدين الدوسري، حارس مرمى المنتخب السعودي ونادي النهضة سابقاً، فقد عدّ أن الحارس فلاديمير «يقدم أداءً فنياً عالياً مع فريقه؛ حيث يمتاز بالحضور الذهني، والقوة البدنية، والخروج في الوقت المناسب لالتقاط الكرات أو إبعادها، وهذا النوع من الحراس مريح جداً لأي فريق». وأضاف: «يمكن أن يساهم الحارس بنسبة كبيرة في انتصارات فريقه؛ إلا إن ذلك يتطلب أيضاً قوة في الدفاع والهجوم؛ لأن الحارس يمكن أن يتصدى لكرات عديدة، لكن هل يستغل اللاعبون هذا الإبداع ويسجلون الأهداف؟ هذا حصل في المباراة الدورية الأخيرة بينهما حيث سجل المدافع سامي الخيبري هدف الفوز، لكن هذا يحدث دوماً». وزاد: «الحارس يمكن أن يبدع ويتألق، ولكن في قوة هجوم الهلال وتنوع مصادر الخطورة في الفريق، من الصعوبة أن يصمد الحارس وحيداً أمام هذا السيل، ولذا يجب ألا يحمل الحارس فلاديمير فوق طاقته»، مستذكراً أن «النهضة حقق في أحد المواسم (16) تعادلا لقوة الحراسة، ولكن في النتيجة لم تكن بقية الخطوط كما ينبغي لصنع منجز كبير». وبين أن ميزة حارس الفيحاء أنه «يثق بنفسه إلى درجة التصدي للكرات حتى داخل خط (6)، وهذا نادر جداً على مستوى الحراس في العالم». أما المدرب حمد اليامي، مدرب حراس المنتخب السعودي في تصفيات الوصول لـ«مونديال 2018» ومدرب حراس الاتفاق لهذا الموسم، فقد شدد على أن «الميزات التي يملكها حارس الفيحاء كثيرة؛ ومن أبرزها الحضور الذهني، والقدرة على التعامل مع كل الظروف، وكذلك الطول الفارع، والقدرة على التقاط الكرات العالية والعرضية». وزاد: «الحارس يمثل أحياناً نصف الفرق أو أكثر بكثير، ولكن يتوجب أن يكون لديه خط دفاع مميز أيضاً، ووسط وهجوم على قدر التطلعات، حتى تظهر النتائج على أرض الواقع، وتفيد الفريق بشكل عام، وهذا هو المطلوب في الفرق التي تملك حراساً على مستوى عال مثل الفيحاء». وأشار إلى أن الحارس «فلاديمير اسم كبير، وكان حارس منتخب بلاده في مونديال روسيا، كما أنه حرس شباك فرق كبيرة في أوروبا، وهذه الخبرات أفادته في وجوده مع الفيحاء حيث يلعب بنظام الإعارة». ولفت إلى أن «لكل حارس نقاط قوة وضعف؛ حيث إن من أهم نقاط الضعف في فلاديمير هي الكرات الأرضية بحكم تقدمه في السن، فيما يظهر إبداعه في الكرات العالية». بقيت الإشارة إلى أن فلاديمير يبلغ «38» عاماً، وهذا ما جعل مواطنه المدرب فوك رازوفيتش يجتهد كثيراً لإقناع إدارة الفيحاء بالتعاقد معه؛ بحسب المدرب نفسه، لكن الحارس أقنع الجميع وبات مطلوباً للبقاء من قبل إدارة ناديه الحالي التي تسعى من أجل تمديد إعارته من ناديه بارتيزان.
مشاركة :