لم توفق رابطة دوري المحترفين في عملية إعادة جدولة الجولات المتبقية من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عقب إيقاف النشاط الرياضي بسبب وفاة الشيخ خليفة بن زايد - يرحمه الله -، كونها لجأت للخيار الأسوأ بتمديد الموسم الرياضي لمدة شهر تقريبًا، وهو الخيار الذي ستترتب عليه مشكلات عدة، منها زيادة التزامات الأندية المادية، وإرباك استعداداتهم للموسم الجديد، بالإضافة إلى لخبطة حسابات اللاعبين الأجانب والمحليين الذين استعدوا لإجازة الصيف ورتبوا حجوزاتهم. كما ستتسبب الجدولة الجديدة في إرباك روزنامة الموسم المقبل، بالإضافة إلى أنها قد تؤثر على اللاعبين بدنيًا وفنيًا في الموسم المقبل، خصوصًا الدوليين الذين سيخوضون معسكرًا إعداديًا بداية الشهر المقبل، سيعودون بعده للعب مع أنديتهم، في الوقت الذي ينتظرهم موسم "دسم" كون منتخبنا سيستعد ويخوض خلاله مونديال قطر 2022م. وشاهدنا كيف انعكس عدم تمتع اللاعبين براحة مناسبة بين الموسمين على الثلاثي ياسر الشهراني وسالم الدوسري وسلمان الفرج الذين تم اختيارهم للعب مع منتخبنا الأولمبي في أولمبياد طوكيو، وكيف أثر ذلك على مستوياتهم وتعرضهم للإصابات بسبب الإرهاق البدني خلال المواسم الأخيرة في ظل قلة إجازاتهم مقارنة باللاعبين الآخرين. الغريب أن المسؤولين عن جدولة مباريات الدوري ضغطوا بعض المباريات وجعلوا الفيحاء والهلال يلعبان مباراتهما المؤجلة في ثاني أيام عيد الفطر، بحجة ضرورة إنهاء الموسم الرياضي قبل مايو وبالتحديد قبل معسكر منتخبنا، لكن تفاجأنا بأن الموسم زاد شهراً! مؤمن بأن ما حدث ظرف طارئ وحدث غير متوقع، لكن كان بالإمكان التعامل مع الوضع بصورة أفضل تضمن انتهاء الموسم في موعده، ولكن ذلك على حساب أيام الراحة التي يتمتع بها اللاعبون بين المباراة والأخرى. أما الدرس الذي يجب أن يستفيد منه المسؤولون في اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين، هو عدم إضاعة أيام الموسم الرياضي في توقفات بالإمكان تجنبها، فعلى سبيل المثال لو سلم دورينا من فترة التوقف خلال كأس العرب الذي شاركنا فيه بالمنتخب الأولمبي لوجدنا فترة كافية لإنهائه في وقت مناسب، خصوصًا أن البطولة خارج أيام فيفا، والأندية غير ملزمة بإرسال لاعبيها للمشاركة مع منتخباتهم! نقطة مهمة يجب أن تأخذها الأندية بعين الاعتبار، وهي أنها مطالبة بالعمل للموسم الجديد من وقت باكر بالتعاقد مع المدربين واللاعبين، وأن تستوعب بأن تمديد هذا الموسم جعل فترة الإعداد أقل من المعتاد، أقول ذلك حتى لا تتفاجأ الأندية بقصر المدة، وتبدأ معسكراتها من دون مدربين أو قبل اكتمال العناصر الجديدة، عندها يبدأ سيناريو حاجتهم لجولات كثيرة حتى يتأقلموا مع الفريق!