جاء في الأخبار أن العلماء نجحوا في إعادة الحياة لزهور كانت مطمورة تحت التراب طيلة (30) ألف عام، فهل يستطيع العلماء بعد ذلك أن يعيدوا الحياة للإنسان المتوفى منذ آلاف الأعوام؟! إنني أشك في ذلك، فالله وحده سبحانه هو الذي يستطيع أن يحيي العظام وهي رميم. *** «ليس الموت وصفة لمرض واحد، إنه وصفة لجميع الأمراض». أعتذر لأنني (صبحتكم) اليوم بالموت، وأنتم تتهافتون على الحياة، ولكن اسمعوها مني ثم انسوها، الموت يا سادتي هو آخر الموانئ التي نرسو عليها، وأطمئنكم من الآن وأقول لكم: إنه مريح وآمن جدًا، ولقد جربته عدة مرات، حتى لو أنني لم أدفن بعد. *** ذهبت لزيارة قريب لي، وأتاني ابنه ذو الأربعة أعوام يسلم عليّ، ولفت نظري بأناقته وفصاحته وذكائه، فاستلطفته وأخذت أتحدث معه بعض الشيء، وتذكرت من حينها أن (بسة) – أي قطة - في منزلي قد ولدت قبل شهر أربعة من الصغار، فخطر على بالي أن أهديه واحدًا منها، فسألته: هل تحب (البساس)؟ قال: نعم أحبها، ولكن أمي تكره البساس، ولا تسمح بدخولها للمنزل. واستغللتها فرصة وعدت أسأله بخبث: وماذا عن أبيك؟! فقال: لا.. إنها تسمح بدخوله طبعًا. عندها ضحكت وقد ازداد إعجابي به، فيما ظهر الامتعاض على وجه والده، وكأن لسان حاله يقول لي: بلاش تستغل سذاجة الولد وبراءته. *** هناك إحصائية قد تغضب الكثير من الرجال وأنا من أولهم، والشاهد على ذلك أنني أكتب الآن هذه الكلمات المتخلفة وأنا في قمة غضبي، وتؤكد تلك الإحصائية المشؤومة والموثقة كذلك، مع الأسف، أن (85 في المائة) من الرجال هم كذابون (بنمرة واستمارة)، فهم يجدون في الكذب سلاحًا قويًا ومصدرًا لفرض الذات، وأن النساء يستمعن وهن كالقطط الحديثات الولادة مغمضات العيون ومصدقات لكل ما يقوله لهنّ الرجال، لأنهن حريصات على إقامة علاقات ملتزمة. وجاء فيها: أن أكثر الكذب انتشارًا لدى الرجال هي الكلمات أو العبارات التالية حسب الترتيب: 1– أحبك. 2- أنتِ الوحيدة في حياتي. 3- لم أشعر مع إنسانة أخرى كما أشعر معك. 4- عيناك أجمل عيون في الدنيا. 5- لست متزوجًا. 6- آسف تركت محفظة نقودي في المنزل. 7- يجب أن تصدقي أن ما أقوله لك صحيح. 8- مكثت في المكتب حتى ساعة متأخرة من الليل. إن كلامي هذا الذي أوردته من (غُلبي) دون أن يرف لي رمش هو ما يجللني بالعار ويقذف بوجهي مقولة: وشهد شاهد من أهله. ولكن تظل هناك حقيقة لا يمكن إغفالها وهي: أن أروع ما في الحب أكذبه وأصدقه في آن واحد.