أثارت صور على مواقع التواصل الاجتماعي للزي الثاني لنادي نيوكاسل الإنجليزي، بألوان قميص منتخب السعودية الأبيض والأخضر جدلا واسعا وهجمة شرسة من الإعلام الغربي على المملكة. وقالت مصادر إعلامية إن رئيس مجلس إدارة نيوكاسل ياسر الرميان، مدير صندوق الاستثمار السعودي العام، المالك الأكبر لأسهم النادي الإنجليزي وافق على الزي الجديد. ويحق لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز رفض الموافقة على الزي الثاني إن كان فقط شبيها جدا بزيه الأول. وتظهر الصور المتداولة قمصانا بيضاء تحمل شعار نيوكاسل بأكمام وياقة خضراء اللون، ما جعلها تشبه إلى حدّ كبير قميص المنتخب السعودي. ورغم أن الفريق الإنجليزي سيحتفظ بقمصانه التقليدية ذات اللونين الأبيض والأسود كزي أساسي، إلا أن صحفا بريطانية أفادت بأن الفريق سيعتمد الزي الأبيض المخطط باللون الأخضر، خلال المباريات التي سيخوضها خارج ملعبه. ولم يسبق لفريق نيوكاسل الذي ينافس في الدوري الإنكليزي الممتاز، أن ارتدى قمصانا بهذا اللون. وكان صندوق الاستثمار السعودي، الذي يرأسه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعلن في أكتوبر الماضي الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد بصفقة بلغت قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني (370 مليون دولار). وأثارت الصفقة حينها هجمة شرسة على السعودية وولي عهدها في الإعلام الغربي. ولم تعد كرة القدم مجرد رياضة شعبية، بالنسبة إلى العديد من الدول التي سعت مؤخرا إلى الاستثمار في هذا المجال عبر التعاقد مع نجوم عالميين أو شراء أندية مرقومة. وقد استثمرت السعودية في “الدبلوماسية الرياضية” من خلال رعايتها منافسات وأندية رياضية محلية ودولية عديدة. واحتفى آخرون بـ”نجاح القوة الناعمة السعودية في الترويج لصورة جديدة للمملكة”. ويُعد الاستحواذ على نيوكاسل يونايتد أحد أكبر الاستثمارات التي أحرزتها السعودية في هذا المجال. وسيلاحظ المتابع للشأن الرياضي والترفيهي أن خطوات السعودية جاءت متأخرة مقارنة بدول الجوار، خاصة قطر. واستنفرت صور الزي الجديد للنادي الإعلام الغربي وهو ما أثار جدلا في أوساط المغردين السعوديين الذين قالوا إن “بلادهم هي المستهدفة” من وراء الحملات الإعلامية المغرضة. ونقلت صحفية “الغارديان” عن رئيس حملات المملكة المتحدة في منظمة العفو الدولية جاكنز فيليكس، انتقاداته لاستخدام المال السعودي في الرياضة. ◙ كرة القدم لم تعد مجرد رياضة شعبية بالنسبة إلى العديد من الدول التي سعت مؤخرا إلى الاستثمار في هذا المجال ◙ كرة القدم لم تعد مجرد رياضة شعبية بالنسبة إلى العديد من الدول التي سعت مؤخرا إلى الاستثمار في هذا المجال وعلق أليكس هيرست محرر “ترو فيث” صحيفة مشجعي نيوكاسل “هذا متوقع ولا مشكلة لديّ، زي الفريق في معقله لن يتغير وهذا المهم. سأكون منافقا إن رحبت باستثمارات المالكين الجدد”. من جهته قال موقع “نوثينغ بات نيوكاسل”، “هناك دلائل واضحة بأن النظام السعودي يستخدم نيوكاسل لتلميع صورته”. فيما اعتبر موقع “إي.نيوز” الإخباري أن “نادي نيوكاسل جلب لنفسه المزيد من الأسئلة حول سجل حقوق الإنسان المتهم بها النظام السعودي، لأن النادي سمح لنفسه أن يكون لوحة إعلانية للمملكة، بعد أن وافق على ألوان قميصه الجديد”. كما أكد موقع “ذي ماغ”، أن “ألوان قميص نيوكاسل الجديدة دليل جديد للغسيل الرياضي المشين الذي تقوم به السعودية”، مشيرا إلى الهجوم الساحق من وسائل الإعلام على هذا التغيير. وقالت صحيفة “دايلي ميل” إنه “يجب أن يخجل نيوكاسل من مطالبة لاعبيه ومشجعيه بارتداء القميص الأخضر والأبيض، والذي يشبه إلى حد كبير قميص أحد أكثر الأنظمة القمعية والوحشية والعدائية في العالم. قد يكون نيوكاسل أحد أغنى الأندية، لكن خسائره تتزايد”. وأثار الهجوم الجديد الواسع على السعودية نقاشات بين المغردين السعوديين، الذين انتقدوا ازدواجية الإعلام الغربي في تغطية الشأن السعودي. واعتبر حساب: وكتب معلق: Fawazgraph@ إعلام نيوكاسل يستفز إعلام الخصوم بعد إعلان مبدئي للطقم الثالث للفريق باللون الأخضر والأبيض. إعلام الخصوم هم ليسوا أعداء نيوكاسل هم أعداء السعودية. واعتبرت معلقة: ويعتبر مراقبون إعلاميون أن “حملات الإعلام الغربي اليوم على المملكة ليست مؤقتة ولا تستهدف كسب صفقة تجاريّة أو تعديل موقف سياسي”. وقال الباحث السعودي في قضايا الإعلام والسياسة الدولية فايز الشهري في مقال في صحيفة “الرياض” المحلية “الواضح أن معظم هذه التعبئة الثقافيّة والروحيّة ضدنا هي في واقعها مشروع يستهدف الروح والمستقبل. وهي حملات ممنهجة ربما تحتاج من جهتنا إلى مبادرات ضخمة تتجاوز بنادول شركات العلاقات العامة وتكون أصدق قراءة لما وراء وعود وابتسامات السياسيين الغربيين أمام الكاميرات”. واعتبر الكاتب والباحث السعودي اعلي الشهابي، أن “خطأ كبيرا ترتكبه السعودية لتحسين صورتها لدى الرأي العام الغربي خصوصا بعد التغيرات والتطورات التي طرأت عليها خلال السنوات الأخيرة هو في الاعتماد على الإعلام التقليدي وليس الإعلام الترفيهي”، وهو الأمر الذي انتبهت إليه السعودية مؤخرا.
مشاركة :