الكوريتان تجريان محادثات رفيعة المستوى لإزالة التوترات

  • 12/12/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

التقت الكوريتان أمس لإجراء محادثات على مستوى رفيع، تهدف إلى تعزيز اتفاق سمح في أغسطس (آب) الماضي بتخفيف التوتر الذي كان يهدد بنشوب نزاع مسلح بين البلدين. وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي هوانغ بو - جي، وهو يصافح نظيره الشمالي جون جونغ – سو: «لنقم بخطوة أولى أساسية لتمهيد الطريق من أجل إعادة التوحيد، وآمل أن تتم تسوية القضايا العالقة الواحدة تلو الأخرى». لكن لم تستغرق الجلسة الافتتاحية أكثر من ثلاثين دقيقة، أجرى الوفدان بعدها مشاورات مع حكومتيهما قبل استئناف المحادثات في المساء. من جهته، قال جون إن المحادثات التي استمرت في الماضي لأوقات متأخرة وحتى لأيام، تشكل فرصة لتجاوز عقود من عدم الثقة والمواجهة، مضيفا: «لنسقط الحواجز ونردم الفجوة ونبني طريقا جديدا معا». ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن رئيس الوفد الكوري الشمالي، نائب مدير مكتب سكرتارية لجنة السلام والوحدة الوطنية جون جونج سو قوله في خطابه خلال جلسة المحادثات إنه «يجب أن نبذل جهودنا لقدوم فصل الربيع الدافئ، على الرغم من أننا في فصل الشتاء البارد، بمناسبة تجمعنا بعد فترة طويلة». وبدوره رد رئيس الوفد الكوري الجنوبي، نائب وزير الوحدة هوانج بوكي: «نحن في مستهل محادثات حكومية، ومن المهم أن نخطو أول خطوة بصورة جيدة لنفتح طريقا واسعا لتحقيق الوحدة بفضل خطواتنا الصحيحة». ويعتبر المحللون أن نتيجة إيجابية للقاء ستكون اتفاق الطرفين على مواصلة الحوار، فيما يرى آخرون أن النتيجة هذه المرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الطريق الذي ستسلكه العلاقات بين الكوريتين العام المقبل. لكن المسألة الأكثر حساسية بين الدولتين هي قضية برنامج التسلح النووي لبيونغ يانغ. وفي هذا الصدد، قال كيم كيون - شيك، الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إن «نزع السلاح النووي للشمال يجب أن يعد الهدف الأخير للحوار بين الكوريتين، وليس شرطا مسبقا». ورغم أنه لم يوضع برنامج عمل لمفاوضات أمس، لكن بيونغ يانغ تأمل في استئناف الرحلات المنظمة للكوريين الجنوبيين إلى منتجعها الجبلي كومغانغ، بعد أن علقت هذه الرحلات، التي تعد مصدرًا أساسيًا للعملات الصعبة في 2008 بعد مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص أطلقه جندي كوري شمالي، إثر دخولها إلى المنطقة العسكرية المحظورة في نزهة. ومن جهتها، تريد سيول أن يقبل الشمال بعقد لقاءات منتظمة للعائلات، التي فرقها النزاع الذي كرس تقسيم شبه الجزيرة الكورية، حيث لا تستطيع سوى قلة قليلة المشاركة في هذه اللقاءات، رغم لائحة انتظار طويلة للكوريين الجنوبيين. وكان البلدان اللذان لا يزالان في حالة حرب تقنيا، لأنهما وقعا اتفاق هدنة بعد النزاع بينهما (1950 - 1953)، اتفقا على تنظيم محادثات على مستوى رفيع. لكن بيونغ يانغ تراجعت في اللحظة الأخيرة بسبب مسائل بروتوكولية. وتأتي هذه محادثات، أمس، بينما واجهت كوريا الشمالية، أول من أمس، انتقادات حادة في مجلس الأمن الدولي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في جلسة عقدت للسنة الثانية على التوالي في هذا الشأن، حيث أكد زيد بن رعد الحسين رئيس المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في بداية الاجتماع أن «ملايين الأشخاص ما زالوا يرون حقوقهم الأساسية ترفض في هذا البلد الشيوعي».

مشاركة :