بينما يعمل الأطباء على مساعدة نحو 280 مليون نسمة مصابين بالاكتئاب حول العالم، يُبرِز العرض المسرحي التفاعلي (كل حاجة حلوة) دور الفن الفعال في التوعية بالصحة النفسية ومحاربة كل ما تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن الاضطرابات النفسية المؤدية للانتحار. المسرحية من إخراج أحمد العطار من مصر وبطولة الممثلة ناندا محمد من سوريا وإنتاج شركة المشرق للإنتاج بدعم من المجمع الثقافي في أبوظبي والملتقى العربي للفنون المعاصرة وصندوق دعم الفنون العربية في باريس. ويتتبع العرض قصة طفلة تكتشف لأول مرة وهي في السابعة من العمر أن أمها مصابة بالاكتئاب فتحاول ببراءة الطفولة مساعدتها من خلال كتابة قائمة تضم كل شيء مبهج يستحق الحياة مثل الأيس كريم والقطط اللطيفة والأغاني الراقصة ونور الشمس وغيرها الكثير والكثير. تكبر البطلة وتصبح فتاة جامعية وتكبر معها قائمتها الطويلة من الأشياء الممتعة لتصبح بالمئات، وتحرص على مشاركة قائمتها مع الأم لكن يبدو أن هذا غير كاف لإعادة مريضة الاكتئاب إلى الحياة الطبيعية فتحاول الانتحار ثانية. رغم فكرته الإنسانية العميقة يعتمد العرض على أداء ممثل واحد دون ديكور أو إضاءة باستثناء بعض الإكسسوارات البسيطة تقابل البطلة فتى أحلامها في الجامعة ويتفقان على الزواج، وبعد أن يصبح لها بيتها وحياتها تطفو على السطح تراكمات مع ما عانته في صغرها من إهمال بسبب حالة الأم التي ربما تكون قد ورّثت حالتها النفسية إلى الابنة بشكل أو بآخر. تنفصل البطلة عن زوجها بعدما تصاب حياتها بالرتابة والجمود وتتوقف عن استكمال قائمة البهجة، ثم تأتي المفاجأة بموت الأم في ثالث محاولة للانتحار، وحينها تكتشف الابنة أنها في حاجة حقيقية إلى الدعم النفسي والعلاج. وبرغم فكرته الإنسانية العميقة يعتمد العرض على أداء ممثل واحد دون ديكور أو إضاءة باستثناء بعض الإكسسوارات البسيطة والموسيقى التي تلعب دورا سحريا في التعبير عن مشاعر البطلة وتطور الأحداث بمزيج من الأغاني القديمة والحديثة. وربما أكثر ما قد يجذب المشاهد لحضور هذا العرض هو احتمال تحوله في أي لحظة إلى مشارك في الأحداث، إذ تُشرك البطلة بعضا من الحضور في أداء شخصيات مثل الأب والطبيب والحبيب.
مشاركة :