أعلام من بيش .. السيد الشريف مروعي هملان يرحمه الله

  • 5/17/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السيد الشريف الشيخ مروعي بن يحيى هملان الفليتي يرحمه الله ماذا أكتب ؟! وماذا أقول ؟! قلم يتقازم في حضرة عملاق !! هل هناك من يصل إلى المشتري أو زحل ؟ كلا وألف كلا !! لكن هو وصل لأبعد منهما شهرة ومكانة !! رجل حباه الله بالمحاسن والجمال الإنساني والأخلاق من منبت شعر رأسه حتى أخمص القدمين !! . كل الناس تذكره بخير وكل الناس تشهد بكرمه وشجاعته ومكانته . هو معروف لدى الجميع .. لكل سكان المملكة العربية السعودية وليس بيش فقط ! في عام ١٤٠١هـ كنت أدرس في الصف الثالث الثانوي .. وكنت مشاركا في فرقة الكشافة بمدرسة بيش الثانوية وفِي عطلة الربيع اختارتني إدارة تعليم جازان أن أسافر مع فرقة كشافة منطقة جازان لمسابقة رياضية في منطقة الأفلاج .. مدينة ليلى حبيبة قيس هناك !! ذهبت ووصلنا أنا وزملائي بعد جهد وتعب إلى الأفلاج ، وقد مررنا بعدة مدن وبقي في الذاكرة منها الخرج وحوطة بني تميم .. عندما وصلنا للأفلاج دخلنا معسكر في ملعب الإدارة التعليمية وبه كثير من الخيام لجميع مناطق المملكة .. كنّا أبناء منطقة جازان صغار في الأجسام لكن العقول والههم أكبر من مجرة درب التبانة .. هزمنا كل من قابلنا واحتلينا المركز الثاني بفارق نقطة عن المنطقة الشرقية ومعظم قادة المعسكر من المنطقة الشرقية. إن لعبنا ورقصنا جنناهم وإن جرينا ما لحقوا بنا وإن دخلنا الترجمة في اللغة الإنجليزية صمتناهم . كان العسكري واقف بجنب العقلة هو ومعلم رياضة يساعدون من لا يستطيع القفز .. وجئت أنا وزميل يدعى يحيى بصلي من محلية ونحن أصغر وأقصر متسابقين فأراد العسكري مساعدتي وزميلي فقفزنا وأمسكنا بالعقلة وبدل خمسة هبنا لهم ستة ، قال العسكري : وش يأكلون الجيازنة ؟ نزلت أنا وحسن صديق من السلامة العليا في الشوط الثاني وفريقنا جازان مهزوم من بيشة ٠/٣ فغيرنا النتيجة وانتهت ٣/٤ سجل حسن ٣ وأنا ١ . الأهم من كل ما ذكرت نزلنا للمدينة السوق وغيره فمرينا مكان نغلف بطاقاتنا ونتصور أيضا وكان في نفس المكان رجل كبير في السن ، ومن كلامنا وأصواتنا أنكرنا فقال : يا شباب من أين أنتم ؟ قلنا بصوت واحد : من جازان !! قال فيه أحد من بيش ؟ قلت : أنا ؟ قال : تعرف الشيخ قاسم عكفي والشيخ مروعي هملان ؟ قلت : الشيخ مروعي جدي والشيخ قاسم قد مات ! قال : ومن شيخ بيش اليوم ؟ قلت : الشيخ جابر بن محمد عكفي حفيد الشيخ قاسم ! قال : والشيخ مروعي ، قلت : حي والحمد لله ! قال : هو جدك أبو أبوك أو أمك ؟ قلت : أنا مرة أقول له يا جد ومرة أقول له يا عم وهو أخو زوج خالتي ! قال : شباب كلكم عشاكم عندي لأنكم من جماعة الشيخ مروعي هملان والشيخ قاسم عكفي !! ونعتذر ونترجاه لأننا معنا نصف ساعة فقط ولو تأخرنا يطردونا من المعسكر وبعدين إدارة التعليم تعاقبنا ونترجاه حتى سمح لنا . كنت أقصرهم فصرت أطولهم بعد مديح ذلك الرجل للشيخ مروعي هملان والشيخ قاسم عكفي يرحمهم الله .. فالشيخ مروعي مهما كتبت عنه لن أوفيه حقه ومكانته يرحمه الله . كتب الأستاذ الأديب الشاعر محمد السيد بن علي النعمي ، عن الشيخ مروعي : ” الشيخ مروعي بن يحيى هملان يرحمه الله ولد الشيخ الشريف مروعي بن بحيى هملان عام ١٣٣٦هـ ، بقرية مسلية ونشأ في أسرته الهاشمية نشأة كريمة قوامها الشجاعة والكرم والإقدام .. رجل شجاع كريم مضياف لايرد سائلا ، وقد حفظ تاريخ بيش رواية عن والده ومن عاصره وحفظ تاريخ معظم قبائل المنطقة بفضل ما رزقه الله من ذاكرة حافظة . عين مراقبا في مدارس القرعاوي ثم تولى مشيخة مسلية ، من عام ١٣٦٨هـ إلى ١٣٨٥هـ . وكان صارما ومنصفا لا تأخذه في الله لومة لائم. وقد عينه الأمير تركي بن أحمد السديري خوي بالإمارة واختاره وكيلا له على أراضيه ببيش وفي عام١٣٦٨هـ شارك ضمن الجيش السعودي في حملة الجيش على المخالفين من بعض القبائل . كما شارك في عام ١٣٧٥هـ وكان على رأس قبائل بيش المشاركين في الحملة نيابة عن أخيه الشيخ حسن بن قاسم عكفي ، أيضا ضد المناوئين للحكومة في تلك القبائل . والشيخ مروعي يرحمه كان معروفا بجاهه ووساطته في قضايا الدم وإصلاح ذات البين وفصل النزاعات بين القبائل . كان عارفا بعادات وسلوم القبائل وحجة في حفظ الأنساب ، وراوية ثبت لتاريخ بيش وأيامها وتاريخ معظم القبائل في جازان وعسير حافظا للشعر والزوامل ، الأدلاع والمناسبات التي قيلت فيها .. تفرغ في سنواته الاخيرة للعبادة صائما قائما متهجدا وللإصلاح بين الفرقاء والشفاعات الحسنة . الشيخ مروعي بالنسبة لبيش كأبوالهول لمصر من حيث العراقة والشموخ والتاريخ أصالة ضاربة في التاريخ وتاريخ يمشي على قدمين . توفي رحمه الله في يوم ١٤٣٧/١/١٨ هـ . وحضر تشييعه والصلاة عليه ودفنه جمع عفير لم يُر مثله من قبل . رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة سكنه ومأواه .

مشاركة :