على الرغم من كافة التهديدات و التلميحات الروسية ، تقدمت فنلندا والسويد، اليوم الأربعاء، بطلبين رسميين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في مقر الحلف، لتبدأ بذلك عملية انضمام من المتوقع أن تستغرق بضعة أسابيع فقط. في حين رحب الأمين العام، ينس ستولتنبرغ، بتلك الخطوة، مشدداً على أن هناك إجماعاً لدى الدول الأعضاء في الناتو على توسيع الحلف الدفاعي. قد يستغرق عاماً فيما أكد دبلوماسيون مطلعون بحسب رويترز أن تصديق جميع برلمانات الدول الأعضاء وعددها 30 قد يستغرق ما يصل إلى عام. وكانت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون، أوضحت أمس الثلاثاء أن البلدين سيقدمان طلبيهما اليوم، على الرغم من الاعتراض التركي والروسي على السواء، متخليتين بذلك عن سياسة الحياد الطويلة الأمد التي اتبعتاها على مدى عقود، جراء المخاوف التي أثارتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والقلق من نوايا موسكو الأوسع. يشار إلى أن توسيع الحلف يتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين وبينها تركيا، التي أعلنت مؤخراً رفضها انضمام هلسنكي واستوكهولم، على الرغم من حصول محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع. فيما يثير هذا التوسع حفيظة الكرملين، ويشكل مصدر قلق وريبة لروسيا، التي أعلنت مراراً رفضها توسع الحلف الذي تعتبره رأس حربة ضدها في الصراع الدائر منذ 24 فبراير الماضي مع الغرب، جراء العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية. لاسيما أن انضمام فنلندا سيوسع الحدود المشتركة بين الحلف وروسيا من حوالي 440 ميلاً (708 كلم) إلى أكثر من 1200 (1931 كلم). يذكر أن تلك الخطوة كانت تعمقت في كل من فنلندا والسويد جراء الدخول الروسي إلى أوكرانيا، بالتزامن مع ارتفاع التأييد الشعبي لها في البلدين خلال الأشهر الماضية.