لا تزال تداعيات انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي مستمرة. فبعد الترحيب الألماني، والرفض التركي، أصدر البيت الأبيض الأربعاء، بيانا جاء فيه أن الرئيس الأميركي جو بايدن يرحب ويدعم بقوة ما اعتبرهما الترشيحين التاريخيين لفنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. متأهبون لأي تهديد وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل مع البلدين من أجل التأهب لأي تهديد للأمن المشترك ومواجهة أي اعتداء أو تهديد بالعدوان، في إشارة منه إلى التهديدات الروسية، وذلك بينما يجري الحلف النظر في الطلب. كما نقل البيت الأبيض عن الرئيس قوله، إن هذه الخطوة ستعزز استراتيجية الحلف الدفاعية، مشدداً على أن إدارته تتطلّع للعمل مع الكونغرس والحلفاء في الحلف لإنجاز بسرعة. واعتبر أن حلف الناتو يبقى الضامن الأهم لأمن مليار شخص في أوروبا وأميركا الشمالية، بحسب قوله. عواقب روسية في سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده ستواصل أنشطتها العسكرية في بحر البلطيق، وذلك بعد انسحاب روسيا من تلك المنطقة. وكانت موسكو حذرت من أنها سترد في الحال على نشر الحلف الدفاعي لأي سلاح هجومي أو قوات في البلدين الأوروبيين الشماليين. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، أن ردّ بلادها على قرار فنلندا الانضمام إلى عضوية الناتو سيكون "مفاجأة". كما نبه النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف، من أن تحرك دول الشمال الأوروبي قد يدمر قنوات التفاعل الإقليمي مما يزيد من تفاقم الوضع، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" للأنباء. وأكد أن رد فعل بلاده سيعتمد إلى حد كبير على "العواقب الحقيقية" لهذا الانضمام، بما في ذلك نشر القواعد العسكرية وأنظمة أسلحة هجومية على أراضيها. توتر دول البلطيق وحذر من أن هذا التوسع "قد يدمر قنوات التفاعل الإقليمي بين دول بحر البلطيق ومجلس القطب الشمالي، ما يزيد من تفاقم الوضع في منطقة كانت مستقرة سابقًا". إلى ذلك، أوضح أن السفيرة السويدية مالينا مارد أخطرت بلاده بقرار استوكهولم الانضمام إلى الناتو، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" للأنباء. أتت تلك التصريحات بعد أن تقدمت رسميا كل من فنلندا والسويد في وقت سابق اليوم، بطلب الانضمام إلى الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ. موسكو قلقلة ولعل هذا التوسع في الشمال الأوروبي، يثير حفيظة الكرملين، ويشكل مصدر قلق وريبة لموسكو التي أعلنت مراراً رفضها تمدد هذا الحلف الذي باتت تعتبره رأس حربة ضدها في الصراع الدائر منذ 24 فبراير الماضي مع الغرب، جراء العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية. كذلك كررت تركيا موقفها الرافض للانضمام، حتى أن المندوب التركي عطّل نقاشات المجلس حول هذه المسألة. كما منعت أنقرة البحث في طلبي البلدين الأوروبيين، بعد أن تقدما به إلى أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف ببروكسل، عقب عزم الأخير مناقشته هذا الملف. زمن المتوقع أن يوسّع انضمام فنلندا الحدود المشتركة بين الناتو والأراضي الروسية من حوالي 440 ميلاً (708 كلم) إلى أكثر من 1200 (1931 كلم). وتأتي تلك الخطوة التي تعمقت في كل من فنلندا والسويد جراء الدخول الروسي إلى أوكرانيا، بالتزامن مع ارتفاع التأييد الشعبي لها في البلدين خلال الأشهر الماضية. في حين يتطلب توسيع الحلف يتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين ومن بينها تركيا التي لا يبدو أنها ستلين قريباً، على الرغم من تأكيدات ألمانية وأميركية على السواء بأن هذا الانضمام لن يواجه عقبات، وسيمر بشكل سلس.
مشاركة :