ظاهرة التغير المناخي وانعكاساتها الصحية المحتملة

  • 5/19/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬أرسل‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الأخوة‭ ‬صورة‭ ‬لجدار‭ ‬منزله‭ ‬الخارجي‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬أُنشئت‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬برية‭ ‬وصحراوية،‭ ‬وكانت‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬والبعيدة‭ ‬عن‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأنشطة‭ ‬العمرانية‭ ‬السكنية‭. ‬فهذه‭ ‬الصورة‭ ‬كانت‭ ‬تُريني‭ ‬مشهداً‭ ‬غريباً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتقدم‭ ‬منظراً‭ ‬نادراً‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭. ‬ فهذه‭ ‬الصورة‭ ‬حتى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬منظراً‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬وغير‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬وفي‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬كنتُ‭ ‬أظن‭ ‬أنها‭ ‬تبين‭ ‬بقعاً‭ ‬سوداء‭ ‬قاتمة‭ ‬اللون‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬المنزل،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬الصورة،‭ ‬والنظر‭ ‬إليها‭ ‬بتفحص‭ ‬أكثر‭ ‬وعن‭ ‬قرب،‭ ‬تأكد‭ ‬لي‭ ‬أنها‭ ‬مجموعة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثين‭ ‬من‭ ‬الخفافيش‭ ‬الداكنة‭ ‬اللون‭ ‬التي‭ ‬التصقت‭ ‬بجدار‭ ‬البيت،‭ ‬وعلَّقت‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬سطحه‭. ‬ ‮ ‬فهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الجديدة‭ ‬علينا،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتُها‭ ‬لكم‭ ‬قد‭ ‬يعتبرها‭ ‬البعض‭ ‬بسيطة‭ ‬وسطحية‭ ‬في‭ ‬ظاهرها،‭ ‬ولا‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نتناولها‭ ‬ونتحدث‭ ‬عنها،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬دراسة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬والولوج‭ ‬في‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وأبعادها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهي‭ ‬وجود‭ ‬الخفافيش‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬سكنية‭ ‬مأهولة‭ ‬بالناس،‭ ‬وجدتُها‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬يمكن‭ ‬مشاهدتها‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ولكن‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬صورها‭ ‬ومشاهدها‭ ‬من‭ ‬بلدٍ‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬انكشاف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ومثيلاتها‭ ‬قد‭ ‬سببت‭ ‬للبشرية‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬وحالياً‭ ‬كُربات‭ ‬بيئية‭ ‬وصحية‭ ‬عقيمة،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬نزل‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء،‭ ‬والتهم‭ ‬في‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬أرواح‭ ‬قرابة‭ ‬14‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2022‭.‬ فكما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬عند‭ ‬العلماء‭ ‬بأن‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شبرٍ‭ ‬من‭ ‬كوكبنا‭ ‬قد‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬انتقال‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬الخفاش‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬إما‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬للخفاش‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬جسمه‭ ‬مخزناً‭ ‬هائلاً‭ ‬لأنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الفيروسات‭ ‬التي‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬وإما‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حيوان‭ ‬آخر‭ ‬وسيط‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الفيروسات‭ ‬المرضية‭ ‬القاتلة‭. ‬ ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يتعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬للخفاش‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬هادئة‭ ‬ونائية‭ ‬وبعيدة‭ ‬عن‭ ‬تحركات‭ ‬البشر‭ ‬وأنشطته‭ ‬التنموية،‭ ‬مثل‭ ‬الكهوف‭ ‬المظلمة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأشجار‭ ‬العالية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأسطح‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬البشر‭ ‬عادة؟ أكدت‭ ‬الأبحاث‭ ‬الميدانية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬طرق‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬الخفاش‭ ‬للبشر،‭ ‬ومنها‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬المقال‭. ‬ففي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬يتوغل‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬بيئة‭ ‬الخفافيش‭ ‬البعيدة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة‭ ‬لا‭ ‬تفاعل‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬بني‭ ‬البشر،‭ ‬وتفصل‭ ‬بينهما‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬نسبياً،‭ ‬فيغزو‭ ‬الإنسان‭ ‬هذه‭ ‬البيئات‭ ‬الفطرية‭ ‬النائية‭ ‬ويستبيح‭ ‬حرماتها،‭ ‬ويُقرِّب‭ ‬المسافات‭ ‬بينها،‭ ‬فيُحدث‭ ‬تغيراً‭ ‬جذرياً‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬استخدام‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البيئات،‭ ‬ويُشكل‭ ‬خللاً‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬العام،‭ ‬مثل‭ ‬بناء‭ ‬منشآت‭ ‬تنموية‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬صناعية،‭ ‬أو‭ ‬ترفيهية،‭ ‬أو‭ ‬مجمعات‭ ‬سكنية،‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬الطرق‭ ‬والجسور‭. ‬وهنا‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬الخلل‭ ‬وتفقد‭ ‬البيئة‭ ‬توازنها‭ ‬الدقيق‭ ‬والهش،‭ ‬فيحدث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬فيه‭ ‬والمضر‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬والخفافيش،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروسات‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬هذه‭ ‬الخفافيش‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬مباشرة‭. ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬للخفافيش‭ ‬أن‭ ‬تتفاعل‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬مع‭ ‬الحيوانات‭ ‬المستأنسة‭ ‬مثل‭ ‬القطط،‭ ‬والكلاب،‭ ‬وغيرهما‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬الإنسان،‭ ‬فتحمل‭ ‬الفيروسات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخفافيش‭ ‬وتنقلها‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬فيصاب‭ ‬بأمراض‭ ‬وأوبئة‭ ‬حسب‭ ‬نوعية‭ ‬الفيروس‭ ‬وخطورته‭ ‬وقوته‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬العدوى‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬البشر‭. ‬ كذلك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬يذهب‭ ‬العلماء‭ ‬والباحثون‭ ‬عمداً‭ ‬إلى‭ ‬بيئات‭ ‬الخفافيش‭ ‬بهدف‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬ميدانية‭ ‬وفي‭ ‬مواقعها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬أخذ‭ ‬عينات‭ ‬منها‭ ‬للتعرف‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬الفيروسات‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬هذه‭ ‬الخفافيش‭ ‬والأسقام‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تصيب‭ ‬الإنسان‭ ‬عند‭ ‬انتقال‭ ‬هذه‭ ‬الفيروسات‭ ‬إلى‭ ‬جسمه،‭ ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬أخطاء‭ ‬وهفوات‭ ‬ميدانية‭ ‬عند‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث،‭ ‬فيتعرض‭ ‬العالم‭ ‬لعضة‭ ‬الخفافيش،‭ ‬فتنتقل‭ ‬إليه‭ ‬الفيروسات،‭ ‬ثم‭ ‬يُعدي‭ ‬الآخرين‭ ‬بها‭. ‬ ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الخفافيش،‭ ‬والحيوانات‭ ‬والطيور‭ ‬الأخرى‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬قد‭ ‬تهاجر،‭ ‬أو‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬بيئاتٍ‭ ‬ومناطق‭ ‬جديدة‭ ‬عند‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬الآن،‭ ‬ما‭ ‬يضطرها‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بيئات‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬برودة،‭ ‬وأشد‭ ‬ملاءمة‭ ‬لحياتها‭ ‬والظروف‭ ‬المناخية‭ ‬والغذائية‭ ‬والمعيشية‭ ‬فيها‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬السابقة‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬أيضاً‭ ‬تحدث‭ ‬هناك‭ ‬تفاعلات‭ ‬غير‭ ‬فطرية‭ ‬وغير‭ ‬طبيعية‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬صور‭ ‬وطرق‭ ‬بين‭ ‬الأنواع‭ ‬الحيوانية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الجديدة‭ ‬وبني‭ ‬البشر،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروسات،‭ ‬والبكتيريا،‭ ‬والجراثيم‭ ‬المرضية‭ ‬الأخرى‭ ‬بين‭ ‬الحيوانات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬الحيوانات‭ ‬والإنسان‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ (‬zoonotic‭ ‬spillover‭)‬،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الأوبئة‭ ‬والعلل‭ ‬بين‭ ‬بني‭ ‬البشر،‭ ‬وتنكشف‭ ‬أمراض‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ وهناك‭ ‬عدة‭ ‬دراسات‭ ‬بدأت‭ ‬تسبر‭ ‬غور‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬منها‭ ‬الدراستان‭ ‬المنشورتان‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الطبيعة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬الأولى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروسات‭ ‬بين‭ ‬الأنواع‭ ‬الحية‮»‬،‭ ‬والثانية‭ ‬عنوانها‭: ‬‮«‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬سيفاقم‭ ‬من‭ ‬تفاعل‭ ‬الحيوانات‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬وسيزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬نقل‭ ‬الفيروسات‭ ‬بينها‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬توصلت‭ ‬هاتان‭ ‬الدراستان‭ ‬ودراسات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬مهمة‭ ‬وخطيرة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تغيير‭ ‬أنماط‭ ‬استخدام‭ ‬الأرض،‭ ‬وبخاصة‭ ‬إزالة‭ ‬الغابات‭ ‬الفطرية‭ ‬الاستوائية‭ ‬الكثيفة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مزارع‭ ‬للمحاصيل،‭ ‬أو‭ ‬الرعي،‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬الطرق‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬والتفاعل‭ ‬بين‭ ‬الحيوانات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وهذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬وبني‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروسات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان،‭ ‬ونزول‭ ‬أوبئة‭ ‬جديدة‭. ‬ كما‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتداعياته‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬وتغير‭ ‬أنماط‭ ‬سقوط‭ ‬الأمطار،‭ ‬واحتمال‭ ‬تعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬للأوبئة،‭ ‬كوباء‭ ‬كورونا،‭ ‬فارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬وتغير‭ ‬سقوط‭ ‬الأمطار‭ ‬يضطر‭ ‬الحيوانات‭ ‬والطيور‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬تعرضها‭ ‬وتفاعلها،‭ ‬وبخاصة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية،‭ ‬مع‭ ‬الإنسان‭ ‬ونقل‭ ‬الفيروسات‭ ‬والبكتيريا‭ ‬والطفيليات‭ ‬إليه،‭ ‬ثم‭ ‬إشعال‭ ‬فتيل‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬جديدة‭ ‬لن‭ ‬تنطفئ‭. ‬ ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬إجراء‭ ‬حسابٍ‭ ‬دقيق‭ ‬وشامل‭ ‬لكل‭ ‬أعماله‭ ‬التنموية‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬فيها،‭ ‬كتغيير‭ ‬استخدامات‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عليه‭ ‬سرعة‭ ‬أخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نُعرض‭ ‬أنفسنا‭ ‬لأوبئة‭ ‬جديدة‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لنا‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬علم‭ ‬لنا‭ ‬ولا‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬علاجها‭.‬‮ ‬ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

مشاركة :