أعلنت موسكو أمس طرد عشرات الدبلوماسيين الفرنسيين، والإيطاليين، والإسبان، ردا على خطوة مماثلة شملت طرد دبلوماسيين روس في إطار تحرك أوروبي مشترك لمواجهة الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأقرت روسيا بمواجهة صعوبات في حملتها العسكرية في أوكرانيا، لكنها أعلنت في الوقت نفسه أنها ستواصل القتال. وقال رشيد نورجالييف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، أمس، "رغم الصعوبات، ستستمر العملية العسكرية الخاصة حتى النهاية". وأكد أن العملية العسكرية الخاصة - وهو الاسم الذي تطلقه روسيا على الحرب - ستستمر رغم إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا. وأضاف أنه سيتم تحقيق الأهداف الروسية التي تشمل ما وصفه نورجالييف بـ"نزع السلاح واجتثاث النازية من أوكرانيا وحماية دونيتسك ولوغانسك". ولا يزال نحو ألف جندي أوكراني منتشرين داخل مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول الأوكرانية، حسبما أكد أمس مسؤول انفصالي موال لروسيا بعدما أعلنت موسكو أن 959 جنديا أوكرانيا استسلموا في الموقع نفسه هذا الأسبوع. وقال دنيس بوشيلين زعيم "دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد خلال لقاء مع صحافيين في ماريوبول في إطار رحلة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، إن هناك في الأساس "أكثر من ألفي شخص" في المجمع الصناعي. ولفت إلى أنه نظرا إلى حالات الاستسلام منذ الإثنين الماضي، لم يبق إلا "أكثر من النصف بقليل"، أي نحو ألف، مشيرا إلى أن "القادة والمقاتلين رفيعي المستوى من كتيبة آزوف لا يخرجون حاليا". وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في إعلانها اليومي مستجدات النزاع، "في الساعات الـ24 الماضية، استسلم 694 مقاتلا بينهم 29 جريحا"، مضيفة "في المجموع ومنذ 16 أيار (مايو) الجاري، استسلم 959 مقاتلا بينهم 80 جريحا". بحسب المصدر نفسه، أدخل 51 منهم إلى المستشفى في نوفوازوفسك، البلدة الواقعة تحت سيطرة الروس وحلفائهم الانفصاليين. ولم تعط الوزارة أي إشارة حول مصير هؤلاء الجنود، فيما أعلنت السلطات الروسية عدة مرات أنها لن تعد قسما على الأقل منهم كجنود وإنما كمقاتلين نازيين جدد. أما السلطات الأوكرانية فتريد تنظيم تبادل لأسرى الحرب. وأضاف بوشيلين "إن جميع من هم بصحة جيدة يوجدون في السجن الاحتياطي في مستعمرة إيلينوفسكايا، وبالنسبة إلى مجرمي الحرب والقوميين، إذا ألقوا أسلحتهم، سيعود قرار تقرير مصيرهم إلى المحكمة". وكان هؤلاء الجنود متمركزين في أنفاق تحت مجمع آزوفستال الصناعي الضخم الذي أصبح رمزا دوليا للمقاومة الأوكرانية. وقدمت السويد وفنلندا طلبي انضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" أمس، في نتيجة مباشرة للحرب الروسية - الأوكرانية، فيما بدأت المحاكمة الأولى في كييف لجندي روسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب منذ بدء الصراع. ومن المقرر أن يغادر 34 دبلوماسيا فرنسيا روسيا في غضون أسبوعين، في حين أمام 27 دبلوماسيا إسبانيا "متعاونين مع السفارة الإسبانية في موسكو والقنصلية العامة الإسبانية في سان بطرسبرج" (شمال غرب)، سبعة أيام لمغادرة البلاد، بينما أمام 24 دبلوماسيا إيطاليا ثمانية أيام للمغادرة، كما أوضحت وزارة الخارجية الروسية. كما أعلنت روسيا إغلاق مكتب "سي بي سي" الكندية في موسكو وإلغاء اعتمادات وتأشيرات الصحافيين التابعين لها ردا على حظر بث قنوات من مجموعة "آر تي" الروسية في كندا. وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية، في إحاطة أسبوعية، إن "قناة سي بي سي تحولت إلى بوق للدعاية المعادية لروسيا". وأعلنت فرنسا في نيسان (أبريل) الماضي طرد 41 دبلوماسيا روسيا كانوا يقومون بحسب ما أكدت، بنشاطات تجسس موضحة أن القرار يندرج في إطار "مساع أوروبية". ونددت وزارة الخارجية الفرنسية من باريس، أمس، بقرار طرد الدبلوماسيين الفرنسيين. وقالت وزارة الخارجية في بيان، "يقدم الجانب الروسي هذا القرار على أنه رد على قرارات فرنسا" المتخذة في نيسان (أبريل) الماضي عندما طرد "عشرات من العملاء الروس" الذين يشتبه في أنهم جواسيس. وأضافت "عمل الدبلوماسيين والموظفين في سفارتنا في روسيا يندرج بخلاف ذلك، بالكامل في إطار اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية". وأوضحت أن السفير الفرنسي في موسكو بيار ليفي استدعي إلى الوزارة وسلم مذكرة تفيد أن "34 موظفا في البعثات الدبلوماسية الفرنسية في روسيا عدوا أشخاصا غير مرغوب فيهم". وطردت دول أوروبية عدة أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، سلوفينيا، النمسا، بولندا، اليونان، وكرواتيا، دبلوماسيين روسا منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير) الماضي. وفي بعض الأحيان، ترافقت عمليات الطرد مع اتهامات بالتجسس. وتعهدت موسكو الرد على هذه الإجراءات وسبق لها أن طردت عشرات الدبلوماسيين الغربيين. من جانبها، وصفت إيطاليا طرد موسكو دبلوماسيين أوروبيين بأنه "عمل عدائي"، لكنها دعت إلى عدم قطع القنوات الدبلوماسية مع روسيا. وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجي، خلال مؤتمر صحافي في روما، "إنه عمل عدائي، لكن يجب أن نتجنب قطع العلاقات الدبلوماسية. يجب ألا يؤدي ذلك إلى قطع القنوات الدبلوماسية تماما، لأننا إذا استطعنا تحقيق السلام، سنكون حققناه من خلال هذه القنوات الدبلوماسية".
مشاركة :