قدمت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت خلال إحاطة لها أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي صورة متشائمة حيال الأوضاع الأمنية والسياسية السائدة في العراق، محذرة من "دبلوماسية الصواريخ" ومن الانتهاكات المتكررة لإيران وتركيا لهذا البلد بـ"غاية تعزيز مصالحهما". وقالت بلاسخارت إن "القذائف والصواريخ أمر مزعج وخطير"، مضيفة أن "العراق يرفض أن تتم معاملته بمثابة الفناء الخلفي لدول المنطقة حيث ينتهك الجيران وغيرهم بشكل متكرر سيادته وسلامة أراضيه". وأكدت المبعوثة الأممية أن قصف الحرس الثوري الإيراني لمدينة أربيل باثني عشر صاروخا باليستيا منتصف مارس الماضي "أمر مربك وخطير"، مشيرة إلى أن المواقع التي تم استهدافها مدنية. وتعرضت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق خلال الأشهر الأخيرة لهجمات شنها الحرس الثوري الإيراني، تارة بذريعة وجود مكاتب إسرائيلية، وطورا بسبب قواعد لمعارضين أكراد، لكن محللين يرون أن دوافع هذه الهجمات هي إثناء الإقليم عن مشروع لتصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا، حيث تعتبر طهران أن هذا المشروع يؤثر على صادراتها التي هي في أكثر الفترات حاجة إلى عائداتها. بلاسخارت تتهم الميليشيات في العراق باستخدام "دبلوماسية الصواريخ" مؤكدة أن العراق ليس بحاجة إلى حكّام مسلحين ينصّبون أنفسهم زعماء وأقحمت إيران الميليشيات الموالية لها في عملية ترهيب قيادة إقليم كردستان، حيث شنت تلك الميليشيات بدورها عدة هجمات على منشآت نفطية في الإقليم لدفع الأخير إلى الاستجابة لطلب بغداد بشأن تحويل الصادرات النفطية إلى سلطتها. واتهمت بلاسخارت الميليشيات في العراق باستخدام "دبلوماسية الصواريخ"، ما قد تترتب عليها عواقب مدمرة محتملة. وأكدت أن العراق ليس بحاجة إلى حكّام مسلحين ينصّبون أنفسهم زعماء، داعية في الوقت ذاته إلى ضرورة "تشخيص" الجناة لترسيخ سيادة القانون. وأضافت أن "هناك سبيلا للحوار بين أربيل وبغداد، ويتوجب في إقليم كردستان أن ينتهي الانقسام بين المنطقة الخضراء والمنطقة الصفراء"، في إشارة إلى منطقتي نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني (الخضراء) وسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني (الصفراء). ولفتت المبعوثة الأممية إلى صراع نفوذ يدور بين تركيا وإيران في العراق، متسائلة "ما الوضع الذي نتوقع أن نشهده؟ أن يصبح القصف بالقذائف والصواريخ عبر الحدود هو الوضع الطبيعي الجديد للعراق؟ هذه طريقة خطيرة للغاية لتعزيز المصالح، وهي طريقة تزيد من إضعاف الدولة العراقية". تأييد لمواقف القائد تأييد لمواقف القائد وشددت بلاسخارت على "الأهمية البالغة لتأكيد سلطة الدولة". وحذرت من تبعات الأزمة السياسية المستمرة في البلاد بالقول إن "السخط الشعبي في العراق قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة مع استمرار حالة الانسداد في البلاد". وأوضحت أن "العراقيين لا يزالون ينتظرون طبقة سياسية تسعى للخروج من الأزمة، بدلاً من الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن". وأضافت "كما تعلمون، فقد جرت الانتخابات الوطنية منذ أكثر من سبعة أشهر، غير أن المواعيد النهائية المتعددة في مسار تشكيل الحكومة مرت ولم يتم الالتزام بها". ويشهد العراق أزمة سياسية خانقة منذ إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من أكتوبر الماضي، وهناك قلق من أن يخرج الوضع عن السيطرة، بعد أن أظهرت قوى نيتها اللجوء إلى الشارع. وخرج أنصار لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء الثلاثاء للتعبير عن تأييدهم لمواقفه. وقال شهود عيان إن المئات من أتباع الصدر نزلوا إلى الشوارع في مدينتي الصدر شرقي بغداد والكاظمية شمالي العاصمة. وأعلن الصدر مؤخرا عن تخليه عن تشكيل الحكومة الجديدة والتوجه إلى "المعارضة الوطنية" لمدة ثلاثين يوما، على خلفية تعثر جهوده في السيطرة على دفة العملية السياسية نتيجة إصرار خصومه من الإطار التنسيقي على منعه من الاستفراد بها وتمسكهم بالمشاركة فيها.
مشاركة :