خلص تقرير أعدته هيئة رقابية أميركية إلى أن العامل الأكبر الذي أدى إلى انهيار الجيش الأفغاني في أغسطس من العام الماضي، كان القرار الأميركي بسحب القوات والمتعاقدين من أفغانستان، من خلال اتفاق مع طالبان وقعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في الدوحة عام 2020 ونفذته إدارة جو بايدن. ووفقا لتقييم مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، والذي تم الإعلان عنه في وقت متأخر الثلاثاء، فإن الانسحاب "دمر" الروح المعنوية للجيش الأفغاني، لأنه كان يعتمد على الدعم العسكري الأميركي. وقال التقرير، الذي نشرته صحيفة بوليتيكو الأميركية، إن الهيئة الرقابية "خلصت إلى أن العامل الوحيد الأكثر أهمية في انهيار قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية في أغسطس 2021، هو قرار واشنطن سحب القوات العسكرية والمتعاقدين من أفغانستان، من خلال توقيع اتفاق مع طالبان في فبراير 2020 في ظل إدارة ترامب. تلاه إعلان الرئيس بايدن الانسحاب في أبريل 2021". وأضاف التقرير أن بعد توقيع الاتفاق مع طالبان، انخفض الدعم العسكري الأميركي للقوات الأفغانية، والذي تضمن أيضا انخفاضا في الضربات الجوية في عام 2020، بعد مستوى قياسي مرتفع في العام السابق. ونفذت الولايات المتحدة 7423 غارة جوية في عام 2019، وهو أكبر عدد منذ عام 2009 على الأقل. لكن في العام التالي انخفض عدد الضربات الجوية إلى 1631 غارة، مع وقوع نصفها تقريبا في الشهرين السابقين لاتفاق الولايات المتحدة وطالبان. وأفاد التقرير بأن إطلاق سراح 5000 من مقاتلي طالبان في صيف وخريف 2020 زاد من إحباط الجيش الأفغاني، وساعد في تجديد القوة القتالية لطالبان. وجاء في التقرير أن اتفاقية الانسحاب التي "يعتقد أن أجزاء منها واردة في اتفاقيات مكتوبة وشفوية سرية بين مبعوثي الولايات المتحدة وطالبان"، قد أدخلت "حالة عدم يقين هائلة" في العلاقات الأميركية - الأفغانية. وتم استبعاد مسؤولي الحكومة الأفغانية إلى حد كبير من المفاوضات وواجهوا صعوبة في فهم شروطها. وقال مسؤولون أفغان لمكتب جون سوبكو، المفتش العام لشؤون إعادة إعمار أفغانستان، إن الجيش الأميركي لم يبلغ بوضوح تفاصيل تغييرات سياسته إلى إدارة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني أو قيادة الجيش. وجاء في التقرير أن "عمليات طالبان وتكتيكاتها تشير إلى أنه ربما يكون لديهم فهم أفضل لمستويات الدعم الأميركية الجديدة، التي كانت الولايات المتحدة على استعداد لتقديمها لقوات الدفاع الوطني الأفغانية، بعد توقيع اتفاقية الولايات المتحدة مع طالبان". وبحسب التقرير، قامت طالبان بـ"تسليح" الفراغ الناجم عن نقص المعلومات، زاعمة أن لديها صفقة سرية مع الولايات المتحدة "لتسليم مناطق أو مقاطعات معينة لها". وأدى هذا إلى ترك العديد من ضباط الشرطة، الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور، مناصبهم، الأمر الذي بدأ "بتأثير متتال" وأدى إلى فرار الجنود أيضا. جون سوبكو: العديد من الأفغان يعتقدون اتفاق الولايات المتحدة وطالبان كان عملاً ينم عن سوء نية جون سوبكو: العديد من الأفغان يعتقدون أن اتفاق الولايات المتحدة وطالبان كان عملا ينم عن سوء نية وقال سوبكو "إن الحد من الضربات الجوية بعد توقيع اتفاق الولايات المتحدة وطالبان... أفقد قوات الدفاع الوطني الأفغانية ميزة رئيسية في ردع طالبان". وأضاف "اعتقد العديد من الأفغان أن اتفاق الولايات المتحدة وطالبان كان عملا ينم عن سوء نية، وإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت تسلم أفغانستان إلى العدو، بينما كانت تهرع للخروج من البلاد". واجتاحت طالبان أفغانستان في أغسطس، إذ انهارت الحكومة السابقة المدعومة من الغرب بسرعة مفاجئة، وتم سحب آخر القوات الأميركية. وكان بايدن قد أشار إلى ضرورة إنهاء الحرب في أفغانستان بعد قتال استمر 20 عاما وأودى بحياة أميركيين، وأدى إلى استنزاف الموارد وصرف الانتباه عن الأولويات الاستراتيجية الأكبر. وأنشأ الكونغرس الأميركي هيئة الرقابة تلك للإشراف على مشاريع وأنشطة إعادة الإعمار خلال الحرب في أفغانستان. ومنحت هيئة الرقابة على البنتاغون ووزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية الفرصة لمراجعة التقرير المؤقت والتعليق عليه. وقدّم البنتاغون تعليقات شفهية، بعضها أدرج في التقرير، فيما امتنعت وزارة الخارجية عن التعليق ولم تقدم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعليقات.
مشاركة :