الحكومة اليمنية تدعو واشنطن إلى الضغط على الحوثيين لإنهاء حصار تعز

  • 5/18/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دعا وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الولايات المتحدة إلى الضغط على جماعة الحوثي المدعومة من إيران، لإنهاء الحصار المفروض على المدنيين في مدينة تعز، وفتح معابر المدينة، وتخصيص رسوم شحنات النفط الداخلة إلى ميناء الحديدة، لدفع رواتب موظفي القطاع العام. وقال بن مبارك خلال لقاء عقده الثلاثاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة واشنطن، "في الوقت الذي حرصت فيه الحكومة، مدفوعة بتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي، ببذل كل ما يمكن لإنجاح الهدنة، وتنفيذ التزامات الجانب الحكومي، وهو ما تكلل أخيرا باستعادة رحلات الطيران، من وإلى مطار صنعاء، إلا أن الميليشيات الحوثية ما زالت حتى اليوم تماطل في تنفيذ ما يخصها من التزامات". وأوضح بن مبارك أن ميليشيا الحوثي لم تلتزم على وجه الخصوص بتلك البنود المتعلقة برفع الحصار عن مدينة تعز، وتسهيل تنقل المواطنين والتخفيف من الأزمة الإنسانية في المحافظة المحاصرة لأكثر من سبع سنوات. ولفت بن مبارك، بحسب موقع وزارة الخارجية اليمنية، إلى أنه "على الرغم من إيجابية الهدنة المعلنة في وقف الأعمال القتالية والتخفيف من معاناة الناس، إلا أن عدم جدية الميليشيات الحوثية في الالتزام بها، واستمرار انتهاكها وارتكابها للعديد من الخروقات المتكررة، يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لجديتهما في الضغط على هذه الميليشيات للاستجابة لجهود السلام". ونوه الوزير اليمني بـ"أهمية الاستفادة والبناء على ما قد تحقق، والعمل على عدم إفشال الهدنة"، محذرا "مما سيحمله ذلك من عودة إلى مربع الصراع مرة أخرى، وهو الأمر الذي ستتحمل مسؤوليته الميليشيات الحوثية". وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره اليمني بأنه من المهم ضمان حرية الحركة في المناطق المتنازع عليها في اليمن، في ظل آمال بأن الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة قد تؤدي إلى سلام دائم في البلاد. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان "شدد الوزير على وجه الخصوص على أهمية ضمان حرية الحركة للأفراد والسلع عبر المناطق المتنازع عليها، مثل مدينة تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، حيث يعاني مئات الآلاف من اليمنيين". والاثنين، أقلعت أولى رحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي، المغلق منذ أكثر من ست سنوات، نحو العاصمة الأردنية عمّان، بموجب اتفاق الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع الشهر الماضي. وحملت الطائرة التي أقلعت من مطار صنعاء الدولي على متنها أكثر من مئة مسافر، غالبيتهم من المرضى، لتلقي العلاج في المملكة الأردنية الهاشمية. ورحّب مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ الثلاثاء بهدنة الشهرين السارية في اليمن، والتي أعلنت في الثاني من أبريل، آملا في أن تستمر إلى بعد الثاني من يونيو، وذلك إثر اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى رحلة تجارية ثانية من المقرر أن تقلع من صنعاء الخميس. وقال المبعوث الأممي خلال مؤتمر عبر الفيديو إن الهدنة "صامدة على المستوى العسكري"، وتابع "خلال الأسابيع الستة الأخيرة تراجعت بشكل ملحوظ الخسائر في صفوف المدنيين، وتراجعت المعارك. كما لم يشن أي هجوم جوي انطلاقا من اليمن عبر الحدود، ولم تنفّذ أي ضربة جوية مؤكدة داخل البلاد". وتطرّق إلى "معلومات تشير إلى وصول المزيد من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك عند خطوط جبهات كان الوصول إليها سابقا بغاية الصعوبة"، مرحبا بـ"أثر إيجابي ملحوظ على الحياة اليومية ليمنيين كثر". وأشار غروندبرغ إلى معلومات ترد يوميا حول مواجهات مسلحة توقع ضحايا مدنيين يتعذّر التحقق من صحّتها من مصادر مستقلة، وشدد على أهمية بذل كل الجهود لتجنّب التصعيد. وقال المبعوث الأممي "أعمل مع الجانبين من أجل تخطي التحديات"، وضمان "تمديد الهدنة التي يفترض أن تنتهي مفاعيلها خلال أسبوعين". وأشار غروندبرغ إلى أن الاتفاقات المبرمة نصّت على أن "الهدنة قابلة للتجديد إذا أراد الجانبان"، وقال إن محادثات تجرى مع الطرفين لضمان تمديد الهدنة. وشدد على أن "الطرفين يدركان جيدا منافع الهدنة بالنسبة للسكان". وقال إنه يعمل مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة، وإنه يسعى لبحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحا أمام المسافرين، "وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها غدا الخميس". وفي ما يخص ميناء الحديدة (غربي البلاد)، أفاد غروندبرغ بأن الحكومة اليمنية "سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن. يفوق ذلك كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة". وبخصوص الالتزام بعقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد) ومحافظات أخرى، أوضح غروندبرغ أن الحكومة اليمنية "حددت كمسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة. وننوي تنظيم اجتماع في عمّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين الحوثيين لممثليهم". وشدد المبعوث الأممي على أهمية أن تدعم الهدنة بعملية سياسية تساعد على استمراريتها. ومنذ نحو ثماني سنوات، يشهد اليمن صراعا مسلحا بين القوات الحكومية المسنودة بقوات التحالف من جهة، ومسلحي الحوثيين المدعومين من إيران من جهة ثانية، أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، فضلا عن جر البلاد نحو أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ بات 80 في المئة من سكانها بحاجة إلى مساعدات، وفقا للأمم المتحدة.

مشاركة :