المؤشرات الرئيسية لتغير المناخ تسجّل مستويات قياسية عام 2021

  • 5/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن أربع مؤشرات رئيسية لتغير المناخ سجّلت مستويات قياسية في العام 2021، محذّرة من أن نظام الطاقة العالمي يقود البشرية نحو كارثة. وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقريرها "حالة المناخ العالمي في العام 2021"، أن تركيزات غازات الدفيئة وارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة الحرارة وتحمض المحيطات، سجّلت مستويات قياسية العام الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذا التقرير هو "سلسلة مؤسفة عن فشل البشرية في مكافحة تغير المناخ". وحذّر غوتيريش من أن "نظام الطاقة العالمي معطوب ويدفعنا بوتيرة أسرع نحو كارثة مناخية" وحضّ على "وضع حدّ للتلوث الناجم عن الوقود الأحفوري وتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة قبل إحراق مسكننا الوحيد". من جانبها، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن النشاط البشري يتسبب في حدوث تغييرات على نطاق الكوكب: على اليابسة وفي المحيط وفي الغلاف الجوي، مع تداعيات ضارة ودائمة على الأنظمة البيئية. وخلال مؤتمر صحافي، أكد رئيس المنظمة بيتيري تالاس أن الحرب في أوكرانيا طغت على تغير المناخ الذي "ما زال يمثل التحدي الأكبر للبشرية". وأكد التقرير أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر حرّا على الإطلاق. وكان للظواهر المناخية المرتبطة بالنينيا في أوائل العام 2021 وأواخره، تأثير تبريد على درجات الحرارة العالمية العام الماضي. لكن رغم ذلك، ما زال العام 2021 من أكثر الأعوام حرّا على الإطلاق مع ارتفاع متوسط الحرارة العالمية 1,11 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. ويهدف اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم عام 2015 إلى حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية. وأكد تالاس "نحن نتجه الآن نحو ارتفاع درجة الحرارة من 2,5 إلى 3 درجات بدلا من 1,5". وتابع "مناخنا يتغير تحت أنظارنا. الحرارة التي تحبسها غازات الدفيئة الناجمة عن النشاطات البشرية ستسخن الكوكب لأجيال عديدة مقبلة. سيستمر ارتفاع مستوى سطح البحر والحرارة وتحمض المحيطات لمئات السنين إلا في حال ابتكار طرق لإزالة الكربون من الغلاف الجوي". وصلت تركيزات غازات الدفيئة إلى مستوى قياسي في العام 2020 مع وصول تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 413,2 جزءا في المليون في كل أنحاء العالم أو 149 % من مستويات ما قبل العصر الصناعي. واستمرت في الارتفاع عام 2021 وأوائل العام 2022. ولم يكن لعمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد-19 أي تأثير على تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، بحسب تالاس. وبلغ المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر مستوى قياسيا في العام 2021 بعد ارتفاعه بمعدل 4,5 مليمترات سنويا بدءا من العام 2013 حتى العام 2021. ووصلت درجة حرارة المحيط أيضا إلى مستوى قياسي العام الماضي متجاوزة درجة الحرارة التي سجّلتها عام 2020. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه يُتوقَّع أن يستمر ارتفاع درجة حرارة أول ألفَي متر من مياه المحيط في المستقبل وهو "تغير لا رجعة فيه". ويمتص المحيط قرابة 23 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية الناجمة عن النشاط البشري من الغلاف الجوي. ورغم أن ذلك يبطئ الزيادة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإنه يتفاعل مع مياه البحر ويؤدي إلى تحمّض المحيطات. واقترح أنطونيو غوتيريش خمسة إجراءات لبدء الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة "قبل فوات الأوان" هي إنهاء دعم الوقود الأحفوري وتكثيف الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وإلغاء الإجراءات الإدارية وتأمين الإمدادات بالمواد الخام لتقنيات الطاقة المتجددة وجعل هذه التقنيات سلعا عامة عالمية متاحة للجميع. وفي السياق، أعلنت أربع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي ألمانيا والدنمارك وهولندا وبلجيكا الأربعاء، أنها تريد زيادة طاقة الرياح في بحر الشمال عشرة أضعاف بحلول العام 2050 لمساعدة الكتلة على تحقيق أهدافها المناخية والتخلي عن مصادر الطاقة الروسية. ويتمثل هدف هذه البلدان في زيادة قدرة طاقة الرياح أربعة أضعاف إلى 65 غيغاوات بحلول العام 2030 ثم عشرة أضعاف إلى حوالى 150 غيغاوات بحلول العام 2050. وأوضحت أن 150 غيغاوات من طاقة الرياح البحرية ستزود 230 مليون منزل الكهرباء.

مشاركة :