عمان - توقع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاربعاء حدوث تصعيد عسكري على الحدود مع سوريا، بسبب التواجد الايراني المكثف في اعقاب انسحاب روسيا من بعض المناطق الجنوبية المحاذية للمملكة. ويرتبط الاردن بتفاهمات عسكرية وامنية مع روسيا حافظت على هدوء نسبي على الحدود الممتدة مئات الكيلومترات مع سوريا التي تدخلت فيها موسكو عسكريا في 2015 لصالح نظام الرئيس بشار الاسد. وأفادت تقارير في الآونة الاخيرة عن انسحاب وحدات عسكرية روسية من وسط وجنوب سوريا، على خلفية انشغال موسكو بالحرب في اوكرانيا. وقال الملك عبدالله الثاني متحدثا لبرنامج عسكري متخصص أذيع الاربعاء ان "الفراغ الذي تركه الروس في جنوب سوريا سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم". واضاف في المقابلة التي نظمها معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية "للأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا". وفي إجابته على سؤال عن طريقة التعامل مع إيران، أشار العاهل الاردني إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع ايران، قائلا "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية". ومنذ بداية الحرب في 2011، أرسلت ايران عسكريين وجندت ميليشيات لمساعدة نظام الاسد الى جانب حزب الله اللبناني. لكن التواجد الايراني في جنوب سوريا آخذ في الاتساع، وهو ما يعتبره الاردن خطرا داهما على الحدود الشمالية التي شهدت في الاشهر الاخيرة عمليات للجيش أدت الى مقتل العشرات. ويقول الجيش الاردني ان عملياته الاخيرة على الحدود مع سوريا كانت بهدف مكافحة تهريب المخدرات والسلاح، لكن خبراء يقولون انها مرتبطة ايضا بالتغير في الوضع العسكري في جنوب سوريا. وفي اواخر يناير/كانون الثاني، أعلن الاردن مقتل 27 مهربا لدى محاولتهم اجتياز الحدود من سوريا الى المملكة. وقال ان المهربين كانوا مدعومين بإسناد من مجموعات مسلحة.وكان ذلك بعد ايام من اعلان الجيش عن تغيير "قواعد الاشتباك" الذي يعني ملاحقة المهربين داخل الاراضي السورية. وفي 2004، حذر الملك عبدالله الثاني من محاولة انشاء "هلال شيعي" يمتد من ايران الى العراق وسوريا ولبنان.
مشاركة :