وأشاد المحتلفون في وسط جامعة بيرزيت ب"الانتصار الكبير" الذي حققته كتلتهم الطلابية التي حملت اسم "كتلة الوفاء الاسلامية" عبر الفوز ب28 مقعدا مقابل 18 مقعدا لحركة فتح التي خاضت الانتخابات باسم "كتلة ياسر عرفات" والتي كانت حتى اليوم تسيطر على مجلس طلبة الجامعة، و خمسة مقاعد للجبهة الشعبية. وقال ممثل الكتلة الإسلامية في الجامعة أسيد القدومي لوكالة فرانس برس "فوزنا في هذه الانتخابات يؤكد التفاف الشعب الفلسطيني عامة وطلاب الجامعة خاصة حول خيار المقاومة ورفض أصحاب خيار المساومة". وأضاف "صحيح أننا كتلة نقابية، لكننا امتداد لحركة سياسية هي حركة المقاومة الإسلامية التي تتخذ المقاومة نهجا". وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد في بيان إن "الانتصار الكبير أكبر دليل على التفاف أبناء شعبنا حول المقاومة ونبذهم لنهج التطبيع والتنسيق الأمني". وتشهد انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت إجمالا تنافسا حادا بين الحركتين ومتابعة حثيثة من قيادات الفصائل الفلسطينية باعتبارها مؤشرا على الواقع السياسي ومزاج الأرض. وتجري مناظرة انتخابية قبل الانتخابات بيوم واحد يغلب عليها الجدل السياسي البعيد عن القضايا الطلابية في الجامعة، ويرفع فيها المتناظرون رايات الأحزاب السياسية المتنافسة. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا بشأن هذه الانتخابات وانتقادات لحركة فتح على خسارتها. واعتقلت القوات الإسرائيلية سبعة من مرشحي حركة حماس قبل الانتخابات بيوم واحد، ورأى البعض أن هذه الاعتقالات منحت كتلة حماس مزيدا من التعاطف بين الطلبة. في الوقت نفسه، تتزايد النقمة بين الفلسطينيين على أداء السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح، بسبب تدهور الوضع المعيشي وعدم تحقيق أي شيء لصالح الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل وغياب الحياة السياسية والتناوب الديموقراطي في الأراضي الفلسطينية. ويقول مدير المرصد العربي للانتخابات عارف جفال لوكالة فرانس برس "أعتقد أن الطلبة أرادوا معاقبة حركة فتح التي تقود الحكومة الفلسطينية على ادائها السيء". ويرى جفال أن "هناك بين الطلبة من لديهم إشكاليات مع أداء السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح، ووجدوا فرصتهم في التصويت ضدها". ويضيف "هناك أمور أسهمت في خسارة فتح ومنها إضراب المعلمين مثلا، وتأجيل الانتخابات العامة، وقضية نزار بنات، (...) إضافة الى أداء ممثلي الطلبة من حركة فتح داخل الجامعة". ولم تجر انتخابات تشريعية ورئاسية في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 15 عاما. وعيّن موعد لإجرائها في أيار/مايو 2021، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن إرجاءها الى وقت غير محدّد، متحججا بأن إسرائيل لن تسمح بإجرائها في مدينة القدس. إلا أن حماس رفضت الإرجاء، وكذلك أثار القرار غضبا شعبيا. وتوفي الناشط الفلسطيني في مجال حقوق الإنسان نزار بنات (43 عاما) في حزيران/يونيو 2021 أثناء اعتقاله لدى السلطة الفلسطينية ما أثار موجة غضب في الضفة الغربية. وكان بنات من أشدّ المنتقدين للسلطة الفلسطينية. "استخلاص العبر" وقال أمين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح الفريق جبريل الرجوب "لا بدّ من استخلاص العبر من نتائج انتخابات جامعة بيرزيت"، مضيفا لتلفزيون "فلسطين" عقب إعلان النتائج مباشرة "الشبيبة الطلابية ستحترم هذه النتائج، وتتعاون مع المجلس". وستترأس حماس مجلس الطلبة المكوّن من 51 مقعدا، دون الحاجة الى التحالف مع كتل أخرى. وبحسب عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، شارك حوالى 10 آلاف طالب وطالبة في الانتخابات، من أصل 15 ألفا هو العدد الإجمالي لطلبة الجامعة. ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي غسان الخطيب لوكالة فرانس برس إن الانتخابات في جامعة بيرزيت استقطبت اهتماما واسعا لسببين: "الأول أن لا انتخابات أخرى تجري في الأراضي الفلسطينية، والثاني أنها قد تكون الانتخابات الديموقراطية الوحيدة النزيهة والموثوقة، ويعتبرها البعض مختبرا لقياس الرأي العام". ح ع- غ ب/رض
مشاركة :