فقدت البحرين أمس أحد أبنائها البررة الذين كرسوا حياتهم في خدمة وطنهم وشعبهم، فقد رحل أمس الوجيه الحاج صادق محمد مكي البحارنة عن عمر ناهز الــ97 عاما، يعد الراحل من أبرز أعيان ووجهاء مدينة المنامة التي ولد فيها عام 1925 وذاع صيته في مجالي التجارة والإدارة، حيث امتهن عن عائلته التجارة وورّثها لأبنائه وأحفاده الذين تابعوا نهجه حتى اليوم بتجارتهم وأعمالهم في البحرين والخليج العربي، كما ترأس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية سنوات طويلة امتدت منذ العام 1956 حتى العام 1996. نعت إدارة الأوقاف الجعفرية رئيسها الأسبق بعد سنوات حافلة من العطاء والإخلاص في خدمة مملكة البحرين والعمل الوقفي وأعرب رئيس الأوقاف الجعفرية السيد يوسف بن صالح الصالح ونيابة عن كل أعضاء مجلس الأوقاف الجعفرية ومنتسبي الإدارة المغفور له الحاج صادق البحارنة قائلاً: «نفتقد اليوم واحداً من شخصيات البحرين البارزة التي لها مآثرها الكريمة وإسهاماتها البارزة في العديد من المجالات الدينية والوطنية ورجل من رجالات الأوقاف الجعفرية الذي واكب تطورها على مدى عقود ممتدة، وكان من نواتها المؤسسين الذين يشار إليهم بالبنان في سجل هذه المؤسسة». ويعد المرحوم الحاج صادق البحارنة ضمن الرعيل الأول المواكب نهضة البحرين الحديثة من خلال العديد من المواقع الرسمية والأهلية، وكان أحد أبرز رؤساء مجلس الأوقاف الجعفرية، حيث امتدت فترة رئاسته 40 عاماً من خلال الثقة المتجددة من القيادة الرشيدة. ففي عام 1955 التحق بإدارة الأوقاف الجعفرية، واستمر في رئاسة الأوقاف الجعفرية حتى عام 1996، حيث ترأس نحو 9 مجالس، وخلال هذه الفترة الممتدة كان له دور بارز في الاهتمام والعناية بدور العبادة من المساجد والمآتم والمقابر وتنمية أعيان الوقف في مختلف مناطق البحرين والمساهمة بكل إخلاص وتفانٍ في تطوير العمل الإداري والمؤسسي في الإدارة. شارك الراحل في العديد من المجالس والهيئات واللجان الحكومية منذ أيام المغفور له سمو الشيخ سلمان بن حمد والمستشار بلغريف، وكذلك في أيام سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان، ومنها مجلسا الصحة والتعليم (1956)، ومجلس التجارة والغوص وبلدية المنامة والهيئة البلدية المركزية ومجلس الأوقاف الجعفرية، ولجان التثمين العامة ولجان تثمين أراضي وممتلكات بعض العوائل الكبيرة التي حدث فيها خلاف بين الورثة. كما كان عضواً في بلدية المنامة فترات طويلة جداً منذ عهد المغفور لهما الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة إلى عهد الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، وكانت لدى البلدية صلاحيات كثيرة، وتم تعيينه أيضاً في لجنة تسمية الشوارع في البحرين. كان الراحل عضواً مؤسساً في كثير من مجالس الإدارات في الهيئات العامة والشركات التجارية التي أسست، بدءاً من فندق الخليج وطيران الخليج وشركات المطاحن والدقيق، وأسهم إلى جانب كل من علي الوزان وراشد الزياني في كتابة وثيقة بنك البحرين الوطني، كما كان مؤسساً وعضواً في مجالس الإدارات للعديد من البنوك الأخرى منها بنك البحرين والكويت والبنك البحريني السعودي وغيرهما.
مشاركة :