إبداع الإماراتيات يُثري أروقة مهرجان زايد التراثي

  • 12/13/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حضور لافت للمرأة عامة وللمرأة الإماراتية بشكل خاص، في أروقة مهرجان الشيخ زايد التراثي 2015، المستمر في منطقة الوثبة في أبوظبي، ويتنوع هذا الحضور بحسب دورها وموقعها من الحدث، فهناك من تقوم بالإشراف على أحد الأجنحة التراثية المشاركة في المهرجان من داخل الدولة أو خارجها. وهناك سيدات يجلسن في أكثر من جناح يمارسن على مهل، بعض الأعمال الحرفية التي يتقنها، والتي تذكر الزائر بأن هذه الصناعات التي اشتهرت بها الإمارات منذ زمن بعيد لا تزال تمارسها بكل مهارة وصبر وإخلاص حتى الآن أمام أعين الجمهور من خلال مهرجان زايد الذي يُذكر الناس بما لا يرونه كثيراً في العصر الحالي. إبداع يتجدد في أكثر من مكان من الأماكن المخصصة للأسر المنتجة تجلس السيدات، ليمارسن المهن، كل حسب موهبتها وبراعتها، ومن ذلك صناعة التلي التي تعتبر واحدة من المهن النسائية الشعبية في الإمارات، فالتلي هو نسيج تشتغله المرأة الإماراتية لتزين به أكمام أثوابها، فيزيد من جمالية الثوب بدقة صنعته وتعدد ألوانه البراقة، ويمكنها فعل هذا بواسطة آلة تعرف بـ الكاجوجة وهي مخدة قطن بيضاوية يثبت عليها التلي، لتساعد في تثبيت الخيوط ونسجها بدقة. حيث تسمح لها الكاجوجة برؤية مراحل حياكة التلي، الذي يتطلب من المرأة تدريباً وجهداً، حتى تصل في النهاية لممارستها بدقة، وهو ما ميز سيدة عن أخرى في جودة هذا التطريز، وتختلف رسومات التلي باختلاف أذواق النسوة، وما تتمتع به الخياطة من خبرة، فتشتمل على رسوم نباتية، وأخرى زخرفات هندسية ملونة، تظهر كثيراً في القماش الإماراتي القديم، أشهرها شكل الشطرنج، وتلي بوجنب. 6 بكرات يقوم التلي على نسج ست بكرات من الخيوط الهدوب الملونة، وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبت بإبرة صغيرة على مخدة الكاجوجة، وتبدأ الصناعة، كما أوضحت أم محمد، باختيار شريط التلي الذي قد يتجاوز طوله العشرة أمتار، وتختلف أسعاره وأنواع الخيوط، والزخارف المنسوجة. إذ كانت محال خياطة الملابس تشتري المتر الواحد من شريط التلي أو ما عرف في التراث الإماراتي القديم بـ الوار من النساجات بدرهم واحد، أما اليوم وبعد ظهور ماكينة الخياطة وقلة الاعتماد على المشغولات اليدوية، بات سعر سروال من التلي أكثر من 600 درهم إماراتي. وتختلف أنواع التلي حسب الحجم، وحسب حجم الخيوط، والزخارف، ومنها؛ البتول ذو فاتلة واحدة، ويستخدم في أكمام الأثواب النسائية، كالفساتين، ومنها البادلة الصغير، ولا تستخدم في الأكمام، إنما تستخدم في أسفل السراويل التي ترتديها النسوة، ويستخدم لسراويل الفتيات الصغيرات، أما البادلة الكبيرة فتستخدم للسراويل الكبيرة. اليوم ومع تغير أشكال الحياة وتعدد أنواع الأزياء، تؤكد أم محمد أن صناعة التلي واحدة من المهن التي لن تتخلى عنها المرأة الإماراتية، فلا زالت حتى اليوم النسوة تورث بناتها صناعة التلي، وتزداد قيمتها يوماً تلو آخر، كونها من المشغولات اليدوية التراثية التي حافظت عليها المرأة الإماراتية. مهارات إلى جانب التلي تظهر مهارات نساء أخريات في صناعة السدو، يشبه (النول) المستخدم في صناعة النسيج في بعض البلاد العربية، ويتكون من أربع حدائد متصلة ببعضها على شكل مستطيل، تشد على السدو الخيوط في الاتجاه الطولي، ثم تستخدم قطعة خشبية مربوطة بالخيوط بشكل عرضي؛ لإدخالها بين الخطوط الطولية، وتقدم في هذا المجال العديد من البسط التي توضع في المجالس. وغيرها من قطع. إلى جانب هذا قد نجد نساءً يجلسن لممارسة مهن أخرى مثل خياطة الملابس التقليدية، وسبوق الطير، وصناعة الخوص وغير ذلك من أدوات فرضتها البيئة التي تتواجد فيها المرأة الإماراتية، والتي فرضت بالتالي صناعتها. مشاركة كل ما تقدمه المرأة من حرف تقليدية، يبرهن على أنها لم تأخذ في يوم من الأيام دور المتفرج، بل شاركت الرجل الإنتاج، وأعطت وأبدعت. منذ أن كانت الحياة تعتمد على المصنوعات اليدوية البسيطة ـ مثل خياطة الملابس ومستلزمات الهجن والخيل وغير ذلك من أدوات لا زالت تتميز بالفن والإتقان بالصنع. حاضرين فريق تطوعي يساعد الزوار يتواجد في المهرجان عدد من الشباب والشابات، ضمن فريق تطوعي يسمى حاضرين يرسخون لفكرة التطوع من دون مقابل، إذ يقدموا للزوار المساعدة. وكانت مشاركتهم الأولى في المهرجان العام الماضي، في جناح الأرشيف الوطني لدولة الإمارات. عن حاضرين قال مطلق صالح الجابري أحد مؤسسي فريق حاضرينالتطوعي، بدأنا بتأسيس فريقنا منذ حوالي السنة والنصف، لأجل ترسيخ فكرة التطوع دون أي مقابل، وبالتالي إثبات القدرة على أن أبناء الإمارات قادرون على القيام بإنجازات مهمات مميزة. وأشار الجابري إلى أن عدد المتطوعين قد وصل إلى 400 متطوع ومتطوعة، منهم من زوار المهرجان في العام الماضي. ويقدم الفريق المعلومة التي يحتاجها الزائر خلال تجوله في المهرجان، عن مواقع الأجنحة، أو معلومات أخرى عن مواعيد الفعاليات وما إلى ذلك من أعمال تصقل شخصية المتطوعين. الخوص إبداعات نسائية الخوص من المنتجات القديمة التي اشتهرت المرأة الإماراتية بصناعتها قديماً، وتعتمد فيها اعتماداً كلياً على سعف النخيل، وفي المهرجان يمكن الإطلاع على كيفيه صناعة الخوص، التي تبدأ بتجميع الخوص ومن ثم تنظيفه من الأتربة ونشره في الشمس. ولم تعتمد المرأة الإماراتية في صناعة الخوص على لونه الطبيعي، بل لجأت إلى صبغه بألوان عدة مثل (الأحمر الغامق، الأخضر، البنفسجي) وكانت تضع الأصباغ في الماء الساخن ثم تنقع الخوص وتتركه في الشمس حتى يجف، وقبل أن تبدأ بصناعته تتبله بالماء، وتلفه بقطعة من القماش، حتى يصبح ليناً وسهل الاستخدام والتشكيل. وصنعت المرأة من الخوص (الحصير) الذي يشبه السجاد، ويكون عادة مستطيل الشكل، عليه بعض النقوش الجميلة، وحجمه يكون تبعاً للمكان الذي سيوضع فيه. كما صنعت من الخوص (السرود) الذي يفرش لتناول الطعام عليه.

مشاركة :