أكدت دراسة أجرتها مؤسسة AQR إنترناشونال ومجلة صدى الموارد البشرية المتخصصة الصادرة عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في الدولة عدم وجود سبب جوهري يمنع المرأة من القيام بالوظائف التي يؤديها الرجل من حيث القدرات أو من ناحية السلوك، مشددة على أن الذكور والإناث لديهم قدرات إدراكية ومعرفية متساوية وأن تلك الحال تبدو واضحة بدرجة أكبر حيثما كانت هناك فرص تعليمية متساوية أو متكافئة. ويبرز ذلك أهمية التعليم السابق، والتوظيف، والتدريب والتطوير عند مشاركة المرأة فعلياً في القوى العاملة، وهو أمر يمثل تحديا بالنسبة للقيادة، فإذا كانت قيادة المؤسسات تستهدف تمكين كل فرد من تحسين قدراته، فيجب أن يشمل ذلك جميع الموظفين ذكوراً وإناثاً. وحددت الدراسة ثلاث مجموعات من القدرات المعرفية التي ينظر إليها بشكلٍ عام على أنها مهمة للأداء وهي المهارات اللفظية لفهم ومعالجة المعلومات المكتوبة أو الشفهية والمهارات العددية لفهم ومعالجة المعلومات والبيانات العددية والمهارات المكانية نوع فريد من القدرات الاستقصائية التي تمكن الأفراد من فهم ومعالجة المعلومات في صيغة أشكال، ورسوم بيانية وصور، وهي مهمة جداً في حقول الهندسة والعلوم. أبحاث عديدة وأكد دوغ ستريشاركزيك، الرئيس التنفيذي لشركة AQR إنترناشونال، والبروفيسور بيتر كلوف، الأستاذ في جامعة مانشستر متروبوليتان المشرفان على الدراسة أن هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث في أماكن عديدة من العالم حول تماثل قدرات الذكور والإناث في هذا الصدد، منها دراسة لجمعية علم النفس الأميركية 2014 جمع العلماء فيها أدلة دامغة تثبت أنه عندما يتعلق الأمر بكيف، وإلى أي مدى نفكر، فإن الذكور والإناث يختلفون في عدد قليل جدا من النواحي ولكنها مهمة. وبعد دراسة أكثر من 3 ملايين مشارك في التعليم، توصل الباحثون إلى عدم وجود فوارق إجمالية كبيرة بين الذكور والإناث في أداء الرياضيات، بل إن الفتيات كن أفضل قليلا في الحساب، في حين أظهر الذكور تفوقاً طفيفاً في حل المسائل، الأمر الذي قد يمكن تفسيره بتلقيهم دروساً أكثر في العلوم التي تركز على تلك المهارات، غير أن كلا الجنسين يستوعبان المفاهيم الرياضية بشكل جيد وعلى قدم المساواة، وأن أي فوارق كانت موجودة بين الجنسين ضاقت فعلا بمرور السنوات. وفي الواقع هذه قضية ليست محلية في منطقة الخليج أو دولة الإمارات وإنما هي قضية عالمية، فقبل 100 عام كان الرأي السائد على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم هو أن الذكور اكثر قدرة من الإناث على تولي العديد من الوظائف. أداء أفضل وفي السنوات الأخيرة بينت الدراسة أن الإناث يؤدين عموما بشكل أفضل في الامتحانات، وفي العام 2015، وللمرة الأولى، كان عدد الإناث في الجامعات البريطانية أكثر من عدد الذكور. وكان يعتقد منذ فترة طويلة أن المهارات المكانية هي منطقة محتكرة لتفوق الذكور، لكن مرة أخرى تدحض أدلة حديثة أن تلك ليست هي الحال بالضرورة. وفي العام 2011، نشرت الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم بحثاً استقصائيا حول ذلك، لاحظ الباحثون في هذا البحث أن المرأة لا تزال ممثلة تمثيلاً منقوصاً إلى حد كبير في مجالات العلوم، والهندسة والتكنولوجيا، والموارد البشرية. وتشير نتائج البحث الى انه كلما كان السياق متساوياً في التعليم والسلوكيات الاجتماعية فإنه لا توجد فوارق بين الجنسين عند النظر إلى المهام التي تتطلب القدرات المكانية، ولكن لوحظ وجود فوارق أينما كانت تجربة التعليم لدى الذكور والإناث مختلفة، وأينما كانت القاعدة الاجتماعية لا تتوقع تطوير المرأة لتلك المهارات.
مشاركة :