تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وبرئاسة فضيلة الشيخ عبدالله بن بية رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، اختتمت أمس في أبوظبي فعاليات الاجتماع التأسيسي لمجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والذي استمر يومين بحضور نخبة من العلماء واصحاب الفضيلة والسماحة والمفكرين وكوكبة من الإعلاميين والمثقفين. أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن بية في مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر أمس بفندق سانت ريجيس في أبوظبي، أن الاجتماع يأتي ضمن جدول أعمال المنتدى وخططه وبناء هياكله ويهدف إلى تفعيل دوره وما تمخضت عنه الملتقيات الدولية والدورات السابقة من توصيات. وقال ابن بية رداً على سؤال لالخليج، حول مدى التنسيق بين علماء المسلمين لمحاربة الفكر المتطرف إن حجم التنسيق غير كاف، مشيراً إلى جهود منتدى تعزيز السلم في التصدي للفكر المتطرف وتوصيل المفاهيم الصحيحة للشباب وإعطاء مكانة بارزة لهم، وإعادة تعريف جملة من المفاهيم المغلوطة التي اختطفها قوم وأصبحوا يبيعون بها ويشترون، ويلبسون لباس التقوى ليقدموا عملاً سيئاً للعالم، مشيراً إلى أهمية إعادة تعريف المضامين، وذلك لأن هذه الفئة تحرف الكلم عن موضعه. وأوضح بن بية أن المنتدى وتحقيقاً للأهداف التي قام عليها، عمل على وضع وتنفيذ خطط قريبة المدى تتمثل في التدخل في مناطق التوتر في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، وخطط سريعة لإصدار منتجات علمية وفكرية لتصحيح المفاهيم وتأصيل قيم السلم، لافتاً إلى أهم ما سيعلن عنه في الأمد القريب وهو موسوعة السلم التي ستكون أول موسوعة في التاريخ الإسلامي حول موضوع السلم وكذلك عن خطط للتكوين ضمن برنامج علمي محكم ينتسب إليه الرجال والنساء إقراراً بمبدأ اهمية دور المرأة في تعزيز ثقافة السلم وبحث سبل إنجاح مؤتمر حماية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية للإطار الشرعي والدعوة للمبادرة والذي سينعقد تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس ملك المملكة المغربية والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية بالشراكة مع منتدى تعزيز السلم أبوظبي، بمدينة مراكش في 25 27 يناير/ كانون الثاني العام المقبل، تمهيداً لمؤتمر ثان حول الأقليات المسلحة في المجتمعات غير المسلمة. وأشار ابن بيه، إلى أن الاجتماع التأسيسي لمجلس أمناء المنتدى يهدف إلى تنسيق كافة الجهود لإعلام الحرب على الحرب المتطلعه إلى نتيجة السلم على السلم، وإعلان عام 2016، لمكافحة التطرف والإرهاب وذلك في ظل الظروف الراهنة وتسارع الأحداث والتي تحتم على علماء الأمة تنسيق جهودهم ضمن عمل مؤسسي قادر على مواجهة التطرف ومتيحاً فرصة للتعاون على البقاء الذي يؤدي إلى البقاء بدل التنازل على البقاء الذي يؤدي إلى الفناء. وأضاف ابن بيه في ظل عدم فعالية الخطابات الفكرية والمنهجية التي يمكن أن تقي الشباب من السقوط في أحضان الفكر المتطرف الذي تسارعت خطاه ووتيرته في استقطاب فئات واسعة منه في المجتمعات الإسلامية والإنسانية، فإن الضرورة أصبحت ملحة إلى قيام كيان مؤسسي يسارع الخطى بحسب الممكن نحو تشخيص أسباب السقوط، ووصف الأدوية الوقائية من هذا الوباء أولاً، ثم القضاء عليه ثانياً باعتبار ذلك واجب الوقت الذي ينبغي أن يؤديه علماء المسلمين. من جانبه اعتبر فضيلة الشيخ مصطفى سيريتش رئيس علماء البلقان الاجتماع باللحظة التاريخية مشبهاً واقع انتشار الإرهاب بانه كالذئب الذي يجب مجابهته والنظر إليه وعدم الخوف منه ووضع خطة فكرية لمواجهته، مؤكداً أن علماء المسلمين يريدون إعادة الإسلام لمكانته الحقيقية وذلك من خلال منتدى تعزيز السلم، لافتاً إلى الحاجة لثورة سلام الذي يحتاج إلى شجاعة أكثر من الحرب، مشيداً بمواقف فضيلة الشيخ ابن بيه في دفاعه عن المسلمين والمسيحيين ومبدأ الإسلام الذي هو دين تسامح محبة.
مشاركة :