اشتهر الفنان عبدالله الدهري بأسلوبه الواقعي ويعد من أمهر الفنانين السعوديين في الواقعية ومن أعمالة المميزة لوحة المنارة التي رسمها حيث يقول عن هذه اللوحة: كانت شامخة ولا تزال تتوسط قريتي الصغيرة (الغشامرة) رمزاً يحمل كل معاني الصفاء والحب والجمال رمزًا حفر بداخلي أجمل الذكريات وأعذبها، لم أكن أشاهد فيها من الزخارف والألوان كما أشاهده اليوم في كثير من المآذن والقباب المزخرفة والملونة ولكني كنت ولا أزال أراها الأجمل. الحنين للأطلال كثيراً ما أشعر بالحنين لهذه الأطلال ولهذه المئذنة التي تتوسط بيوت قريتي القديمة وما زلت أذكر ما كان يحكيه لنا العم عطيه بن سعد -رحمه الله- عن قصة بناء هذه المنارة مع العم صالح الدهري -رحمه الله- والعم عبدالله بن يحيى أطال الله في عمره على طاعته.. وكان يفاخر بأنني من زرع الهلال في أعلى قمة المئذنة التي أصبحت فيما بعد قلباً نابضاً وأيقونة للحب والجمال. ضوء الشمس كنت كثيراً ما أتأملها عندما كنت صغيرًا، أصعد إلى سطح منزلنا لأشاهد انعكاس ضوء الشمس في جانب منها والظلال في الجانب الآخر ولكن عندما تخف حدة الضوء بسبب السحب والضباب في فصل الشتاء فإني أرى تدرج الظل أكثر انسيابية من الدرجة الأفتح إلى الأكثر غمقًا ويأتي هذا التدرج في الظل بسبب أن بناءها كان مستديرًا بسيطًا في تكوينه وبلونه الأبيض الناصع البياض وكانت تظهر عليه انعكاسات الضوء والظل بشكل واضح، ومن جميل تلك الأطلال كانت مدرستي الأولى التي درست فيها وتعلمت فيها قيم الجمال من اتزان وكتلة، وفراغ، وضوء وظل، ومنظور فقد كانت أكثر الموضوعات التي أشبعتها بالرسم لدرجة أن البعض أصبح يلومني لكثرة لوحاتي التي فيها تلك الآيقونة والتحفة المعمارية.
مشاركة :