كرامة الأمة.. فوق كل اعتبار - هاشم عبده هاشم

  • 12/13/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

•• بين قمة خليجية ناجحة بكل المقاييس ركزت على أهمية تسريع الجهود المبذولة لتحقيق التكامل بينها، وعملت على تفعيل قرار القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس وأكدت على مسؤولية كافة دول العالم في مكافحة الإرهاب وصنائعه بالمنطقة.. ودعت إلى مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن وتسهيل اندماجه مع منظومته الخليجية اللصيقة به.. وبين عقد أول وأهم مؤتمر ناجح للمعارضة السورية أثبت فيه الجميع أنهم على قدر المسؤولية وفي مستوى الظرف العصيب الذي تمر به بلادهم الغالية على الجميع.. حيث توحدت الكلمة.. وتشكلت هيئة عليا للتفاوض مع النظام من أجل العمل على بدء العملية الانتقالية التي نص عليها قرار جنيف/1 بعيداً عن الأسد وعصابته وأعوانه.. ووضع المؤتمرون المجتمع الدولي أمام مسؤوليته للإسراع في إنقاذ سورية وإيقاف نزيف الدم بها.. •• بين قمة القمم .. وتكريس إرادة الشعب السوري وتوحيد كلمة أبنائه وإسماعها لكل دول وشعوب العالم.. عاشت الرياض «عاصمة الحزم والعزم» لحظات تاريخية مهمة لبناء القوة العربية الموحدة والحفاظ على الكرامة العربية المستهدفة.. ليبدأ اليوم مشوار عربي جديد في اتجاه بناء القوة الذاتية.. ومواجهة الأخطار المشتركة وتحميل العالم كله مسؤولية حالة عدم الاستقرار التي شهدتها المنطقة خلال الأعوام الخمسة الماضية. •• وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند لقائه الإخوة السوريين بعد مؤتمرهم الناجح ذاك.. فإن «المملكة بوقوفها إلى جانبهم ليست في حاجة إلى شيء» فهي غنية بمكانتها الروحية وبجغرافيتها الاستراتيجية الهمهمة وبمخزونها النفطي الذي يفيض على دول وشعوب العالم ويوفر لنا ولأمتنا كل مقومات الرخاء والتقدم والاستقرار.. وبالتالي فإنها عندما تقف إلى جانب الشعب السوري المنتهكة حقوقه.. أو إلى جانب الشعب اليمني المخطوفة هويته لصالح أيدولوجية غريبة عليه وخبيثة تستهدف مقومات وجوده.. أو تقف إلى جانب بقية شعوب المنطقة الأخرى للحفاظ على مكوناتها الأساسية فإنها لا تفعل ذلك من باب الطمع.. أو الحاجة.. وإنما تقف إلى جانبهم من باب النصرة لهم على الظلم الذي حاق بهم ودمر أوطانهم وشردهم في كل اتجاه. •• والرياض بهذا تتحمل مسؤولية عظيمة هدفها الأول والأخير هو قيادة المنطقة نحو الأمان والاستقرار الذي هو مطلب كل الشعوب.. بالرغم من الكُلفة العالية التي تتحملها وسوف تتحملها قيادة وشعباً وحكومة.. وبالرغم من المكائد والأخطار التي ستلحق بها جراء قيامها بما توجبه عليها مسؤولية الدولة التي كرمها الله بأن جعلها في هذا المكان الطيب والطاهر، وحملها من المسؤولية التاريخية ما لم يحمله لبلد آخر.. وإنا إن شاء الله لقادرون على أدائها على أكمل وجه. •• وعلى المجتمع الدولي بعد ذلك أن يتحمل هو الآخر مسؤوليته، وأن يقف إلى جانب أمتنا.. وإلا فإن القادم سيكون أسوأ لا سمح الله.. وهو ما نتمنى ألا يحدث.. أو أن نجد أنفسنا مضطرين لعمل المزيد والمزيد من أجل الحفاظ على دولنا وشعوبنا لتظل بمنأى عن الأطماع والتدخلات الخارجية في شؤوننا وتهجير شعوبنا إلى آفاق الدنيا العريضة وتعريض كرامة الإنسان العربي للإذلال وهو ما لا نرضى ولن نرضى به مهما كانت الأثمان المدفوعة دفاعاً عن وجودنا.. وعزتنا.. وتاريخنا الذي لن يغفر لنا إن نحن فرطنا فيه وتركناه نهباً للأطماع الإيرانية أو للتجاذبات والحروب العبثية بين الكبار. ضمير مستتر: (الجبناء يفرطون في حقوقهم.. لأنهم غير مؤهلين للدفاع عنها.. أما الشرفاء فإنهم مستعدون لأن يدافعوا عن أنفسهم وأوطانهم وإن فقدوا كل شيء إلا كرامتهم).

مشاركة :