توجه عدد من الشخصيات الأجنبية البارزة ورؤساء المنظمات الدولية يوم الأربعاء بالتهاني للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيسه. فقد قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي حضر قمة عقدت عبر دائرة الفيديو بمناسبة هذه الذكرى السنوية، إن إندونيسيا والصين لديهما الكثير من القواسم المشتركة حيث نما تعاونهما التجاري بوتيرة سريعة؛ كما إن الاستثمار في مختلف القطاعات وخاصة في التعدين والمعادن، والكهرباء والبنية التحتية، والتصنيع، والزراعة، ومصايد الأسماك يعكس المصالح المشتركة. وأشار إلى أن العالم يحتاج اليوم إلى مزيد من الإجراءات الجماعية والتعاون الشامل بين البلدان المتقدمة والاقتصادات النامية. وذكر الرئيس أن إندونيسيا ستحسن الاستفادة من رئاستها لمجموعة العشرين لمناقشة هذه الأمور. ومن جانبه، قال الرئيس الإكوادوري غييرمو لاسو إن التطلع إلى آسيا هو التطلع إلى مستقبل العالم، ولهذا السبب جعلت الإكوادور الانضمام إلى الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ أولوية لعملها الدبلوماسي. وسلط لاسو الضوء على أن الإكوادور ملتزمة بالتفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع الصين وتوقيعها لجعل العلاقات التجارية بين البلدين أكثر قوة وتنوعا، مضيفا أن الإكوادور ترحب بأشكال جديدة من الاستثمار الصيني في مجالات النفط والغاز والتعدين والاتصالات والطاقة والبنية التحتية. وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي-أوكونجو إيويالا في كلمة ألقتها خلال القمة إن التعاون الدولي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في هذه اللحظة التي تشهد جائحة وصراعا وأزمة غذاء وتدهور بيئي ومخاطر ركود. وأضافت رئيسة منظمة التجارة العالمية أن الصين من بين العدد الكبير من الأعضاء الذين يمضون قدما بالمناقشات حول مسائل بالغة الأهمية مثل تسهيل الاستثمار والتجارة الرقمية ومجموعة واسعة من الشواغل البيئية، بما في ذلك التلوث البلاستيكي، والجهود المبذولة لتعزيز مشاركة الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم والنساء في التجارة. وذكرت أن الشركات في الصين وحول العالم، باعتبارها الجهات المستخدمة اليومية لقواعد وضوابط منظمة التجارة العالمية، تمثل الجهات الرئيسية أصحاب المصلحة في النظام التجاري متعدد الأطراف. وخلال القمة، قال ليم جوك هوي، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، إن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية نجح في تعزيز التجارة الخارجية والتعاون الاستثماري بين الصين والعالم، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الآسيان والصين لم تكن أبدا أقوى وأوثق مما هي عليه اليوم. وذكر أنه "استجابة للمشهد الاقتصادي العالمي سريع التغير في عصر ما بعد الجائحة، تتحرك الآسيان والصين نحو شراكة تطلعية جديدة"، مضيفا أن "نطاق هذه الشراكة واسع ويشمل العديد من الأولويات الناشئة مثل سلاسل التوريد المرنة، والاقتصاد الرقمي، والاستدامة"، وهي المجالات التي يعتقد أن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية يمكن أن يقدم فيها مساهمة أكبر تخدم هذه الشراكة الجديدة. وقال "أتطلع إلى دور متزايد للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في توسيع التكامل الاقتصادي في جميع أنحاء منطقة شرق آسيا وخارجها من خلال الاستفادة من الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة". ومن ناحية أخرى، ذكر كريغ ألين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، إن المجلس فخور بأن يُطلق على المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية صفة شريك يُرتبط معه بعلاقات مباشرة تمتد لأكثر من 50 عاما. فخلال ذلك الوقت، حقق الجانبان إنجازات رائعة معا، وعملا بجد لتنمية العلاقات التجارية الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، حسبما أشار كريغ. وقال إن الولايات المتحدة والصين دولتان تجاريتان كبيرتان لهما تاريخ ثري في مجالي ريادة الأعمال والابتكار، مضيفا أن الشركات الأمريكية تواصل التركيز على الصين من منظور طويل الأمد للعلاقات الثنائية. وأشار إلى أن العمل ليس سهلا، لكن الأهداف والقيم المشتركة لا تزال موجهة في نفس الاتجاه نحو التحقيق المستمر للنمو والإنتاجية والازدهار، ولهذا السبب، تحدوه الثقة أكثر من أي وقت مضى في مستقبل أكثر إشراقا. زائران (على اليسار) يتذوقان نبيذ جبل خلان الشرقي الصيني في المكان الرئيسي لمعرض "بروين" لعام 2022 في دوسلدورف بألمانيا، 15 مايو 2022. (شينخوا) أما يوهي كونو، رئيس الجمعية اليابانية لتعزيز التجارة الدولية، فذكر أن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية شريك لا غنى عنه للجمعية. وقال كونو إن هذا العام يصادف الذكرى الـ50 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والصين. وإن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية قدم مساهمات كبيرة في تهيئة مناخ لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفي المستقبل، ستظل الجمعية اليابانية لتعزيز التجارة الدولية حريصة على الصداقة طويلة الأمد التي تربطها بالمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، وستسعى جاهدة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين اليابان والصين، وستعمل مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية والمجموعات الاقتصادية الأخرى في العالم للمساهمة في السلام والاستقرار العالميين من خلال تعزيز الأنشطة الاقتصادية، حسبما قال كونو. تجدر الإشارة إلى أن المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية تأسس في مايو 1952، ويهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية واستخدام الاستثمار الأجنبي، وإدخال التكنولوجيات الأجنبية المتقدمة، وإجراء أشكال مختلفة من أنشطة التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الصين والدول الأجنبية.■
مشاركة :