أوروبا تشهد أكبر انتشار لحالات جدري القردة

  • 5/21/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في ضوء ظهور جدري القردة في العديد من البلدان والذي أصاب بعض المثليين جنسيا من الرجال، حذرت منظمة “دويتشه إيدز هيلفه” وهي منظمة جامعة لأكثر من 120 منظمة معنية بالمصابين بالإيدز في ألمانيا، من الاستنتاجات الخاطئة والوصم. وقالت المتحدثة باسم المنظمة هولجر فيشت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية “بالطبع هناك أوجه تشابه سطحية بين جدري القردة وفايروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) عندما ظهر في بدايته، فهو مرض آخر من أفريقيا يصيب الرجال المثليين أيضا. لكن المقارنة غير صالحة في نواحٍ كثيرة أخرى”. وأوضحت فيشت أنه على عكس فايروس نقص المناعة المكتسب فإن الفايروس المسبب لجدري القردة معروف منذ فترة أطول في ثمانينات القرن الماضي، كما يُشفى المصاب من المرض من تلقاء نفسه، وقالت “من المهم جدا بالنسبة إلينا ألا ينشأ هنا ذعر ومخاوف غير معقولة”، مشيرة في المقابل إلى أنه لا تزال هناك أوجه عدم يقين في ما يتعلق بتقييم شدة المرض على سبيل المثال، ومدى القدرة على تحمل الإصابة بين المرضى الذين يعانون من نقص المناعة من بينهم الأشخاص المصابون بفايروس نقص المناعة المكتسب، الذين لم يتم علاجهم لسنوات عديدة. جدري القردة لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر لأنه يتطلب ملامسة مباشرة للجلد المشقق أو السوائل وذكرت فيشت أنه وفقا للخبرات مع فايروس نقص المناعة المكتسب، هناك مخاوف من وصم الرجال المثليين والأفراد المنحدرين من أفريقيا، مشيرة أيضا إلى الإقصاءات والاتهامات التي وجهت إلى الأفراد المنحدرين من آسيا مع بداية جائحة كورونا. وأكدت فيشت على ضرورة التعامل مع الموضوع بالتعقل والتوعية بدلا من الخوف مثلما يتم التعامل مع أمراض أخرى تُنقل جنسيا، مضيفة أنه تجري مخاطبة وتوعية المجموعة المستهدفة بالتنسيق مع معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض. وفي الأيام القليلة الماضية تم اكتشاف بعض حالات المرض المعدي في عدد من الدول الغربية، وهو في الواقع مرض نادر للغاية. ووصف أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى شاريتيه الألماني لايف زاندر جدري القردة بأنه مرض مُعد على نحو أقل من الجدري، لكنه “لا يزال مرضا خطيرا ومميتا في بعض الحالات”. وبحسب بيانات معهد روبرت كوخ، تعد الممارسات الجنسية إحدى طرق الانتقال المحتملة للمرض. وأكدت السلطات الصحية في أستراليا تسجيل أول حالة إصابة بفايروس جدري القردة في البلاد، وقالت إنها تترقب تأكيد إصابة ثانية. وأعلنت وزارة الصحة بولاية فيكتوريا أن الإصابة المؤكدة بفايروس جدري القردة تعود لشخص في الثلاثينات من العمر عاد لتوه من بريطانيا، مضيفة أن هذا الشخص تم عزله بعيدا. Thumbnail وأشارت الوزارة إلى أن هذا الشخص ظهرت عليه أعراض خفيفة قبل أن يحط في ملبورن، حيث طلب تقديم الرعاية الطبية الفورية له. وأوضحت الوزارة أنه يجري حاليا تعقب جميع الأشخاص الذين تشاركوا مع هذا الشخص المصاب نفس رحلات الطيران. وقال بريت سوتون كبير مسؤولي الصحة في ولاية فيكتوريا في بيان “لا ينتقل جدري القردة بسهولة من شخص لآخر، لأنه يتطلب ملامسة مباشرة للجلد المشقق أو السوائل أو البثور، أو الاتصال المطول وجها لوجه عبر الجهاز التنفسي”. وأضاف سوتون أن المصابين بفايروس جدري القردة عادة ما يعانون من آلام في العضلات ومن حمى قبل ظهور الطفح الجلدي، والذي يمكن أن يكون مؤلما ومسببا للحكة. وينتقل جدري القردة في منطقة وسط وغرب أفريقيا، وغالبا ما يكون ذلك بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، ويعتبر مرضا متوطنا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وتم اكتشافه بها لأول مرة في عام 1970. 85 في المئة هي نسبة فعالية اللقاحات ضد جدري القدرة وفقا لمنظمة الصحة العالمية ويمكن أن ينتقل المرض من شخص إلى آخر عبر الرذاذ المتنقل في الهواء أو الاتصال الجسدي الوثيق أو مشاركة البياضات أو الأشياء الملوثة. يشار إلى أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين. وعادة ما يسبب الفايروس أعراضا مشابهة لأعراض الجدري، ولكنها أقل حدة. ويمكن أن تكون الحالات شديدة أيضا. وتم اعتبار أنه تم القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم منذ عام 1980 بعد حملة تطعيم كبيرة. بدورها رصدت فرنسا أول حالة يشتبه في إصابتها بفايروس جدري القردة بمنطقة إيل دو فرانس حسبما أفادت وزارة الصحة الفرنسية، فيما تؤكد المؤشرات على أن الفايروس قد تفشى في ربوع العالم. ويتسبب الفايروس الذي أعلنت بريطانيا وإسبانيا والبرتغال أيضا عن ظهوره في أراضيها، في أعراض حمى وطفح جلدي تؤدي إلى بروز حبوب على الجلد، وعادة ما يكون خفيفا لكن هناك سلالتين خطيرتين له إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 في المئة، وسلالة غرب أفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 في المئة من حالات الإصابة. وبعد بريطانيا أعلنت إسبانيا والبرتغال أنهما سجلتا أكثر من 40 إصابة مؤكدة أو يشتبه في أنها بمرض جدري القردة، وهو مرض نادر في أوروبا. بدورها قالت منظمة الصحة العالمية إنها تريد تسليط الضوء بالتعاون مع بريطانيا على الإصابات بجدري القردة التي اكتشفت في البلاد منذ بداية مايو، خصوصا وسط مجتمع المثليين، حسبما ذكرت قناة “فرانس 24”. وأعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد مساء الأربعاء عن اكتشاف 23 إصابة يشتبه في أنها بجدري القردة، وهو مرض متوطن في غرب أفريقيا. وأوضح بيان السلطات على تويتر “عموما، يحدث انتقال المرض عن طريق الجهاز التنفسي لكن هذه الحالات الـ23 المفترضة للعدوى تشير إلى أن الانتقال حدث عبر الأغشية المخاطية أثناء علاقات جنسية”. وفي البرتغال سجّلت “أكثر من 20 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة (…) في منطقة لشبونة (غرب) تم تأكيد خمس منها”، حسب بيان للسلطات الصحية في البلاد. 14 حالة تم اكتشافها في البرتغال فقط مقابل سبع حالات في إسبانيا ويشار إلى إمكانية انتقال المرض من شخص إلى آخر عبر الهواء أو الاتصال الجسدي الوثيق أو مشاركة الملابس أو الأشياء الملوثة. ودفع عدد قليل من الإصابات بمرض جدري القردة في بريطانيا السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري، بينما تم تأكيد عدد قليل من الحالات في أجزاء من أوروبا. وتم رصد المرض الفايروسي لأول مرة في القردة، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط أفريقيا. ونادرا ما انتشر المرض في أماكن أخرى لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق. وسجلت بريطانيا تسع حالات من سلالة غرب أفريقيا حتى الآن. وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القردة، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية. وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 في المئة ضد جدري القردة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القردة. ومنذ ذلك الحين سجلت البرتغال 14 حالة، وأكدت إسبانيا سبع حالات. كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما. وسجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة وتشتبه في حالتين أخريين.

مشاركة :