لماذا تسيطر السلبية على أفكارنا اليومية؟ ونصائح للتغلب على التشاؤم

  • 5/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت ميريل كيرن المحللة الاستراتيجية للعلامات التجارية من تأثيرات الأفكار السلبية على حياة الإنسان حيث وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص المتشائمين بشدة بشأن المستقبل معرضون لخطر الموت المبكر أكثر من غيرهم. وقالت كيرن، في مقال بموقع fastcompany، إن «التفكير السلبي يجعلنا أسوأ عدو لأنفسنا»، ولفتت إلى دراسة وجدت أن التفاؤل مرتبط بـ«طول العمر الاستثنائي». وتنقل ميريل كيرن عن اختصاصية علم النفس الإكلينيكي مونيكا فيرماني قولها إن «الأفكار أشياء قوية، وكلاً من الأفكار الإيجابية والسلبية تؤدي إلى التحكم في حالتنا المزاجية، وأعراضنا الفسيولوجية وسلوكياتنا». وأضافت: «رغم أننا في بعض الأحيان قد نشعر كأننا لسنا كذلك، فنحن من يتحكم في أفكارنا، حيث يمكننا أن نختار ليس فقط ما نفكر فيه ولكن كيف نفكر فيه». وقالت فيرماني: «إننا بحاجة لأن نتعلم كيف نتحدى التشوهات المعرفية والأفكار السلبية لدينا، وأن نتساءل عن مدى صدقها أو مدى صحتها واستبدالها بأفكار أكثر دقة وتكيفاً وواقعية وحيوية تحفزنا على السعي للتصرف وأن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، يمكننا أن نختار تعزيز العادات والسلوكيات الصحية، وليس الضارة». وذكر دينيس كونسورتي خبير التسويق والأعمال الصغيرة: «من المحتم علينا أن نفكر بشكل سلبي لأننا، كمجتمع، محاطون به»، وأوضح: «وسائل الإعلام تضفي الإثارة على القصص لزيادة الزيارات، وغالباً ما يعرض الأشخاص السلبيون سلبيتهم على بقيتنا أيضاً، سواء على المستوى الشخصي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. عندما يحدث هذا، فمن الأفضل التركيز على تلك الأشياء التي تحت سيطرتك للحصول على النتائج الإيجابية التي تريدها». وأوصى كونسورتي بإعادة صياغة الاستراتيجية كلما ظهرت فكرة سلبية، وقال: «على سبيل المثال، عندما تكون في العمل وتنهي مهمتين من أصل خمس مهام مهمة، قد تكون لديك فكرة سلبية مثل أنا متأخر جداً ولا يزال أمامك الكثير للقيام به». وتابع: «بدلاً من ذلك، أعد صياغة الأمر على أنه شيء مثل لقد أكملت بالفعل مهمتين من أصل خمس مهام مهمة اليوم. يمكنني تجاوز البقية». وكذلك دعت فيرماني إلى إعادة صياغة الأفكار السلبية لأن ذلك في بعض الأحيان، يكون مفتاح الإدراك المطلوب لإعادة توجيه التصرف في اتجاه أكثر إيجابية. وبحسب ميريل كيرن، يمكن أن تنبع الأفكار السلبية والتشاؤم المزمن أيضاً من العديد من المحفزات التي تتجاوز بكثير الضغوطات التي نعيشها في الوقت الحالي، بما في ذلك أنماط التدمير الذاتي وحتى تجارب الطفولة التي لم يتم حلها. وتتفق فيرماني على أن الأفكار السلبية يمكن أن تكون نتيجة لتجارب طفولة عميقة الجذور تلتصق بنا حتى مرحلة البلوغ، وتقول: «تتشكل الأفكار من طفولتنا وخبراتنا وهي مستمدة من تجارب الحياة التي نحكم عليها ونسميها بالإيجابية والسلبية: كفاحنا وتحدياتنا وإنجازاتنا وانتصاراتنا ومكاسبنا وخسائرنا كل ما تقدمه لنا هذه الحياة». وتابعت فيرماني: «نقضي الكثير من الوقت في أذهاننا، ونحيي التجارب السلبية لماضينا ونتخيل ونتوقع أسوأ السيناريوهات والنتائج، وغالباً ما نفعل هذا كوسيلة لمنع حدوث أشياء سيئة لنا لكن كل هذا إعادة الأحداث السلبية السابقة وإعادة عرضها والتنبؤ بالنتائج الوخيمة التي تلوح في الأفق هي مجرد أفكار في أذهاننا». وقالت: «الماضي في الماضي والمستقبل مجرد خيالنا، يمكننا اختيار ما نفكر فيه، وكيف نتصرف ونتفاعل في الوقت الحاضر، ونتوقع نتائج إيجابية، وليست سلبية والخيار لنا». وقدمت فيرماني بعض الطرق الأخرى السهلة نسبياً للمساعدة في التحكم في الأفكار السلبية، وقالت أولاً وقبل كل شيء، ينصح بإحاطة أنفسنا بأشخاص يساعدوننا في مواجهة التحديات، ويتضمن ذلك تقليل مصادر التوتر عن طريق وضع حدود صحية حول التعرض للأشخاص المنتقدين والسلبيين. كما توصي أيضاً بالتخلي عن التصورات الذاتية السلبية، والحد من المعتقدات والأفكار حول كونك غير جيد بما فيه الكفاية، والظروف التي تضعها على نفسك من أجل أن تكون سعيداً.

مشاركة :